ترامب يبلغ العرب نيته نقل السفارة الأميركية إلى القدس

  • 12/6/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس في اتصال هاتفي. مسألة نقل السفارة تحمل في ثناياها اعترافا بالقدس التي تحتضن أولى القبلتين عاصمة لإسرائيل. ولاقى تلويح ترامب بنقل السفارة، والذي كان من المنتظر أن يعلنه في خطاب الأربعاء المقبل، ادانات حادة من العالم الإسلامي عامة والعربي خاصة. وقال مسؤولون أمريكيون إن اعتراف ترامب الأوحادي  بالقدس عاصمة لإسرائيل يعتبر انحرافا حادا عن مسار السياسة الأمريكية على مدى عقود وقد تؤجج العنف في الشرق الأوسط.  الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لترامب: "القدس خطٌ أحمر" "إن تركيا قد تصل إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل إذا اعترفت الولايات المتحدة رسميا بالقدس عاصمة لها في خطوة وصفها بأنها "خط أحمر" بالنسبة للمسلمين"، هكذا قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ردا على تهديدات ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. وأضاف أردوغان في اجتماع برلماني لحزبه الحاكم العدالة والتنمية "أيها السيد ترامب، القدس خط أحمر بالنسبة للمسلمين. إن اتخاذ قرار يدعم إسرائيل في حين ما زالت جروح المجتمع لفلسطيني تنزف يمثل انتهاكا للقانون الدولي" .واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في حرب عام 1967. وضمتها بعد ذلك معلنة المدينة بأسرها عاصمة لها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ويريد الفلسطينيون القدس عاصمة لدولتهم المستقبلية. رد الفعل الإسرائيلي على تصريحات أردوغان وزير التعليم نفتالي بينيت الشريك البارز في الحكومة الائتلافية بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من جهته، فقد ضرب بتصريحات إردوغان عرض الحائط. وقال "سيكون هناك دائما من ينتقد، لكن في نهاية المطاف فإن وجود قدس موحدة أفضل من تعاطف إردوغان".اتصال هاتفي من ترامب للرئيس الفلسطيني محمود عباس  أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتصل بالرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلثاء دون التطرق إلى تفاصيل المكالمة، واتصل ترامب أيضا بالعاهل الأردني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ولكن باراك رافيد غرد قائلا: " إن الرئيس محمود عباس قال لترامب خلال المكالمة الهاتفية إن نقل السفارة سيؤثر على عملية السلام وعلى أمن الفلسطيين" الاتحاد الأوروبي قالت فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي  إن "أي تصرف من شأنه تقويض" جهود السلام الرامية لإقامة دولتين منفصلتين للإسرائيليين والفلسطينيين "يجب تفاديه تماما". وكانت موجيريني تتحدث وهي تقف بجوار وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أثناء زيارته لبروكسل في الوقت الذي يدرس فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقالت "يتعين إيجاد سبيل من خلال المفاوضات لحل مسألة وضع القدس كعاصمة مستقبلية للدولتين" مؤكدة على دعم الاتحاد الأوروبي لجهود كسر جمود محادثات السلام. وتابعت أن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي وعددها 28 دولة سيبحثون المسألة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بروكسل يوم الاثنين المقبل على أن يعقدوا اجتماعا مماثلا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أوائل العام المقبلجامعة الدول العربية: "نقل السفارة اعتداء صريح على الأمة العربية" كما حذر مجلس الجامعة العربية الولايات المتحدة من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مضيفا أن هذا الموقف سيمثل "اعتداء صريحا على الأمة العربية". وقال مجلس الجامعة العربية في بيان، بعد اجتماع غير عادي على مستوى المندوبين في مقر الجامعة بالقاهرة "أي اعتراف بمدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال، أو إنشاء أي بعثة دبلوماسية في القدس أو نقلها إلى المدينة، اعتداء صريح على الأمة العربية، وحقوق الشعب الفلسطيني وجميع المسلمين والمسيحيين، وانتهاك خطير للقانون الدولي". وأضاف البيان أن من شأن الاعتراف غير القانوني بالقدس عاصمة لإسرائيل أن ينسف فرص السلام وحل الدولتين وتعزيز التطرف والعنف. وطالب المجلس الولايات المتحدة وجميع الدول بالالتزام بكافة قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي المتعلقة بالقدس ومبادئ القانون الدولي "التي تعتبر كل الإجراءات والقوانين الإسرائيلية المستهدفة تغيير الوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس الشرقية ومقدساتها وهويتها وتركيبتها الديمغرافية، لاغية وباطلة".الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط يدعو الولايات المتحدة إلى الامتناع عن أية مبادرات من شأنها أن تفضي إلى تغيير وضعية القدس القانونية والسياسية. وقال أبو الغيط في مستهل اجتماع الجامعة العربية إن مثل هذا "الإجراء الخطير ستكون له عواقب وتداعيات". وأضاف أن "العبث بمصير القدس، بما لها من مكانة في قلب كل العرب، من شأنه تأجيج مشاعر التطرف ونعرات العنف والعداء والكراهية في العالمين العربي والإسلامي". وطالب ياسر العطوي مندوب مصر بالجامعة العربية خلال اجتماع الثلاثاء الولايات المتحدة "بعدم اتخاذ أية خطوات أحادية الجانب تؤثر على مسار التسوية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتضع عقبات أمام عملية السلام".وزير الخارجية السعودي أحمد الجبير حذّر وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، من أن أي تغيير في وضع مدينة القدس الشرقية سيؤجج العالم العربي كله. والمفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي متوقفة منذ عام 2014؛ جراء رفض إسرائيل وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وحل الدولتين على أساس حدود ما قبل عام 1967. وشدد الوزير السعودي على أن مسائل القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين والتعويضات يجب أن يكون لها حلول. ومضى الجبير قائلاً "ما نحتاج إليه الآن هو الإرادة السياسية.. الصراع ينعكس على كل دول العالم"، متابعاً أن السعودية "تشجع الطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي) على اتخاذ خطوات لازمة (لم يوضحها) من أجل التوصل إلى اتفاق". وشدد على أن مبادرة السلام العربية تدعو إلى تسوية ضمن هذه الخطوط العريضة، مقابل سلام بين إسرائيل والدول العربية.العراق قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن حكومته تعارض احتمال نقل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل إلى القدس وحذر من تبعات هذا القرار. وتأتي التصريحات التي أدلى بها العبادي في مؤتمر صحفي أسبوعي ضمن سلسلة من الأصوات المتزايدة التي تحذر من أن هذه الخطوة ستثير اضطرابات.وعد انتخابي ومذكرة تأجيل  وكان ترامب قد وعد خلال حملته الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وكرر في أكثر من مناسبة أن الأمر مرتبط فقط بالتوقيت. ومطلع يونيو/ حزيران الماضي وقع ترمب، الذي تولى السلطة في 20 يناير/ كانون ثانٍ الماضي، مذكرة بتأجيل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس لمدة 6 أشهر. وتمتلك إدارة ترمب حتى 4 ديسمبر/ كانون أول الجاري حق التوقيع على مذكرة لتمديد تأجيل نقل السفارة لمدة 6 أشهر، وهو إجراء دأب عليه الرؤساء الأمريكيون منذ إقرار الكونغرس، عام 1995، قانوناً بنقل السفارة إلى القدس. وحذر الفلسطينيون ودول عربية وإسلامية عديدة من تداعيات نقل السفارة، لاسيما ما قد تحدثه من غضب شعبي واسع، واعتبر كثيرون أنها تعني نهاية عملية السلام تماماً.#

مشاركة :