حكاية الكونفدرالية.. رأسية متعب التي منحته والأهلي الحياة

  • 12/6/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

"الهدف القاتل في اللحظة الأخيرة في الثانية الأخيرة.. يحيا الأهلي" هذا ما ارتفع به صوت محمد الكواليني في الدقيقة 96 معلقا على هدف عماد متعب للأهلي في شباك سيوي سبورت قبل 3 أعوام. الهدف كتب قصة التتويج الأول للأهلي ولأي فريق مصري بكأس الكونفدرالية، كذلك التواجد الأخير للفريق الأحمر على منصات التتويج في إفريقيا. لم تكن المرة الأولي للأهلي +90 ولكن من بعد هدف محمد أبو تريكة في الصفاقسي 2006، لم ينتظر أحد هدفا حتى يقترب من معزته في قلوب الأهلاوية. يطلقون على الوقت بدل الضائع في المباريات المصرية زمن الأهلي.. هذا الأمر تأكد ليلة السبت 6 ديسمبر 2014 على أرض استاد القاهرة. ظهور غير معتاد بعد اعتزال محمد أبو تريكة ومحمد بركات وسيد معوض ورحيل أحمد فتحي وانتقال وائل جمعة إلى مقعد مدير الكرة، كان الأهلي يبدأ مرحلة بناء شخصية جديدة يقودها حسام غالي وعماد متعب. مرحلة البناء تلك تعطلت بتوديع دوري الأبطال على يد رفاق أحمد عيد عبد الملك في أهلي بنغازي. لينتقل الأهلي إلى اللعب في الكونفدرالية. الأهلي ليس معتادا على المشاركة في الكونفدرالية، كانت هذه النسخة الأولى التي يظهر فيها منذ عام 2004 الذي أعلن فيه الكاف المزج بين بطولتي كأس الاتحاد الإفريقي وأبطال الكؤوس تحت اسم "الكونفدرالية". ولم يكن خسارة لقب دوري أبطال إفريقيا الأمر السيء الوحيد الذي يمر به الأهلي في هذا الوقت، فالفريق بعد التتويج بالدوري بفارق هدف عن سموحة ودع نصف نهائي الكأس على يد نفس الفريق. خسر من الرجاء في الدوري وتعادل مع الإسماعيلي والأسيوطي. ثم سقط أمام سيوي سبورت 2-1 في مباراة ذهاب النهائي. ليس الأول لم يكن هدف متعب هو الأول للأهلي في هذه البطولة +90، فالفريق وصل إلى مرحلة المجموعات بهدف لأحمد رؤوف في الدقيقة 95 في شباك الدفاع الحسني الجديدي في المغرب ليتأهل بقاعدة احتساب الهدف خارج الأرض بهدفين بعد أن فاز ذهابا 1-0 وخسر إيابا 2-1. بعدها بأيام أقيل محمد يوسف مدرب الفريق، ليفوز بالدوري تحت قيادة فتحي مبروك الذي بدأ مرحلة المجموعات. وقاد مبروك الأهلي للفوز على نكانا 2-0 في بتروسبورت ثم التعادل مع النجم الساحلي 1-1 في سوسة، قبل أن يودع الفريق بتعادل جديد مع سيوي سبورت 1-1 في كوت ديفوار. جاء خوان كارلوس جاريدو وفاز على سيوي سبورت 1-0 وخسر من نكانا في زامبيا بنفس النتيجة وتأهل لنصف النهائي في الصدارة بالتعادل مع النجم 0-0. وفي نصف النهائي، فاز الأهلي على القطن الكاميروني ذهاب وإيابا 1-0 ثم 2-1، ليواجه سيوي سبورت مرة أخرى بعد أن فاز الفريق الإيفواري على ليوبار. ظروف صعبة 16 لاعبا دخل بهم الأهلي مباراة استاد القاهرة، بعد أن تأثرت القائمة الإفريقية بكم اللاعبين الذين استغنى عنهم جاريدو. الأهلي في الأساس كان يلعب بقائمة منقوصة غاب عنها حارسه الأساسي شريف إكرامي وهدافه عمرو جمال ومهاجمه المخضرم محمد ناجي "جدو" لإصابتين بقطع في الرباط الصليبي، ثم تضاعفت الأزمة بغياب محمود تريزيجيه للإيقاف. تقريبا كل اللقطات المضيئة لتريزيجيه مع الأهلي كانت في عهد جاريدو الذي طوره كثيرا وحوله إلى جناح سريع يستطيع الأهلي الاعتماد عليه، وهو كان من سجل هدف مباراة الذهاب ليحافظ على أمل في التتويج. حتى أن الهدف الذي سجله تريزيجيه مع الأهلي في مباراة الذهاب كان الأول له في أي بطولة قارية مع الأهلي. غياب تريزيجيه زاد الطين بلة. لم تضم القائمة أي مهاجمين سوى متعب الذي لا يعتمد عليه جاريدو، والتقارير تزعم أنه في طريقه للرحيل. سيوي لا يخاف لم يمتلك سيوي سبورت أي تاريخ يذكر في مشاركاته الإفريقية قبل هذا النهائي. قبل ديسمبر 2014 كان أبرز إنجازاته الوصول لمجموعات دوري الأبطال 2013. سيوي الفريق الضيف سدد 8 مرات على مرمى الأهلي. هذا الرقم ربما يوضح كيف كان سير المباراة. لم يكن الفريق الإيفواري متحفظا ليحافظ على نتيجة الذهاب، بالعكس كان هو الأكثر خطورة على غير المتوقع. كانوا هم الأقرب للتسجيل في أي لحظة. في المقابل، لم يمتلك الأهلي حلولا كثيرا بوجود 5 بدلاء على الدكة من بينهم حارس مرمى. شارك صبري رحيل في موقع شريف عبد الفضيل الذي كشف عقب المباراة عن أنه لعب كظهير أيسر لأسباب دفاعية. ثم ظهر عبد الله السعيد بدلا من موسى يدان، وفي الدقائق الأخيرة لم يكن أمام جاريدو سوى إشراك محمد فاروق بدلا من محمد نجيب. بداية الهجمة كانت من تسلل احتسب على سيوي سبورت تم تنفيذه سريعا، في لقطة كسرت ملل رتم لعب الأهلي طوال المباراة. الكرة في ثوان وصلت إلى عبد الله السعيد الذي تبادلها مع وليد سليمان، والأخير رفع عرضية وصلت إلى رأس متعب. والباقي معروف :) "هدفي في سيوي سبورت في نهائي الكونفدرالية يعتبر الأغلى بين كل الأهداف التي سجلتها، لأنه كان ببطولة" .. عماد متعب متعب سجل 29 هدفا في البطولات الإفريقية للأهلي، لكنه اختار هذا الهدف ليكون الأغلى في مسيرته ورغم أنه كان مهاجم منتخب مصر في 3 كؤوس أمم إفريقيا توج بها الفراعنة. هذا الهدف كان الوحيد لمتعب مع الأهلي في هذه البطولة، وساعده على تحقيق رقم قياسي فيما بعد. متعب استمر في التسجيل حتى مباراة زيسكو في دوري الأبطال 2016 التي جعلته اللاعب الأفريقي الوحيد الذي يسجل في 3 بطولات أفريقية مختلفة على مدار 7 مواسم متتالية، حيث هز شباك المنافسين ببطولات دوري الأبطال والكونفدرالية وكأس السوبر خلال الفترة من 2010 إلى 2016 قبل أن يتوقف هذا العام. ليتفوق بذلك على الأسطورة محمود الخطيب الهداف التاريخي للأهلي في القارة السمراء ورئيسه الجديد حاليا والذي هز شباك المنافسين 7 مواسم متتالية أيضًا خلال الفترة من 1981 إلى 1987، ولكن في بطولتين فقط "أفريقيا أبطال الدوري وأبطال الكؤوس". يقول جاريدو "لازلت سعيدا وفخورا لكوني أخر مدرب توج مع الأهلي ببطولة قارية، خاصة وأنه أول تتويج بكأس الكونفدرالية في تاريخ النادي". ولأن الهدف جاء في الدقيقة 95:23 اتجه شادي محمد قائد الأهلي التاريخي والذي كان مقدما للبرامج على قناة النادي وقت التتويج، إلى نظرية غريبة. قال إن روح شهداء كارثة بورسعيد الـ72 كانت حاضرة في التتويج، والأمر مختلف عن أي هدف آخر سجله الأهلي +90. 20 لقبا قاريا الأهلي بهذا الهدف بات أول فريق يتوج بدوري الأبطال وكأس الكونفدرالية في عامين متتاليين، قبل أن يحقق مازيمبي نفس الإنجاز. رفع الأهلي رصيده من الألقاب القارية إلى 20 بعد الكونفدرالية التي حافظت له على لقب "الأكثر تتويجا في العالم" حتى تخطاه ريال مدريد في 2016. يختتم حسام غالي هذه الحكاية "هي البطولة الأغلى علينا كلاعبين وجهاز فني وجمهور خاصة وأنها دخلت مصر لأول مرة عن طريق الأهلي، وجاءت بعد ظروف صعبة للغاية بين إخفاقات مصرية وخروجنا من دوري الأبطال". استمتع بأخر 6 دقائق في مباراة النهائي بصوت الجماهير:

مشاركة :