القدس هي الآن في صلب اتصالات عربية وإسلامية، إزاء نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المقدسة، وتحذيرات من ردود فعل عاصفة في العالم الاسلامي. ولا تزال ردود الأفعال الرسمية مستمرة. وكان مسؤولون أمريكيون كبار قالوا يوم الثلاثاء إن ترامب سيعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل يوم الأربعاء ويبدأ عملية نقل السفارة الأمريكية إلى المدينة.التعاون الاسلامي: اجتماع الرد في اسطنبول قال المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن منظمة التعاون الإسلامي ستعقد اجتماعا في اسطنبول في 13 ديسمبر كانون الأول لتنسيق الرد على قرار الولايات المتحدة المزمع الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وأدلى المتحدث إبراهيم كالين بالتصريحات خلال مؤتمر صحفي في أنقرة.فلسطين: الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل هو إعلان حرب فقد قال كبير المبعوثين الفلسطينيين لدى بريطانيا مانويل حساسيان إن اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل سيكون إعلان حرب. وأوضح حساسيان في مقابلة مع راديو هيئة الإذاعة البريطانية أنه "إذا قال ما ينوي قوله بأن القدس عاصمة لإسرائيل فهذا يعني قبلة الموت لحل الدولتين"، "إنه يعلن الحرب في الشرق الأوسط ويعلن الحرب على 1.5 مليار مسلم ومئات الملايين من المسيحيين الذين لن يقبلوا بأن تكون الأماكن المقدسة تحت هيمنة إسرائيل بالكامل".تركيا: نقل السفارة الأمريكة إلى القدس خطأ جسيم وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل للقدس سيكون "خطأ جسيما" وأضاف أنه حذر وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون من الخطوة. وقبل اجتماع ثنائي مع تيلرسون في مقر حلف شمال الأطلسي قال تشاووش أوغلو "(نقل السفارة الأمريكية) سيكون خطأ جسيما. لن يحقق أي استقرار... بل فوضى وعدم استقرار". وتابع "العالم كل يعارض هذه الخطوة" وأضاف أنه أبلغ تيلرسون بالفعل بوجهة نظره وسيؤكدها خلال اجتماع لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي.السعودية: نقل السفارة استفزاز وذكرت وسائل إعلام سعودية رسمية أن العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز أبلغ الرئيس دونالد ترامب في اتصال هاتفي بأن أي قرار لنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس قبل التوصل إلى تسوية سلمية دائمة من شأنه أن يستفز مشاعر المسلمين ويزيد من حدة التوتر في المنطقة. وقد وصف العاهل السعودي هذه الخطوة الأمريكية بالخطيرة ومن شأنها استفزاز "مشاعر المسلمين كافة حول العالم نظرا لمكانة القدس العظيمة والمسجد الأقصى القبلة الأولى للمسلمين" حسب تعبير المصدر السعودي.المغرب: الاعتراف يؤثر سلبا في آفاق أي تسوية وفي المغرب، أعرب العاهل المغربي محمد السادس الذي يرأس لجنة القدس في رسالة للرئيس الأمريكي عن قلقه من أن هذا الإجراء "سيؤثر سلبا على آفاق إيجاد تسوية عادلة وشاملة للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي" محذرا من القلق البالغ الذي ينتاب الدول والشعوب العربية والإسلامية إزاء نية الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إليها بحسب مصدر رسمي مغربي. وشدد الملك محمد السادس على "ما تشكله مدينة القدس من أهمية قصوى ليس فقط بالنسبة لأطراف النزاع بل ولدى أتباع الديانات السماوية الثلاث" داعيا إلى ضرورة "أن تبقى القدس بخصوصيتها الدينية الفريدة وهويتها التاريخية العريقة ورمزيتها السياسية الوازنة، أرضا للتعايش وعلماً للتساكن والتسامح بين الجميع" حسب الوكالة المغربية للأنباء.خامنئي: نقل السفارة إلى القدس علامة على عجز وفشل أمريكي نقل الموقع الشخصي للزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي عنه قوله إن نية الولايات المتحدة نقل سفارتها للقدس علامة على عجزها وفشلها. ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي الاعتراف مخالفا بذلك ما جرت عليه السياسة الأمريكية منذ عشرات السنين في خطوة يحتمل أن تثير اضطرابات. وقال خامنئي "قولهم إنهم يريدون إعلان القدس عاصمة لفلسطين المحتلة يرجع إلى عجزهم وفشلهم".بريطانيا: خطة السلام أولوية من جانبه قال وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون، إنه يجب على أمريكا أن تتقدم بخطة للسلام في الشرق الأوسط كأولوية. ودعا جونسون الولايات المتحدة إلى التقدم بمقترح لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط معتبرا الأمر "أولوية". وأضاف جونسون قبيل اجتماع مع نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون في مقر حلف شمال الأطلسي أن قرار الولايات المتحدة المزمع نقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس "يجعل تقديم المقترحات الأمريكية التي طال انتظارها بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط أهم من أي وقت مضى، وأنه "ينبغي أن يكون لهذا الأمر الأولوية".روسيا: احتمال لتأجيج الخلاف بين الاسرائيليين والفلسطينيين قال الكرملين إن روسيا تشعر بالقلق إزاء احتمال تأجيج الخلاف بين إسرائيل والسلطات الفلسطينية نتيجة خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف "رغم ذلك لن نناقش القرارات التي لم تُتخذ بعد".الفاتيكان: ضرورة احترام الوضع الحالي للمدينة المقدسة قال البابا فرنسيس إن "الاعتراف بحقوق الجميع" في الأرض المقدسة شرط أساسي للحوار، داعيا إلى احترام الوضع الحالي للمدينة المقدسة. وأدلى البابا بهذه التصريحات أمام مجموعة من الزوار الفلسطينيين المشاركين في حوار الأديان مع الفاتيكان، وأضاف "إن الأرض المقدسة بالنسبة لنا نحن المسيحيين هي بلا جدال أرض الحوار بين الرب والبشرية"، وتابع القول إن "الشرط الأساسي لهذا الحوار هو الاحترام المتبادل والالتزام بترسيخ هذا الاحترام في سبيل الاعتراف بحقوق الجميع أينما كانوا".
مشاركة :