باتت الأنفاق اليوم كياناً في عمليات التشييد والبناء لا يمكن الاستغناء عنها، حيث تسمح بإجراء أغلب عمليات الصيانة تحت الأرض ومن دون إحداث أي تعطيل وسط المباني، وهكذا الأنفاق تعمل بمثابة شبكة الشرايين والأوردة التي تنقل الخدمات من قلب الحرم الجامعي النابض وهو محطات الخدمات المركزية إلى الأجزاء المختلفة من ذلك الجسد الكبير المتمثل في مدينة صباح السالم الجامعية. وبتطور الأفكار وفلسفة البناء والإنشاءات العمرانية يوماً بعد يوم تسعى كل المجتمعات المتحضرة إلى ملاحقة هذا النمو لما تعكسه المباني الإنشائية من تميز هذه المجتمعات ومواكبتها للتطور والتغير المتسارع، وربما بات استخدام أنفاق الخدمات واحداً من أهم العناصر التي تحرص المشاريع الكبرى على اعتمادها كجزء أساسي من مكوناتها، حيث تعمل هذه الأنفاق على توفير خدمات شبكات الكهرباء وتمديدات الاتصالات الحديثة، فضلاً عن توفير المياه المبردة الخاصة بالمنظومة الحديثة لتكييف المباني والمرافق إلى جانب مياه الشرب والاستهلاك والصرف، وهو الأمر المطبق في مشروع مدينة صباح السالم الجامعية. وتمتلك مدينة صباح السالم الجامعية «الشدادية» إحدى أكبر شبكات الأنفاق على مستوى الشرق الأوسط بطول سبعة كيلومترات ونصف المتر، وتم إنشاؤها على عمق يبلغ 11 متراً تحت الأرض وعزلها بصورة تامة لتمديد كل الخطوط وشبكات البنية التحتية التي ستغذي مباني الجامعات والمباني الخدمية الأخرى الملحقة بالحرم الجامعي عبر تلك الشبكة التي ستسمح بإجراء كل عمليات الصيانة تحت الأرض ودون إحداث أي تعطيل وسط مباني الحرم الجامعي، حيث يبلغ متوسط عرض وارتفاع النفق ثمانية أمتار ما يسمح بدخول سيارات النقل في النفق لتقديم خدمات الصيانة المختلفة لكل أنواع الأعطال والتي سيتم استقصاؤها بصورة واضحة ومن دون الحاجة إلى الحفر والإصلاح ومن ثم الردم كما هو مطبق في الإنشاءات الاعتيادية. ورغم أن شبكة الأنفاق في مدينة الشدادية تمثل جزءاً واحداً إلا أنها طرحت خلال فترة الإنشاء في صورة حزمتي أعمال إحداهما سميت بالجهة الغربية والأخرى سميت الجهة الشرقية للمشروع، وتتكون الأعمال المدنية لنفق الخدمات في الناحية الغربية من الجسم الخرساني للنفق الرئيس والانفاق الفرعية بطول 3560 متراً تقريباً إلى المباني الواقعة في الجزء الغربي من الحرم الجامعي. وقد تسلمت الجامعة حزمتي الأعمال التابعتين لمشروع نفق الخدمات من الناحية الشرقية والغربية بمدينة صباح السالم الجامعية بعد انجازه.
مشاركة :