كشفت صحيفة سعودية، أمس الأربعاء، تسجيلاً صوتياً للرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، لأول مرة، خلال حوار أجرته معه، ولم ينشر منذ ثلاث سنوات، أكد فيه أن قطر موَّلت الحوثيين وجماعات متطرفة نكاية بالمملكة، وأن السعودية هي الدولة الوحيدة القادرة على حل الأزمة اليمنية، مؤكداً أن علاقته جيدة مع الخليجيين عدا قطر، التي قال إن قادتها ينزعجون من العلاقات المتميزة مع السعودية. كما أكد أنه لن يغادر اليمن و«لن أتخلى عن بلادي».وبهذه التصريحات، حاول الرئيس اليمني الراحل أن يكشف بعضاً من السلوك القطري بالمنطقة؛ وذلك في حوار صحفي تم قبل 3 سنوات، ولم ينشر إلا أمس. ووفقاً لما نشرته «عكاظ» ففي خريف أكتوبر/تشرين الأول 2014، وبعد عدة أيام من سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، أجرت الصحيفة حواراً مطولاً مع الراحل علي عبدالله صالح، انتقد خلاله الدور الإيراني في الأحداث، وألقى ب«وابل الانتقادات» على قطر، كما عرج على أدوار السعودية التاريخية في دعم اليمن.وقالت الصحيفة، إنه لظروف «تحريرية» -آنذاك- لم ينشر الحوار، الذي أجراه الزميل عبدالله آل هتيلة في صنعاء مع الرئيس الراحل. ومع وفاة صالح غدراً، نشرت «عكاظ» الحوار لأول مرة منذ إجرائه في قصره بالعاصمة صنعاء.وفي الحوار نفى صالح دعمه للحوثي مادياً وعسكرياً، وأنه غير راضٍ عن التدخل الإيراني في اليمن لتمكينهم من دعم الحوثي، معتبراً هذا التدخل يعد تهديداً لأمن المملكة واستقرارها، ومحاولة من إيران لتنفيذ مخططها المتمثل في «الهلال الشيعي». وأوضح أن «السعودية تعتبر الدولة الوحيدة التي يحق لها أن تتدخل في الشأن اليمني بحكم العلاقات التاريخية والجوار ووشائج القربى».وقال: بكل صراحة المملكة هي الدولة الوحيدة القادرة على حل هذه الأزمة، بحكم الخصوصية والعلاقات المتميزة مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وجميع الفعاليات، وإن ظلت متوترة مع الحوثيين منذ مواجهات الحدود؛ لذلك أؤكد بأن المملكة هي العنصر المؤثر بفضل دعمها المستمر لليمن.وعن علاقته مع دول الخليج قال، علاقاتي جيدة مع دول الخليج ما عدا قطر، وخلافي معهم وصل إلى أبعد مدى عندما كنت رئيساً ولا زال؛ لأنهم دعموا الحوثي وتدخلوا في الشأن اليمني، علماً بأن هذا الدعم القطري مستمر حتى يومنا هذا، ولا أخفيك بأن القطريين كانوا منزعجين من العلاقات المتميزة مع المملكة، وأفهمناهم بأن المملكة جارة لليمن ترتبط بحدود وعلاقات وصلات قربى، ويجوز لها ما لا يجوز لغيرها، وقلنا لهم بأنه لا يمكن مع قطر بأي حال من الأحوال إقامة أي علاقات معهم ترتقي لمستوى علاقاتنا مع المملكة.وتابع الرئيس الراحل «لست مع التدخل الإيراني، وقد اختلفنا مع الإيرانيين، ولا زلت مختلفاً معهم على خلفية دعمي للعراق في حربه مع إيران، وبصراحة فإن الدعم الإيراني للحوثيين حالياً كفصيل هو من أجل الإضرار بالمملكة وليس اليمن فقط، فإيران تسعى إلى تحقيق حلمها في تشكيل الهلال الشيعي».وكانت مصادر متطابقة قد أكدت تورط قطر في عملية اغتيال صالح، وأشارت إلى أن غرفة عمليات مشتركة بين قطر وإيران هي من دبرت عملية الاغتيال عبر الاتصال ب»حزب الإصلاح»، الذي بلغ الحوثيين عن مكان تواجد صالح.وفضحت تغريدات أحد أكبر الشخصيات في الأسرة الحاكمة القطرية تورط بلاده في أحداث صنعاء الأخيرة، التي أدت إلى اغتيال صالح. وقال الشيخ فيصل بن جاسم آل ثاني في تغريدة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أنه سعيد بما حدث مؤخراً في اليمن، في إشارة منه إلى اغتيال صالح. وأضاف: «لا أخفيكم بأني سعيد بالأحداث الأخيرة في اليمن، الآن بدأ اللعب يجد ويحلو جداً تماماً مثل جو مباراة القدم إذا دخل هدف حرك المباراة وأشعل الحماس». وتابع: «الآن فقط تحركت المياه الراكدة ومن اليوم أتوقع ستبدأ أحداث كبيرة بالحدوث نحن بالانتظار».ومن الجانب اليمني، حمّل أكثر من مسؤول تورط قطر في جريمة الاغتيال، وقال محمد الفقيه سكرتير الرئيس اليمني الراحل، في تصريحات تلفزيونية، وقوف قطر وراء اغتيال علي عبدالله صالح، وأنها وشت به، لافتاً إلى أن قطر هي رأس المصائب. وأكد الفقيه، أن كل اليمنيين سيدافعون عن الجمهورية والوحدة إلى آخر قطرة من دمائهم، لافتاً إلى أن علي عبد الله صالح كان يسعى إلى حل الأزمة وكان دائماً يدعوا إلى الحوار. وأشار إلى أن ما حدث في اليمن هو فوضى وأزمة أعادت اليمن 50 عاماً إلى الوراء، وليست «ربيعاً عربياً» كما يدي البعض.
مشاركة :