عادت إلى واجهة الأنباء قضية بحث الولايات المتحدة لقاعدة جوية بديلة لقاعدة «العديد» الجوية في قطر، وتشير الترجيحات إلى نية الولايات المتحدة في بناء قاعدة على الحدود العراقية السورية من أجل السيطرة على أهم معبر للطاقة النظيفة المتمثلة بالغاز الطبيعي، وعلى ذلك الأساس تحاول واشنطن إعادة نشر قواتها في المنطقة لضمان مواقع دائمة لتلك القوات على طول تلك المعابر. وقد دفع هذا الأمر بعض الأجهزة الأمريكية إلى إعادة النظر في جدوى قواعد عدة منها قاعدة «العديد» بقطر.وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صرح في وقت سابق، بأن الولايات المتحدة لو اضطرت إلى الخروج من قاعدة «العديد» فإن هناك «10 دول مستعدة» لأن تبني للولايات المتحدة بسرور قاعدة أخرى، في وقت ينظر فيه مراقبون إلى أن تصريحات مسؤولين عسكريين عن بقاء مفتوح للقوات الأمريكية في العراق وسوريا بعد القضاء على «داعش» يؤكد هذا التوجه.وفي هذا السياق يقول الخبير العسكري أحمد الشريفي لوكالة «سبوتنيك» الروسية، إن الولايات المتحدة لديها مشروع، وهذا المشروع يمثل استحقاقاً لمرحلة ما بعد «الربيع العربي»، مشيراً إلى أن المراقبين كانوا يتوقعون أن يقوم مشروع الشرق الأوسط الجديد على تقسيم المنطقة من خلال رسم حدود جغرافية جديدة للدول قائمة على أسس عرقية، و إثنية، وطائفية، ولكن هذا المشروع قد فشل بسبب تمسك الشعوب بوحدة أراضيها وسيادتها، وكانت تلك الشعوب أداة أساسية في إفشال ذلك المشروع.ومازال الجدل دائراً في الولايات المتحدة حول القاعدة، وفتحت تصريحات الجنرال تشارلز والد، مؤسس قاعدة «العديد» في قطر، الحديث حول مستقبل تلك القاعدة الأمريكية في الدوحة، وهل ستتخذ أمريكا القرار الحاسم بنقلها إلى مكان آخر كما تردد في الفترة الماضية؟وفقاً لمقال «تشارلز والد»، على «فوكس نيوز»، ونشرته حسابات مواقع تابعة للمعارضة القطرية، قال إنه حان الوقت لوضع حد للخرافة عن توخي الحظر في الرد على دعم قطر للإرهاب وتحالفها مع إيران، موضحاً أن قطر بحاجة لأمريكا أكثر من حاجة أمريكا لقطر. وأضاف مؤسس قاعدة العديد الأمريكية، أن قطر هي من قامت ببناء قاعدة العديد والولايات المتحدة الأمريكية طورتها فقط، مشيراً إلى أن القاعدة ليست عنصراً بالغ الأهمية للأمن القومى الأمريكي.وتعليقاً على تصريحات «والد»، قال خالد الهيل، المتحدث باسم المعارضة القطرية، إن مؤسس قاعدة العديد أكد أن النظام القطري يدعم الإرهاب، وتحالفه مع النظام الإيراني لا يتوافق مع السياسة الأمريكية، وعملية خروج القاعدة من قطر يمكن أن تكون بأسرع وقت ومن غير أي ضرر، لافتاً إلى أن الجنرال تشارلز والد شارك في مؤتمر المعارضة القطرية في لندن سبتمبر/أيلول الماضي.
مشاركة :