قطر تجاوزت آثار الحصار

  • 12/7/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حوار-سمير البحيري:أكد السياسي والمحامي الكويتي ناصر الدويلة أن أهل قطر تعرضوا لمظلمة عظيمة بالحصار من بعض أشقائهم من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.. مطالبا بضرورة رفع هذه المظلمة وعودة العلاقات بين دول المجلس إلى ما كانت عليه في السابق. وقال، في حوار مع الراية، إن موقف بلاده تجاه الأزمة الخليجية الراهنة ووقوفها مع الحق جاء من دافع ديني لقوله تعالى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَان).. وهذا موقفنا الذي لن نحيد عنه.. مشيرا إلى أن الخلافات بين الدول تُحل بالطرق الدبلوماسية المتعارف عليها وليس بقطع الروابط والأواصر دون سابق إنذار. وأشار إلى أن قطر تجاوزت آثار الحصار بإجراءات قوية وسريعة وحاسمة من قبل أجهزة الدولة المختلفة والتي عملت على توفير حياة كريمة لكل المواطنين والمقيمين على أرض قطر. كما نوه بتكاتف الشعب القطري ووقوفه صفا واحدا خلف قيادته الرشيدة.. مشيرا إلى أن أزمة الحصار أظهرت قدرات الشعب القطري وفجرت الطاقات وعززت روح الانتماء للوطن.. وإلى نص الحوار:   • في البداية.. كيف ترى حصار الأشقاء؟- القطيعة الواقعة الآن والحصار من الأشقاء يشبه قطيعة العرب لبني هاشم أيام الجاهلية، ونحن كعرب ومسلمين لا نقبل بهذا الأمر ولا نرضى به، واليوم وبأمر الله وعونه تجاوز الشعب القطري آثار الحصار بإجراءات قوية وسريعة وحاسمة من قبل حكومته التي بذلت الغالي والنفيس في سبيل حماية أمن قطر واستقلال قرارها الوطني وسيادتها الوطنية. • وماذا عن ردة فعل الشعب القطري تجاه الحصار؟- أرى كل خير.. أرى نعيما مقيما.. وإذا قارنا الأمر مع دول الحصار، فإن أحوال شعوبهم لا ترقى إلى عشر معشار حالة الرفاهية والأمان الاجتماعي واللُحمة الوطنية لدى الشعب القطري الأبي، ومن يأتي إلى قطر يرى عن قرب مدى أصالة وإيمان هذا الشعب بقدراته وقدرات قيادته الرشيدة. • ولماذا الحصار من وجهة نظركم؟- لا توجد أسباب حقيقية وجوهرية سياسية للوصول إلى الحصار، كما لا يوجد سبب منطقي واحد. • وكيف ترى تأثيره على الوطن العربي ككل وليس قطر فقط؟- تأثيره واضح وجلي، فالحصار الذي وقع على قطر بدون مقدمات أسقط بقوة نظرية الأمن العربي، وأصبح العرب ينهشون بعضهم البعض، وحطموا قيم العروبة وحسن الجوار، وطال التأثير الشعوب نفسها، وأصبح الإعلام الموجه أداة للتعرض للمحارم، وما شابه ذلك من أراجيف إعلامية مدمرة. • يرى البعض أن قطر تغرد خارج السرب وتسير عكس تيار بعض دول الحصار وهو ما لا يروق لهم!- قطر دولة مستقلة ذات سيادة لا تقبل الوصاية من أحد، وصغر حجمها الجغرافي يقابله كبر حجمها دولياً، وبالتالي يُنظر لها أنها دولة كبرى، وأيادي قطر والكويت الإنسانية بلغت الآفاق، والعالم يحترم كثيرا السياسة القطرية والكويتية والعمانية باعتبارها سياسة ناجحة تنم عن دول متحضرة تلتزم بقواعد القانون الدولي والالتزامات الأخوية.   • المحاصرون يرون أن قطر تدعم تيارات معينة!- قطر لا تدعم أي تيارات، فقط يأتي موقفها من دافع إنساني وأخلاقي وديني بإيواء المظلومين المضطهدين، ولا تتبنى أي أفكار سياسية أو أيديولوجية معينة، فقط هي دولة ملتزمة بثوابت الدين الإسلامي وقيم العروبة، وعلى الآخرين أن يلتزموا بها. • دول الحصار تريد إسكات الجزيرة.. بماذا تفسر ذلك؟- الجزيرة أكبر حاملة طائرات في العالم.. فسلاح الجزيرة هو سلاح الحق والحقيقة، وأرى أن أكبر إنجاز لقطر هو إنشاء قناة الجزيرة التي وحدت الشعوب العربية وقربت المسافات بينهم جميعا، فالشعب العربي لديه مشاعر واحدة وتجمعه اللغة والدين والثقافة الواحدة، وهو ما ساعدت عليه الجزيرة بالتقرب بين الجميع.. الجزيرة أيضا عرت الأنظمة الاستبدادية، كما أنها طورت بقوة مستوى الحوار والرأي والرأي الآخر وأصبحت منبرا إعلاميا عربيا يدافع عن قضايا العرب والمسلمين. • وهل ترى للحصار إيجابيات رغم قسوة الأشقاء؟- قطر أبهرت الجميع بتجاوزها الحصار بصورة أربكت المحاصرين وخلال ساعات من وقوعه، رغم عامل المفاجأة وتوقيت الحصار، ومضت بقوة في تكملة مشاريعها الضخمة والعملاقة، وخسرت دول الحصار السوق القطري الذي يمر بحالة نهضة تاريخية، كانت ستوفر فرص عمل وتجارة رائجة للدول الشقيقة، إلا أنها خسرت هذه الفرصة التاريخية، دون أن تخسر قطر شيئا، وما تنفقه قطر على الحفاظ على سيادتها واستقرارها ستعوضه إن شاء الله بالثروة المتدفقة والله خير حافظ لأهلها. • هل تعرضت الكويت لضغوط من دول الحصار لتبني وجهة نظرهم؟- الكويت دائما ما يحركها في علاقتها مع الأشقاء والمجتمع الدولي، قواعدها الثابتة التي لا تتزعزع وتعتمد الكويت بعون الله على رصيد كبير ممثل في مكانة واحترام العالم لحضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وبالتالي المواقف الكويتية شرف للشعب الكويتي، ولن يتراجع الكويت إن شاء الله إلا بعد إتمام المصالحة والوساطة الكويتية لا تتوقف ليتم إنجاز هذا الهدف. • لو تمت المصالحة.. هل ستعود العلاقات إلى سابق عهدها؟- لو نظرنا بتجرد للأزمة الواقعة، فإنها تعد أزمة عميقة وصلت لعمق أن الجرح صعب أن يندمل في القريب العاجل، لكن لو خلصت النوايا، فإن شعوبنا تقبل المصالحة أسرع من قبولها للخلاف، وهذا ما يميز المجتمع الخليجي دائما، فهو مجتمع له خصوصياته، ونتمنى جميعا أن يعود الوئام بين الشعوب الخليجية. • ومن الطرف المستفيد من الأزمة؟- إسرائيل وإيران والقوى التي لا تريد للعرب أن يكونوا على قلب رجل واحد، وأعداء الأمة بالتأكيد وهم كثر، ونتمنى أن تكون القمة الخليجية فاتحة خير لرأب الصدع وعودة العلاقات إلى سابق عهدها، وهذا مطلب كل الشعوب الخليجية بلا استثناء.

مشاركة :