فرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي علنا عن أسفها لقرار ترامب. واعتبرت الأمم المتحدة أن لا تحديد لوضع القدس من دون التفاوض. وجدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس تنديده بالاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، محذرا بأن "اتخاذ مثل هذا القرار يضع العالم وخصوصا المنطقة في دائرة نار". يوم "تاريخي" لإسرائيل وقال ترامب في كلمة ألقاها من البيت الأبيض مساء الأربعاء "آن أوان الاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل"، مؤكدا أن موقفه يعكس "مقاربة جديدة" لهذا الملف الشائك. وسعيا منه لتبني نبرة مهادنة بعد هذا القرار، أكد ترامب أن "الولايات المتحدة مصممة على المساهمة في تسهيل إبرام اتفاق سلام مقبول من الطرفين"، مضيفا "أنوي بذل كل ما استطيع للمساعدة على إبرام اتفاق من هذا النوع". وأكد تمسك بلاده بـ"حل الدولتين" داعيا إلى إبقاء الوضع الراهن على ما هو في الأماكن المقدسة في القدس وبينها جبل الهيكل، الذي يسمى كذلك الحرم الشريف". لكن بالرغم من هذه التصريحات، فإن مهمة صهره ومستشاره جاريد كوشنر الذي كلفه ترامب البحث عن تسوية للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني تبدو أصعب من أي وقت مضى. من جهة ثانية، أمر ترامب ببدء التحضيرات لنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وهو إجراء عمد الرؤساء الأميركيون إلى إرجائه منذ العام 1995، تاريخ إقرار الكونغرس بان القدس هي عاصمة إسرائيل وإصداره قرارا ملزما بنقل السفارة إليها. ورحب نتانياهو على الفور بقرار ترامب، واصفا إياه بأنه "تاريخي" وبأنه "قرار شجاع وعادل". وتعهد نتانياهو بعدم إجراء أي تغييرات على "الوضع القائم" في الأماكن المقدسة في القدس، مؤكدا أن القرار الأميركي لن يغير أي شيء في ما يتعلق بوضع الأماكن المقدسة للأديان السماوية الثلاثة. اجتماع في الأمم المتحدة ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا صباح الجمعة بطلب من ثماني دول منها مصر وفرنسا وبريطانيا. واعتبر الأردن أن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل هو خرق للشرعية الدولية والميثاق الأممي. واستنكرت مصر الاعتراف مؤكدة أنها ترفض أية آثار مترتبة عليه، حسب بيان لوزارة الخارجية المصرية التي قالت إن "اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفاً لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال". وعبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريح من الجزائر عن أسفه، داعيا إلى "تجنب العنف بأي ثمن". وأعلنت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الأربعاء أن حكومتها لا تدعم قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وشجبت طهران بقوة قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، معتبرة انه ينذر ب"انتفاضة جديدة". وأعلنت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي الأربعاء في بيان أن المملكة المتحدة "لا توافق" على قرار ترامب. وإقرارا منه بأن موقفه لن يحظى بالتأييد في العالم، دعا ترامب إلى "الهدوء والاعتدال ولكي تعلو أصوات التسامح على أصوات الكراهية". ورأى رئيس مجلس العلاقات الخارجية ريتشارد هاس أن الخطر الحقيقي في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ليس أنه يهدد بتقويض عملية السلام المتعثرة أساسا، مشيرا إلى أن "الخطر هو أن يؤجج التوترات ويقود إلى العنف في وقت يشهد العالم توترا وعنفا طائلين".
مشاركة :