اكتشف العلماء ثقبا أسود ضخما جدا يمكن أن يعيد كتابة الدراسات المتعلقة بفهمنا لبدايات تشكل الكون من حولنا. ويعد هذا الثقب الأسود الأكثر بعدا على الإطلاق بالنسبة لاكتشافات العلماء السابقة. ونتيجة لهذا البعد، فإننا نرى شيئا تشكل عندما كان الكون عبارة عن 5% فقط من عمره الحالي، وهو أمر لا يمكن أن يحدث، وفقا للعلماء. وتشير الأبحاث المتعلقة بفهمنا لنشأة الكون وبداياته إلى أن تشكل الثقب الأسود الضخم غير واقعي، كما يقول العلماء. وقال روبرت سيمكو، أستاذ الفيزياء في معهد كافلي للفيزياء الفلكية وبحوث الفضاء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: "يتميز الثقب المكتشف بكتلة عالية للغاية، ولم يكن الكون قديما بما فيه الكفاية لتشكيل ثقبا أسود كبيرا، إنه أمر محير". وقال عالم الفلك الذي اكتشف الثقب الأسود الغريب، إنه لا توجد طريقة لشرح سبب جمع الثقب لهذه الكتلة الهائلة. كما قال عالم آخر، إن جمع كل هذه الكتلة في أقل من 690 مليون سنة، يشكل تحديا هائلا لنظريات نمو الثقب الأسود الكبير.إقرأ المزيداكتشاف ينسف معتقدات فلكية سابقة.. رصد نجوم فتية قرب الثقب الأسود وحتى بالنسبة لأكثر التقديرات تفاؤلا فيما يتعلق بتشكيل الثقوب السوداء، فإن نشأة الكتلة الضخمة خلال هذه الفترة القصيرة نسبيا سيكون مستحيلا، وهذا يشير إلى أن عملية أخرى غير معروفة تماما كانت تحدث في الوقت نفسه. وقال البروفيسور سيمكو: "إذا بدأ الأمر ببذرة مثل النجم الكبير، مع نموها بأقصى معدل ممكن، ومع بداية لحظة الانفجار الكبير، لن تتمكن أبدا من صنع شيء يفوق كتلة الشمس بنحو 800 مليون مرة، وهذا أمر غير واقعي. لذا يجب أن تكون هناك طريقة أخرى للتشكل ولا أحد يعرف ما هي". ولتشكيل مثل هذا الثقب الأسود، ربما كان الكون المبكر قادرا على خلق ثقوب سوداء كبيرة جدا مع كتل تصل إلى 100 ألف مرة ضعف حجم الشمس. وأثار الثقب الأسود حيرة العلماء بسبب الرغبة في معرفة ما حدث في الكون في ذلك الوقت. وعند بداية تشكل الكون، كان هنالك جزيئات حيوية بلا شكل، وتوسع الكون في الحجم ما أدى إلى تبريد هذه الجسيمات لتتحول إلى أحد أشكال غاز الهيدروجين المحايد. ثم بدأت عملية تشكل النجوم والمجرات الأولى، وظهر الضوء على شكل فوتونات وبدأت النجوم تتفاعل مع الهيدروجين. ويقول البروفيسور سيمكو: "هذا الأمر يضيف إلى فهمنا لعالمنا بشكل عام لأننا حددنا لحظة وصول الكون إلى منتصف هذا التحول السريع جدا من المحايد إلى المتأين". ولكن هذا الثقب الأسود يثير الكثير من التساؤلات التي قد تعيد كتابة فهمنا لبدايات تشكل الكون. المصدر: إنديبندنت ديمة حنا
مشاركة :