تنتشر على شبكة الإنترنت في السنوات الأخيرة ألعاب إلكترونية مصدرها مجهول تروج للتشويه والتعذيب والانتحار، تلحق بمستخدميها وفي مقدمتهم الأطفال أضرارا بالغة وصلت إلى حد الانتحار من خلال تعليمات افتراضية تؤثر فيهم. وسجلت الجزائر في أقل من شهر حالة انتحار ثانية لتلميذ في التاسعة من عمره في ولاية سطيف، يدعى محمد أمين، بعد أن تحدى كل مراحل اللعبة الالكترونية ووصل إلى تحدي الموت بخنق نفسه بحبل في حمام منزل عائلته، مع العلم أن نفس الولاية شهدت انتحار طفل في الـ11 سنة بسبب لعبة "الحوت الأزرق" نفسها.. بحسب "الشروق" الجزائرية. ونجت الإثنين الماضي، مراهقة في الـ17 من عمرها، تقطن في منطقة صالح باي جنوب سطيف، من الموت بعد نقلها للمستشفى، حيث عثر عليها داخل غرفتها ملطخة بالدماء لإقدامها على رسم الحوت على يدها باستعمال آلة حادة. وأوضح رئيس مصلحة الطب الشرعي في مستشفى بشير منتوري بالقبة، عبد الرحمن خير الدين، أن عمليات محاولة الانتحار بدأت تمس الأطفال بفعل تأثير التكنولوجيا وخاصة لعبة "الحوت الأزرق"، مشيرا إلى أن الطفل يعيش مرحلة حساسة والأمور العاطفية أصبحت تدفعه إلى إيذاء نفسه وهذا بسبب العزلة وغفلة أولياء الأمور من جهة، واكتظاظ الأقسام في المدارس، حيث يوجد أطفال يعانون من حالات نفسية أو مشاكل خاصة بعيدين عن الرعاية النفسية من الأستاذ ومن طبيب المدرسة، ومكبوتين نظرا لعدم وجود وقت ولا شخص يفرغون له ما بداخلهم. وأوضح خير الدين أن الطب الشرعي سجل في الآونة الأخيرة، محاولات انتحار وسط الأطفال بسبب "الحوت الأزرق"، وهذا حسب تصريحات أوليائهم، وذلك بعد نقل أبنائهم إلى مصالح "الاستعجالات"، جراء إصابتهم بجروح خطيرة. وأضاف أن هذا يلزم الأولياء برعاية أبنائهم والاهتمام بهم مع مراقبتهم وهم يفحصون الانترنت، خاصة وأن لعبة "الحوت الأزرق" تجعل الإدمان عليها، يؤدي إلى الانهيار العصبي، وفي حالة عدم علاجه، تكون النتيجة الانتحار. في سياق متصل، رأى محمد حميدات، أن لعبة "الحوت الأزرق" والتي باتت خطرا يبدأ بشرود التلاميذ وابتعادهم عن الواقع وتدني مستواهم العلمي، تؤدي إلى الانتحار. ومن جهته، دعا المختص في تكنولوجيا المعلومات الدكتور عثمان عبد اللوش، أن الحل في التوجيه الحي والتطبيقي من طرف المدارس عن طريق وجود الإنترنت في يوميات التلميذ، لكي يتمكن من التحكم في التكنولوجيا والمعلومات الرقمية ويتعامل معها بوعي وحذر. وأكد الدكتور عبد اللوش، أن لعبة "الحوت الأزرق" لا يمكن حجبها من الإنترنت.;
مشاركة :