عمرو عبيد (القاهرة) على غرار الفرق الأوروبية والعالمية التي تقدم أداءً متوازناً، يميل إلى التأمين الدفاعي، وتنفيذ لدغات هجومية خاطفة تسقط منافسيها في «لمح البصر»، نجح «فخر أبوظبي» في أن يحقق فوزاً غالياً، على حساب أوكلاند سيتي النيوزيلندي، في انطلاق مونديال الأندية، واعتمد بطل دوري الخليج العربي، في الموسم الماضي على تكتيك قريب، مما قدمه في النسخة الماضية من الدوري المتوج بلقبه في النهاية، حيث استطاع برسم تكتيكي أقرب إلى 4 - 5 - 1، في إغلاق كل الطرق أمام هجمات ومحاولات «الأسطول الأزرق»، وبهجمات قليلة فعالة سجل هدفاً، وصنع بعض الخطورة، مستغلاً سرعة وقدرة لاعبيه في تنفيذ المرتدات السريعة، ولأن كرة القدم لا تعترف في كثير من الأحيان بحجم الاستحواذ على الكرة أو غزارة الهجمات والمحاولات، فإن هذا الفوز كان مستحقاً للجزيرة لنجاحه في تطبيق خطته، وفرض تكتيكه على سير المباراة! والمؤكد أن دفاع الجزيرة تعرض للضغط الشديد، من الفريق النيوزيلندي، خاصة في الشوط الثاني، حيث تشير الإحصائيات إلى أن إجمالي هجمات أوكلاند بلغ 37 هجمة، واكتمل منها 19 بنسبة نجاح 51%، لكن كان لها دفاع «فخر أبوظبي» والحارس العملاق بالمرصاد، وتمكن علي خصيف من التصدي لسبع تسديدات دقيقة بين القائمين والعارضة بنجاح باهر، ولم يخطئ في التعامل مع أي منها رغم خطورتها، والمنافس سدد 4 كرات من داخل منطقة الجزاء، وبالقرب من المرمى بنسبة 57% من محاولاته، إلا أن الحارس الدولي أنقذها كلها، كما استطاع التقاط، وإبعاد 3 تمريرات عرضية، من إجمالي 4 كانت قريبة منه بنسبة نجاح 75%، وخرج من مرماه مرتين في توقيت مناسب، مقابل خطأ وحيد، كما بلغت دقة تمريراته الطولية الأمامية 53%. واجتهد دفاع «فخر أبوظبي» كثيراً للحد من خطورة هجمات أوكلاند التي تنوعت بشكل متوازن بين جبهاته الهجومية، فظهر تركيزه خاصة في الشوط الثاني على الهجوم عبر العمق بإجمالي 14 هجمة، منها واحدة فقط في الشوط الأول، وهى أكثر جبهاته نجاحاً في تشكيل خطورة على مرمى الجزيرة، مع الاعتماد على الأطراف بشكل متقارب على مدار الشوطين، إذ شن 12 هجمة عبر الجانب الأيسر، مقابل 11 من الجبهة اليمنى، ودفاع الجبهة اليسرى لـ«فخر أبوظبي»، في حالة أفضل خلال الشوط الثاني، مثلما كان الحال مع الجبهة اليمنى في الشوط الأول، لكنها تراجعت بعض الشيء في الفترة الثانية. وتعود الصلابة الدفاعية للجزيرة، بجانب تألق علي خصيف، إلى التزام خماسي الوسط، بتنفيذ المهام الدفاعية على أكمل وجه، وكثيراً ما شاهدنا رومارينيو على الجبهة اليسرى، يقوم بعمل دفاعي رائع لمساندة الظهير، وهذا يظهر من خلال الأرقام التي تشير إلى استخلاص، وقطع البرازيلي للكرة 11 مرة، وهو رابع أكثر اللاعبين تنفيذاً لذلك الأمر، وتألق ثنائي قلب الدفاع خاصة محمد عايض الذي قطع العديد من الكرات والتمريرات، وأبدع في الثنائيات الهوائية بإجمالي 24 كرة، وهو الأغزر على الإطلاق طوال المباراة، في حين ظهرت قوة فارس جمعة في الشوط الثاني الذي استخلص وقطع فيه 18 كرة، من إجمالي 20 له في المباراة، أما محمد العطاس فإن دوره إيجابي جداً، في منع هجمات المنافس من التقدم، ونجح في مهامه بوسط الملعب وقطع 12 كرة، وأسهم مسلم فايز في قطع 10 كرات مقابل 9 لكل من سالم راشد ومبارك بوصوفة، لتقدم المنظومة الدفاعية المتكاملة الجماعية للجزيرة مباراة من «العيار الثقيل»! على الجانب الآخر فإن عمق هجوم «فخر أبوظبي» كان عند حسن الظن، حيث تكفل بتنفيذ أغلب وأهم هجمات الفريق خلال اللقاء، بإجمالي 12 هجمة، اكتمل منها خمس، وهي كل الهجمات المؤثرة التي شنها الفريق، وجاء من إحداها هدف الفوز الغالي، وكان للثلاثي بوصوفة ورومارينيو والعطاس دور كبير في هذا الأمر، ويعد بوصوفة أكثر اللاعبين تمريراً ولمساً للكرة بـ54 مرة، بلغت دقتها 89%، وقام بدوره لاعباً محورياً في وسط الملعب بشكل رائع، وبدقة 80% لكل منهما، مرر البرازيلي 28 كرة مقابل 29 للعطاس، في حين أن خلفان مبارك هو أفضل اللاعبين في تمرير الكرة بدقة 90.5%. ورغم أن الإحصائيات العامة للمباراة مالت لمصلحة أوكلاند سيتي، خاصة فيما يتعلق بالتمرير والاستحواذ على الكرة الذي بلغت نسبته 60.5% لمصلحة الفريق النيوزيلندي، مقابل 39.5% للجزيرة، فإن الحساب الدقيق لعدد دقائق زمن اللعب الفعلي، يشير إلى أن المنافس لعب 33 دقيقة فعلية، مقابل 22 دقيقة لـ«فخر أبوظبي»، وهو ما يفسر على أنه نجاح لممثل الإمارات، حيث لم يتمكن المنافس من تحويل الاستحواذ والتمريرات التي بلغت 482 تمريرة إلى أهداف، بسبب صمود المنظومة الدفاعية للجزيرة التي نجحت أيضاً في الكثير من الثنائيات والالتحامات الأرضية التي بلغت 16 تدخلاً مقابل 7 فقط للمنافس.
مشاركة :