الإمارات: القرارات الأحادية لن تغير من وضعية القدس القانونية

  • 12/8/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تواصلت ردود الفعل الدولية المنددة والرافضة لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول القدس، مؤكدة أن القرار يقوض الاستقرار في المنطقة، ويخالف القرارات الأممية في هذا الخصوص، ويدمر حل الدولتين، وقدمت فلسطين شكوى لمجلس الأمن ضد الولايات المتحدة، في حين يعقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً اليوم الجمعة حول القدس، بينما أدانت الإمارات القرار الأمريكي. وأعربت دولة الإمارات عن أسفها واستنكارها الشديدين لقرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة ل««إسرائيل»». وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، إن مثل هذه القرارات الأحادية تعد مخالفة لقرارات الشرعية الدولية، ولن تغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس، باعتبارها واقعة تحت الاحتلال، وتعتبر انحيازاً كاملاً ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس، والتي كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة، وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي.وأعربت الوزارة عن بالغ القلق من التداعيات المترتبة لهذا القرار على استقرار المنطقة؛ لما ينطوي عليه من تأجيج مشاعر الشعوب العربية والإسلامية، نظراً لمكانة القدس في الوجدان العربي والإسلامي. وأشارت إلى التأثيرات السلبية للقرار في مستقبل عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني و«الإسرائيلي».وأكدت ضرورة الالتزام بقرارات الأمم المتحدة كافة ذات الصلة بمدينة القدس، بما فيها قرارات مجلس الأمن ومبادئ القانون الدولي، التي تنص على عدم إنشاء بعثات دبلوماسية فيها، أو نقل السفارات إليها، أو الاعتراف بها عاصمة لدولة الاحتلال، والتي تعتبر أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967.وقالت، إن الإمارات سبقت وحذرت من أن الإقدام على هذه الخطوة يعد إخلالاً كبيراً بمبدأ عدم التأثير في مفاوضات الحل النهائي، ويخالف القرارات الدولية التي أكدت على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والراسخة في القدس، التي لا يمكن المساس بها أو محاولة فرض أمر واقع عليها، وستمثل تغييراً جوهرياً وانحيازاً غير مبرر في موقف الولايات المتحدة المحايد، في الوقت الذي يتطلع فيه الجميع إلى أن تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على تحقيق الإنجاز المأمول في مسيرة عملية السلام.وأصدر الديوان الملكي السعودي بياناً بخصوص قرار الإدارة الأمريكية. وذكر البيان: تابعت المملكة بأسف إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة ل«إسرائيل»، وسبق لحكومة المملكة أن حذرت من العواقب الخطِرة لمثل هذه الخطوة غير المبررة وغير المسؤولة. وأضاف البيان: «المملكة تعرب عن استنكارها وأسفها الشديد للقرار الأمريكي بشأن القدس؛ لما تمثله من انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس». وتابع: «حقوق الشعب الفلسطيني كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة، وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي»، وأكدت أن القرار الأمريكي غير مسؤول ومستهجن ومستنكر.ودعا رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم لعقد جلسة خاصة يوم الثلاثاء المقبل؛ لمناقشة قرار اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة ل«إسرائيل» ونقل سفارتها إليها، فيما أعلنت وزارة الخارجية، أن القرار مخالف للقرارات الدولية، و«يمثل إخلالاً لعملية التفاوض المتوازنة لعملية السلام في الشرق الأوسط».ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً صباح اليوم (الجمعة) في شأن الاعتراف الأحادي للرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة ل«إسرائيل». وجاء في بيان للبعثة السويدية في الأمم المتحدة أن «بعثات بوليفيا ومصر وفرنسا وإيطاليا والسنغال والسويد وبريطانيا وأوروجواي تطلب من الرئاسة» اليابانية لمجلس الأمن «عقد اجتماع طارئ للمجلس (...) قبل نهاية الأسبوع». وطلبت هذه الدول افتتاح الاجتماع بعرض سيُقدّمه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الذي كان ذكّر الأربعاء بمعارضته «أيّ إجراء أحادي»، وذلك بعيد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة ل«إسرائيل». وصرح رياض منصور، المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، بأن شكوى قدمت إلى مجلس الأمن حول القدس ضد الولايات المتحدة، وفق رسالة القائم بالأعمال بالإنابة، السفيرة فداء عبد الهادي ناصر، والتي جاء فيها متابعة للتطورات الخطِرة وتداعيات إعلان الرئيس الأمريكي القدس عاصمة ل«إسرائيل»، وتوقيعه على نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس.وقالت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، إن قرار الرئيس الأمريكي، «سيأخذنا إلى أوقات أكثر سواداً». وذكرت أن القدس ينبغي أن تكون عاصمة لكل من «إسرائيل» ودولة فلسطينية مستقبلية. وأضافت، «للاتحاد الأوروبي موقف واضح وموحد. نعتقد أن الحل الواقعي الوحيد للنزاع بين فلسطين و«إسرائيل» مبني على دولتين تكون القدس عاصمة لكلتيهما».وأعلن دبلوماسي أوروبي أنه لن يتم نقل أي من سفارات الدول الأوروبية لدى «إسرائيل» إلى القدس ما لم يتم التوصل إلى الحل النهائي للصراع الفلسطيني «الإسرائيلي». وقال ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين رالف طراف، إن «الاتحاد والدول الأعضاء فيه سيستمرون باحترام الإجماع الدولي، ولن ننقل أيّاً من سفاراتنا إلى القدس، ما لم يتم التوصل إلى الحل النهائي».من جهتها، ذكرت الخارجية الروسية أن تطورات القدس تهدد بتصعيد الصراع، وشددت على أن الموقف الأمريكي من القدس يهدد بتصعيد الصراع الفلسطيني «الإسرائيلي»، وأعلنت أن موسكو تعتبر أن القدس الشرقية هي عاصمة للدولة الفلسطينية، والقدس الغربية عاصمة ل«إسرائيل»، ودعت الأطراف المعنية بالصراع إلى «ضبط النفس» والحوار.وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون كان له نفس الموقف، حيث قال، إن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة ل«إسرائيل» «غير مفيد». وتابع: «العالم يود أن يرى بعض الإعلانات الجدية من ترامب بشأن كيفية حل قضايا الشرق الأوسط».وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه «لا يوافق» على اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة ل«إسرائيل»، مؤكداً أن هذا الإعلان «يتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي»، وقال، «إنه قرار أحادي الجانب».وتابع ماكرون، أن «فرنسا ستكرر موقفها أمام مجلس الأمن» الذي يعقد اجتماعاً طارئاً اليوم الجمعة، مذكراً بأن باريس تدافع عن «حل الدولتين مع حدود معترف بها دولياً والقدس عاصمة لكل منهما»، وهو حل لا بد من التوصل إليه عبر التفاوض.وندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقرار ترامب، محذراً بأن هذا القرار يضع المنطقة «في دائرة نار»، وانتقد وزير الخارجية الألماني سيجمار جابريل قرار الولايات المتحدة الاعتراف، ووصفه بأنه «يصب الزيت على النار».وأعلنت وزارة الخارجية العراقية، عن استدعاء السفير الأمريكي في بغداد دوجلاس سيليمان؛ لتسليمه مذكرة احتجاج على قرار الرئيس. من جانبها، أبدت الحكومة العراقية، رفضها للقرار الذي اتخذه الرئيس ترامب، وحذرت من «التداعيات الخطِرة» للقرار، داعية الإدارة الأمريكية إلى التراجع عنه.

مشاركة :