القاهرة: «الخليج»ندد مجلس النواب المصري بشدة بقرار الإدارة الأمريكية بنقل سفارتها إلى القدس، محذراً من عواقب هذا القرار غير المدروس، وتلك الخطوة التي ضلت الطريق القويم، وما يجره كل ذلك من عواقب يأتي في مقدمتها تقويض فرص السلام في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، والإخلال بالوضع القانوني للقدس بالمخالفة لكل ما أرسته القرارات الدولية، وما يترتب على ذلك من انفجار الأوضاع، وتصعيد لغة الإرهاب؛ حيث إنه يغذي بيئة عدم الاستقرار في منطقتنا بما لا تحمد عقباه.وأكد مجلس النواب، في بيان له أمس، أن مصر تعتبر القضية الفلسطينية هي لب الصراع العربي- «الإسرائيلي»، ومفتاح الاستقرار والأمن في المنطقة، وأن محاولات الجانب «الإسرائيلي» المتكررة تغيير معالم القدس وتركيبتها الديموغرافية لن تنجح في طمس هويتها الإسلامية والعربية. وطالب المجلس الإدارة الأمريكية بالتراجع عن هذا القرار الذي يعد نكبة جديدة للشعب الفلسطيني الشقيق، الذي تتبنى مصر ثوابت قضيته. وفي السياق عبر عدد من أعضاء مجلس النواب المصري، عن رفضهم الكامل، للقرار الأمريكي، داعين مقاطعة المصالح الأمريكية في المنطقة، وقال سعد الجمال، رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب: إن القرار يسقط الأقنعة، ويجرد أمريكا من أي مصداقية، ودعا القادة العرب لعقد قمة طارئة؛ لاتخاذ موقف موحد وحازم تجاه ما تتعرض له فلسطين ومقدساتها. وطالب، في مؤتمر صحفي، باتخاذ عدة إجراءات؛ لمواجهة الموقف الأمريكي، وفي مقدمتها الاتصال الفوري بجميع الدول التي لديها تمثيل مقيم في «إسرائيل»، ومطالبتها بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن، واعتبار القرار الأمريكي الأحادي «غير ملزم» لأي دولة، مع التمسك بعدم نقل سفاراتها من «تل أبيب» إلى القدس، وعدم الاستجابة للطلب الأمريكي- «الإسرائيلي».وأضاف الجمال، أنه لا بد من التقدم بطلب إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة؛ لتأكيد استمرار القرارات الشرعية الدولية بشأن المشكلة الفلسطينية، خاصة وضع القدس، وتأكيد «حل الدولتين» وإقامة دولة فلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية.وأكد أهمية إبلاغ الولايات المتحدة بشكل واضح أن مصالحها الاقتصادية والسياسية والأمنية ستتأثر سلباً، بهذا القرار، وفي حال استمرار الولايات المتحدة في موقفها وتعنتها بعدم سحب هذا القرار فإنه ينبغي على الدول العربية الوقوف بحزم ووضوح إلى جانب جميع الخيارات المقترحة أمام الشعب الفلسطيني.ولفت الجمال، إلى أهمية تأكيد عدم إعطاء الولايات المتحدة أي دور أساسي في حل المشكلة الفلسطينية، والتمسك بأن يكون الحل دولياً من خلال الأمم المتحدة، مشدداً على ضرورة توحد الفصائل الفلسطينية في كيان واحد، وتقديم الدول العربية وسائل الدعم كافة.وقال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن القرار يشكل خطورة على القضية الفلسطينية، مؤكداً أن أمريكا أفقدت نفسها صفة الوسيط في هذه القضية، وأعطت «إسرائيل» مكافأة على تعنتها في عملية السلام. وأضاف، أن القرار أدى لإجهاض عملية السلام، وأنه يعطي في الوقت نفسه ملامح جديدة لأسلوب التدخل الأمريكي في القضية الفلسطينية، متمثلة في سياسة فرض الأمر الواقع.وقال وزير الخارجية الأسبق: المنطقة تدخل مرحلة صعبة تتطلب جهوداً دبلوماسية كبيرة، مرحلة الرفض والاستنكار لم تكن مجدية، وعلينا أن نحشد جهوداً واسعة بالمجتمع الدولي؛ للوقوف أمام هذا القرار ومحاصرته عن طريق الأمم المتحدة، وألا تحذو أي دولة على نهج الإدارة الأمريكية، الذي تجاهل الأعراف والقواعد الدولية، ويجب أن تبقى وحيدة في هذا الإطار.وأعرب محمد السويدي، رئيس ائتلاف دعم مصر، عن رفضه واستنكاره لقرار الرئيس الأمريكي، مؤكداً أنه قرار أحادي، ويعد ضربة قاصمة لعملية السلام، و«حل الدولتين» واسترداد الشعب الفلسطيني أرضه وحقوقه المغتصبة. وأكد أن هذا القرار الذي يفتقد الحكمة والفهم لطبيعة المنطقة، ومدى التوتر الذي تشهده يعد إنهاء لدور الولايات المتحدة الأمريكية كوسيط عادل وشريك في عملية السلام في الشرق الأوسط، ويضع الولايات المتحدة في معسكر منحاز غير عادل أو منصف في التفاوض.وأضاف، أن هذا القرار يتنافى مع جميع قرارات المجتمع الدولي، والقرارات التي أقرت بحق الشعب الفلسطيني في قيام دولته وعاصمتها القدس، ويعد انتهاكاً لوثيقة إعلان الاستقلال الفلسطينية الصادر في نوفمبر/تشرين الثاني 1988، وجميع المواثيق التي أكدت عروبة القدس، كما يتنافى مع موقف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والدول التي رفضت الاعتراف من قبل بالقدس كعاصمة ل«إسرائيل». وأكد أن القرار الأمريكي يستفز مشاعر الشعوب العربية، وهو استهانة بالمكانة المقدسة للقدس في وجدان الشعوب العربية ومشاعر المسلمين والأقباط، مناشداً الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بأن تعلن رفضها لهذا القرار الأحادي المؤسف من جانب الإدارة الأمريكية.
مشاركة :