ويكيتريبيون يغير وجه الصحافة كما غيرت ويكيبيديا وجه المعلومات

  • 12/8/2017
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

ويكيتريبيون يغير وجه الصحافة كما غيرت ويكيبيديا وجه المعلوماتأنشأ المؤسس المشارك في ويكيبيديا جيمي ويلز، منصة جديدة يطمح من خلالها إلى إشراك المجتمع المحلي في إنشاء وتدقيق وتشكيل نوع جديد من منظمة وسائل الإعلام الرقمية، مكرسة لتقديم أخبار دقيقة وغير متحيزة.العرب  [نُشر في 2017/12/08، العدد: 10836، ص(18)]ويكيتريبيون يسعى لملء الفراغ الذي تتركه وسائل الإعلام لندن - جاء إعلان جيمي ويلز عن تشكيل منظمة إعلامية جديدة تدعى ويكيتريبيون، بأسلوب فخم وكلمات منمقة “الأخبار مصابة بالخلل، لكننا اكتشفنا كيفية إصلاحها”، حيث يضرب على الوتر الحساس في عالم الصحافة اليوم، وهو الأخبار الزائفة. وويلز الذي شارك في إنشاء موسوعة ويكيبيديا، شأنه شأن الكثير من الصحافيين المنزعجين من انحطاط مستوى النقاش الديمقراطي وانتشار هوس “جذب النقرات”، التي ساعدت دونالد ترامب على الفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية في العام الماضي، لهذا يريد منح مجتمع “ويكي” القوة والحكمة، ليستفيد منهما في أعمال الإعلام من خلال إنشاء نموذج هجين، وفق ما ذكر جون ثورنهيل في تقرير لصحيفة فاينينشال تايمز البريطانية. وأطلقت “ويكيبيديا” لتكون مشروعا تجريبيا في عام 2001، ثم توسعت لتصبح مجتمعا عالميا من المساهمين المتطوعين الذين أنتجوا أكثر من 45 مليون مادة في 288 لغة. وأصبح الآن الموقع الخامس من حيث عدد الزيارات في العالم، والملجأ الأول لمن يريد الحصول على معلومة سريعة في أي مجال. ويبرز باعتباره واحدا من أفضل عشرة مواقع ليست تجارية. ويقول ويلز “إن فكرة أنه، في جيبك، لديك هذا المخزن الذي لا يصدق من المعرفة وهو مجاني بالكامل، هو أمر مذهل نوعا ما، أعني، حتى اليوم”. ويصر ويلز على أن مجتمع الويكي يمكن أن يتعاون مع فريق صغير من الصحافيين المحترفين للمساعدة في إنشاء وتدقيق وتشكيل نوع جديد من منظمة وسائل الإعلام الرقمية، مكرسة لتقديم أخبار دقيقة وغير متحيزة. وعاش ويلز طفولته في الولايات المتحدة حيث كانت الصحيفة اليومية هي واحدة من الدعائم التي لا تبلى في الحياة الغربية، وواحدة من أركان المجتمع الديمقراطي. وكل مراسل شاب حلم أن يصبح بوب وودوارد أو كارل برنشتاين المقبل (الصحافيان اللذان كانا وراء الكشف عن فضيحة ووترجيت)، لهذا يعتبر احتمال اختفاء الصحف أمرا لا يمكن تصوره. لا سيما أن ثقافة الصحف الغنية التي ازدهرت في معظم الديمقراطيات في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية قد انقلبت رأسا على عقب بوصول شبكة الإنترنت. كما تم تقويض نماذج أعمال وسائل الإعلام، حيث انتقلت الإعلانات إلى شبكة الإنترنت.إيميلي بيل: التأكيد على أن الأخبار مصابة بالخلل من الصعب أن نأخذه على محمل الجد واختفت الكثير من الصحف المحلية، بما في ذلك صحيفة “هانتسفيل” الصباحية، في الوقت الذي استحوذت فيه المواقع على الإنترنت مثل كريجزلست الإعلانات المبوبة. ويرى ويلز أن انهيار الصحافة المحلية أدى إلى غياب الإحساس بالمجتمع المدني، ولربما أدى إلى زيادة الفساد في البلدات الصغيرة. ويقول “الكثير من أصهار العمدة سيصبحون أغنياء من العقود التي لا يقوم أحد بالتدقيق فيها والانتباه إليها في الوقت الحالي، بسبب فقدان الصحافة المحلية”. ويضيف أن وسائل الإعلام التقليدية يغلب عليها التركيز بشكل خفي على موضوع واحد قبل الانتقال بسرعة إلى موضوع آخر، ما يترك فراغا في المعلومات، ويأمل أن يتمكن أفراد المجتمع المحلي من المساعدة في توجيه عمل الصحافيين في منصة ويكيتريبيون، عندما تحدث مثل هذه الأحداث، حيث يقترحون سبلا للاستكشاف والمشاركة في إنشاء مصادر أخبار أكثر ديمومة، من شأنها أن تخدم غرضا اجتماعيا أطول أجلا. وكما يقول “يمكننا أن نعود إلى الوراء”. وقال أوريت كوبيل، الذي عمل مع ويلز لعدة سنوات، وهو مؤسس مشارك لموقع ويكيتريبيون، إن الموقع سيساعد على إيجاد نوع جديد من وسائل الإعلام التعاونية. “إنه مثير جدا. وأعتقد أنه سيغير وجه الصحافة تماما كما غيرت ويكيبيديا وجه المعلومات”. ويؤكد ويلز أن نماذج صحافة المواطن الخالصة أنتجت بعض المحتويات المثيرة للاهتمام من وقت لآخر، ولكنها تصطدم بالجدار غالبا، لذلك هناك حاجة إلى الصحافيين من ذوي الخبرة لتوجيه الموارد، ومتابعة التحقيقات، وتلبية وتنشئة المصادر، ومراجعة المقالات. ويضيف “هناك أشياء يمكن للصحافيين المحترفين أن يفعلوها، لا يمكنك القيام بها بشكل جيد وأنت مستلق على الكنبة في المنزل”. ويعول على ويكيتريبيون لفرز مدى صحة الأخبار وتقديمها بطريقة مهنية تثبت قدرته المتميزة. وثمة عامل آخر يميزه هو تعهد ويلز بعدم قبول الإعلانات من الشركات الراعية. كذلك لن يفرض الموقع رسوما على المحتوى. وبدلا من ذلك، ناشد ويلز القراء المحتملين بالدفع لهذا الشكل الجديد من الصحافة من خلال التبرعات، وهو نموذج مماثل لتلك التي اعتمدتها كل من موسوعة ويكيبيديا وصحيفة الغارديان. وبحسب المعدل الشهري الحالي، فإن ويكيتريبيون في سبيلها إلى الحصول على 800 ألف جنيه إسترليني من الإيرادات، خلال العام المقبل. ولا ينظر الجميع بإعجاب إلى رؤية “ويكيتريبيون” لمستقبل الصحافة. ويعتبر بعض المراقبين أن مشروع ويلز في وسائل الإعلام هو مجرد المثال الأحدث لـ “فكرة الحل” التي يبدو أنها سمة تشغيلية للكثير من أصحاب المشاريع في مجال التكنولوجيا. بدلا من النظر إلى إصلاح نموذج تالف، فإنهم يريدون حل “المشكلة” من خلال إيجاد شيء جديد تماما. وتشكك إيميلي بيل المديرة التي أسست “مركز تاو للصحافة الرقمية” في كلية الدراسات العليا للصحافة في كولومبيا، في طموحات “ويكيتريبيون”. وقالت “تأكيد ويلز على أن الأخبار مصابة بالخلل هو موضوع مشترك، ولكن من الصعب أن نأخذه على محمل الجد تماما، ولا سيما بالنظر إلى التطورات الأخيرة في الولايات المتحدة. هناك تحقيق في الكونغرس حول ما إذا كانت روسيا قد تدخلت في الانتخابات جاء بالكامل بسبب الصحافة”.

مشاركة :