تتابعت يوم أمس الخميس (7 ديسمبر 2017م)، الإشارات القادمة من واشنطن وإسرائيل التي تعزز المخاوف الفلسطينية من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة موحّدة للدولة العبرية ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إليها، في حين تواصل الاستنفار السياسي الفلسطيني، للحيلولة دون اتخاذ مثل هذا القرار الذي «سيقلب المنطقة رأساً على عقب». وفي سياق الاستعداد لاحتمال إعلان ترامب نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، كشفت تقارير صحافية إسرائيلية أن طواقم أميركية بدأت بإعداد التجهيزات في أحد مباني القدس لتنفيذ «أمر نقل السفارة» عند صدوره فوراً. وكشفت القناة التلفزيونية الإسرائيلية الثانية عن وصول مبعوث خاص للرئيس ترامب إلى إسرائيل للاطلاع على الموقع المعد لإقامة السفارة في القدس، وهو قبالة فندق «دبلومات» في حي أرنونا بالمدينة. وأضافت أن الأميركيين يتعاونون مع مهندس تصاميم إسرائيلي شهير كان بمنزلة حلقة وصل بين مبعوث الرئيس الأميركي وبين لجنة التخطيط والبناء في القدس، التي من المنتظر في نهاية الأمر أن تصادق شكلياً على الخطط الأميركية. ووعد ترامب، خلال حملته الانتخابية نهاية 2016، بنقل السفارة من تل أبيب (وسط فلسطين المحتلة 48) إلى القدس المحتلة، وكرر في أكثر من مناسبة أن الأمر «مرتبط فقط بالتوقيت». وكانت الخارجية الأميركية قد أكدت، الخميس الماضي، أن الرئيس ترامب لم يحسم أمره بعد بالنسبة لموضوع نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس. من جهة ثانية، بعث الرئيس عباس إلى نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون رسالة خطية أوضح فيها مخاطر أي قرار أميركي لجهة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو نقل السفارة إليها، بالإضافة إلى ما يمثله من انتهاك للقوانين ولقرارات الشرعية الدولية. وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية رياض المالكي، في تصريحات صحافية، أمس: إن اجتماعي منظمة التعاون الإسلامي «أمس»، والجامعة العربية «اليوم»، ستصدر عنهما ثلاثة مشاريع قرارات ستكون واضحة وصريحة يجب أن تقرأها الإدارة الأميركية بعناية.
مشاركة :