أعلن متحف اللوفر أبو ظبي أن لوحة للرسام الإيطالي ليوناردو دا فينتشي بيعت الشهر الماضي بسعر قياسي هو 450,3 مليون دولار، ستعرض في المتحف الذي افتتح قبل فترة قصيرة. وغرد المتحف: «سالفاتور موندي (اسم اللوحة) يصل الى اللوفر أبو ظبي»، من دون أن يوضح هوية مالك اللوحة. وفي تغريدة هنأت دار «كريستيز» المتحف الإماراتي. وكانت الدار نظمت في نيويورك المزاد الذي بيعت خلاله لوحة «سالفاتور موندي» (مخلص العالم)، مسجلة السعر القياسي لأغلى لوحة في العالم الذي كان عائداً للوحة «نساء الجزائر» لبابلو بيكاسو (179,4 مليون دولار عام 2015). وسرت تكهنات كثيرة منذ ذلك الحين حول هوية مشتري اللوحة التي طرحها للبيع البليونير الروسي ديمتري ريبولوفليف، بعدما اشتراها بـ127,3 مليون دولار عام 2013. فذكرت صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية، أن شركتي استثمار تعملان في إطار اتفاق مالي مع متاحف كبرى تقفان وراء عملية البيع. وبعد شراء اللوحة سيعاد بيعها أو تأجيرها الى متاحف ولا سيما في آسيا والشرق الأوسط. وكانت «سالفاتور موندي» اللوحة الوحيدة المعروفة لليوناردو دا فينتشي التي يملكها فرد، إذ إن كل اللوحات الأخرى ملك لمتاحف. وقصة هذه اللوحة البالغ طولها 65 سنتيمتراً وعرضها 45 جديرة برواية فعلية، وقد رسمها دا فنتشي (1452-1519) قرابة عام 1500. ويفيد بعض الخبراء بأن البلاط الفرنسي طلب اللوحة وكانت كذلك ملكاً لملوك انكلترا. وبعد ظهورها مجدداً في نهاية القرن التاسع عشر، اعتبرت لفترة طويلة انها عائدة لأحد معاصري ليوناردو دا فينتشي. وبيعت بـ45 جنيهاً استرلينياً عام 1958، لدى دار «سوذبير» ولم تؤكد نسبتها الى المعلم الكبير إلا عام 2005. ومنذ ذلك الحين، أثار بعض الخبراء تحفظات عن الدور الذي لعبه دا فنتشي فعلاً في إنجاز اللوحة. وقال لويك غوزيه أحد رؤساء أقسام فن ما بعد الحرب العالمية الثانية والفن المعاصر للقارة الأميركية لدى دار «كريستيز»، خلال عرض اللوحة في العاشر من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي: «لا لوفر من دون الموناليزا ويمكن القول أيضاً نوعاً ما إن لا باريس من دون اللوفر. وكل من سيشتري هذه اللوحة سيدون اسمه ومجموعته وعلى الأرجح متحفه ومدينته في هذا المشهد الثقافي». ويضم متحف اللوفر أبو ظبي لوحة أخرى لدافنتشي، هي «الحدادة الجميلة» وهي بورتريه أعاره متحف اللوفر الباريسي وقدم على انه القطعة الرئيسية فيه. وأعار 13 متحفاً فرنسياً ما مجموعه 300 عمل الى اللوفر أبو ظبي، من بينها «بورتريه ذاتي» لفنسنت فان غوغ. وصمم المهندس المعماري الفرنسي جان نوفيل المتحف الذي يعتبر ثمرة اتفاق وقع في 2007 بين أبو ظبي وباريس بقيمة بليون يورو ويمتد على ثلاثين سنة وتوفر في إطاره فرنسا خبرتها وتعير أعمالاً فنية وتنظم معارض موقتة. ويشمل العقد استخدام علامة «لو لوفر» كملكية فكرية قدرت قيمتها وحدها بـ400 مليون يورو. ولا يشمل ذلك كلفة تشييد المتحف في أبو ظبي التي لا يريد أحد الإفصاح عنها.
مشاركة :