الرياضة ليست حصة فراغ ولعب

  • 9/24/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

نحتفل اليوم قيادة وشعباً باليوم الوطني لبلادنا الغالية والذي فيه أسست دولة التوحيد على يد المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه فنحتفل ليس بالوطن فقط بل نحتفل بالأمن والأمان والاستقرار ولعلي اليوم لا أقول احتفالاً بل لابد أن يكون يوماً نعيشه كل يوم ونشكر الله على ما نحن فيه فليس الخير في المال فقط بل الخير في نعمة التوحيد والإسلام والإيمان الذي أتمه الله علينا بنعمة الأمن والاستقرار في دولة حكمت كتاب الله وسنة المصطفى محمد صلي الله عليه وسلم و يرفع فيها الأذان ويؤمر فيها بالمعروف وينهى فيها عن المنكر ونشكر الله أن جعل هذه البلاد قبلة الإسلام والمسلمين ومهبط الوحي وعلى أرضها أطهر بقاع الأرض وأشرفها مكة المكرمة وطيبة الطيبة ونشكر الله اليوم على قيادة تكرم الشعب وشعب يبادل قيادته الوفاء قولاً وعملاً فالوطن وسلامته هي نعمة النعم فالرسول الكريم يقول ( من بات آمنا في سربة معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) فالوطن تراب دافئ وأمن في القلوب وسكينة في النفس وإطمئنان روح. من منا لم يسافر في أصقاع الأرض ولكن ليس منا أحداً لم يعرف أن الله ميز هذا الوطن حكاماً وشعباً بروح الايمان وسلام الإسلام وعدل التوحيد وعلينا أن ننظر من حولنا لنشاهد مآسي الحياة في كل مكان تضرب أطنابها في مجتمعات ليست ببعيدة عنا ويبقى وطننا في حفظ الله ثم حفظ قيادته وشعبه فاليوم شكر نعمه ودعوة نسأل الله أن يجعلها مستجابة بأن يحفظ هذا الوطن معافى آمنا وأن يجعل كل فرد من أفراده معافى في بدنه آمناً في سربه مؤمن القلب والعمل. ولأننا نتحدث عن الوطن فلاشك أن الرياضة وشبابها جزء لا يتجزأ من هذا الوطن فرياضتنا سفيرة لنا في كل محفل ومكان وشبابنا هم حضارتنا وواجهتنا ولغة التواصل مع الشعوب بهم ومن خلالهم نبني الوطن علماً وإيماناً عملاً ومقصداً. الرياضة يا سادة كانت ولازالت هي عنصر بناء للمجتمع لغة تفهمها كل الشعوب وحضارة العصر فلم تعد كما كانت نظرتنا لها ( لعباً ولهواً ) بل أصبحت اليوم عملاً وتشريفاً صناعة واستثماراً صحة وأمناً وتعليماً وعلماً وسياسة وهي في ذات الوقت وقتاً يستثمر لصالح المجتمع هذه هي فلسفة الرياضة التي لابد أن نستوعبها اليوم. الرياضة لا شك أنها منظومة عالمية وثقافة جديدة من خلالها نستطيع أن نقدم حضارتنا وقيمنا وأخلاقنا ومن خلالها نتواصل مع العالم فهي سفير العصر نحن اليوم نحتفل بالوطن وهناك شباب يمثلون هذا الوطن في كوريا ليس تمثيلاً رياضياً فقط بل تمثيل الوطن بكل مكوناته وفئاته ينقلون هناك بلغة الرياضة ثقافتنا وحضارتنا فهم سفراء لنا . عندما ننظر للرياضة بهذه النظرة فلاشك أننا نكون حينها قد تخطينا الكثير من العقبات وعرفنا الرياضة انها عنوان لعصر مختلف نستطيع من خلالها أن نقدم الكثير للوطن وللمجتمع وشبابه ونستطيع من خلالها أن نوفر عشرات الآلاف من الوظائف ونقدم البرامج المجتمعية التي تخدم المجتمع ولكننا لازلنا حتى هذا اليوم ننظر للنادي بشكل خاطئ وننظر للرياضة بمفهوم ناقص فنحن لدينا ثروة الرياضة التي وقودها الشباب والشباب لدينا يمثل أكثر من نصف المجتمع ففي مباراة واحدة يحضر 70 ألف شاب يقضون أكثر من ساعتين في مكان واحد مصطفين بجانب بعضهم البعض وهذا المشهد يتكرر أكثر من مره في الأسبوع الواحد فكم عملاً ممكن أن يقدم من خلال هذه التجمعات وكم استثماراً سينجح معهم وكم رسالة ستصل من خلالهم وفي مباراة واحدة يشاهدها الملايين خلف شاشات التلفاز في كل مكان ليس في الوطن فقط بل وخارجه فكم من خلال هذه الشاشة وتلك المباراة نستطيع أن نستثمر وكم من رسالة نستفيد بأن نقدمها للمجتمع. الرياضة ليست كرة قدم فقط وليست لعبة لهذا الاتحاد أو ذاك فالرياضة لغة مجتمع تدخل البيت والمدرسة والجامعة ويمارسها الكبير والصغير والرجل والمرأة ونجدها في الملعب والحارة وفي الشارع تمارس وفي كل مكان وبكل الأشكال ولجميع الأعمار بل صحة نبحث من خلالها سلامة عقولنا وأجسادنا ونستريح معها من ضغوط الحياة بكافة أشكالها. عندما لا تتطور الرياضة لدينا فلأنها في مدارسنا ( حصة فراغ ولعب ) وفي جامعاتنا مهملة بلا تميز وفي حاراتنا تمارس في الشارع وفي شركاتنا هدراً للمال وعند وزاراتنا آخر الاهتمامات وهذا نتاجه أن الأسرة تنظر لها بأنها مهدرة للوقت ومضيعة للعمر. ما يجعلني متفائلاً اليوم أن الرياضة يقف على هرمها الأمير عبدالله بن مساعد رجل فكر واستثمار أتى ليعمل بروح الضمير وثقافة الرجل العصامي الذي يبحث عن الإنتاج عملاً وقولاً يحمل هم الأمانة يتابع أدق التفاصيل يحافظ على الوقت مستشعراً هم المسئولية ينظر للعمل واقعاً لا تنظيراً لأن هناك نصف المجتمع يبحث عن التطور والتفاعل كماً وكيفاً. ولا أعتقد أن الأمير عبدالله بن مساعد يحتاج اليوم من يمجده ولكنه يحتاج من يعضده فالتحرك في كل إتجاه أصبح المطلب اليوم لتأكيد أهمية الرياضية داخل نسيج المجتمع إبتداءاً بمؤسسات الدولة التي هي شريك رئيسي في كل عمل رياضي وشبابي فالشباب ليس مسئولية الرئاسة العامة لرعاية الشباب فقط بل تشترك معها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والصحة والداخلية والتجارة والعمل والمالية وغيرها فكل هذه الوزارات معنية بالعمل الرياضي والشبابي فالرياضة المتنفس الوحيد لشباب هذا الوطن ضد آفات الفراغ والبطالة وسموم الفكر وغيرها خاصة وهم يشكلون السواد الأعظم من مجتمعنا. رسالتنا في يوم الوطن أن نهتم برياضة الوطن بشكل أكبر فهي صمام الأمان لشبابنا واقتصاد أصبح صناعة يستثمر فيها بمئات الملايين فعلينا أن نحافظ عليها ونطورها وننميها لتكون واجهتنا الحضارية في عالم أصبح اليوم يتحدث ويتواصل بلغة الرياضة.

مشاركة :