وتحولت الدعوات للقطريين بالتظاهر أم التواجد العسكري الأمريكي في قطر ردا على قرار أمريكا نقل سفارتها إلى القدس، وعدم استجابة القطريين لها، إلى سخرية واسعة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما مع تصدر الإعلام القطري نقل الاحتجاجات في عدة مدن عربية وإسلامية، وانتقاد الدول التي لم تشهد فعاليات مماثلة. وأحرجت هذه الدعوات التي قادتها نخب ثقافية ودينية عربية وإسلامية النظام القطري الذي يزعم قادته “باحترام الرأي والرأي الأخر”، نتيجة عدم خروج مظاهرات في قطر تندد بالقرار الامريكي. ولم تلق تلك الدعوات أي استجابة في قطر، الخميس، أي بعد يوم على صدور القرار الأمريكي، حيث يرجح أن يكون الحظر الذي تفرضه السلطات على المظاهر الاحتجاجية ضد الوجود العسكري الأجنبي في البلاد، سببًا في ذلك التجاهل. ووجهت نخب ثقافية ودينية عربية وإسلامية، دعوات للقطريين للاحتجاج على القرار أمام القاعدة العسكرية الأمريكية في البلاد، كون القاعدة المتمركزة في منطقة “العديد” تعد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وتشكل مركز قيادة وتوجيه للقوات الأمريكية التي تنتشر في عدة دول بينها سوريا والعراق. وكانت قناة “الجزيرة” القطرية التي تتصدر وسائل إعلام الدوحة شهرة وتأثيرًا، ساقت اتهامات ضد دولًا عربية على رأسها المملكة ومصر، بعلمها وموافقتها على قرار واشنطن قبل صدوره. وتسببت التغطية الإعلامية المنحازة لقطر التي تتجاهل صمت قادة النظام القطري على القرار، وعدم خروج أي احتجاجات شعبية ضده، في تعرض البلد الخليجي الوحيد الذي يمتلك علاقات رسمية مع الكيان الإسرائيلي للانتقاد والسخرية والإحراج.
مشاركة :