تأتي المظاهرة تلبية لدعوة 16 منظمة تركية داعمة للقضية الفلسطينية، رفضا للقرار الأمريكي. وأفاد مراسل الأناضول، أن شخصيات حقوقية تركية رفيعة المستوى، إضافة إلى الجاليات العربية المقيمة في تركيا، شاركت في المظاهرة. وانطلقت المسيرة الاحتجاجية من مسجد "الفاتح" بمدينة اسطنبول، متجهة إلى ميدان "سرج هانا" على بعد نحو 500 متر عن المسجد. ورفع المشاركون الأعلام التركية والفلسطينية، مرددين شعارات من قبيل: "الموت لإسرائيل"، "القدس عربية إسلامية"، و"لا أحد له الحق في فرض سيطرته على القدس"، و"يا الله.. بسم الله.. الله أكبر". كما رددوا هتافت مثل: "سلام إلى القدس"، "المقاومة مستمرة"، و"القدس لنا وستبقى لنا". وفي تصريح للأناضول على هامش المظاهرة، قال ربحي حلوم، أول سفير فلسطيني بتركيا: "على الفصائل الفلسطينية جميعها أن تعي أن لا مجال بعد اليوم للحوارات التي لا تسفر عن نتائج، وأنه ما من حل سوى المقاومة، لأنه بالمقاومة وحدها تحل القضية الفلسطينية، ولا مجال أمامنا للمراوغات". ودعا حلوم، "أتباع أوسلو (اتفاقية أوسلو للسلام) وجميع داعمي ترامب والكيان الصهيوني، إلى تبني موقف تاريخي تأخروا به 23 عاماً، وكان ينبغي عليهم أن يقفوا في مواجهة الاحتلال". وتابع: "أقول لهؤلاء إن التاريخ سيحاسبهم، لأنها نقطة تحول تاريخية، وعليهم أن يعودوا إلى رشدهم، ويتخذوا تصرفاً يرقى إلى مستوى الحدث". من جهته، قال بولنت يلدرم، رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH)، في كلمته بالمظاهرة: "هل أنتم جاهزون لتدافعوا عن قضية القدس؟ هل أنتم جاهزون لتدافعوا عن المسجد الأقصى؟" وأضاف أن "أمريكا هي الشيطان الأكبر في المنطقة، وهي التي تضرب القضية الفلسطينية في مقتل بقرارها". وتابع أنّ "المسلمين جميعهم جاهزون للدفاع عن المسجد الأقصى، وملايين المسلمين يعتبرون أن هذه القضية لا مساس بها، ولن نقبل بما تفعله واشنطن". وأشار إلى أن "أطفال فلسطين هناك يدافعون عن المقدسات، ونساء فلسطين أيضا يقفن في المواجهة، ويدافعن (عن تلك المقدسات)، وعلينا نحن أن نقف معهم، وندافع عما يدافعون عنه.. عن المسجد الأقصى". وأردف: "نحن نقف هنا، ونوجه تحياتنا لشهداء مافي مرمرة (سفينة هاجمتها القوات الإسرائيلية بينما كانت في طريقها لكسر الحصار على غزة في 2010)، الذين قضوا من أجل هذه القضية أيضا، ومن أجل الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى، ولدعم الشعب الفلسطيني، وغدا نصلي جميعا في المسجد الأقصى.. المسجد الأقصى أمانة في أعناقكم". من جانبه، قال سليم تمورجو، رئيس حزب العدالة والتنمية في إسطنبول: "اليوم، نحن هنا نرفع سلاما لشهداء سفينة مرمرة ولشهداء محاولة الإنقلاب الفاشلة في تركيا". وتابع: "نقول للرئيس الأمريكي إن هذا القرار الذي وقعته باعترافك بإسرائيل لن نقبله ولن نمرره، ومن هذا الميدان، نقول إن القرار الظالم هذا لا ينتهك حقوق الفلسطينين وحدهم، وإنما حقوق المسلمين جميعا". وأضاف: "القدس قضيتنا، والدفاع عنها واجبنا، ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والدفاع المطلق عنها مهمتنا ومسؤوليتنا". واعتبر تمورجو، أن "القدس خط أحمر، وقدسيتها لا تقل قدسية عن مدينة مكة حيث كعبة المسلمين. هذا الميدان يشبه ميدان رابعة العدوية، وكما وقفنا مع من في ميدان رابعة، نقف اليوم من هذا الميدان تضامنا مع فلسطين ومع القضية الفلسطينية". وقال "اليوم نقف هنا وغدا في القدس، ونعيد فتح السلطان محمد الفاتح (فاتح القسطنيطينة)، وصلاح الدين الأيوبي (محرر القدس من يد الصليبيين)". بدوره، قال عبد الله سيفيم، رئيس حزب "السعادة" في إسطنبول: "نحن هنا رفضا لما فعلته واشنطن وإسرائيل، وجميعنا عليه اليوم أن يقف هذه الوقفة، هذه قضيتنا وكما أمرنا الله ورسوله، علينا أن نجاهد بما نملك، و لو فرطنا في الدفاع عن مقدساتنا وعن الأقصى، فما علينا سوى توقع الهلاك". ومستطردا: "إن لله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ولذلك علينا التحرك بشأن هذه القضية، ليرى الله ماذا فعلنا لحماية مقدسات تعتبر أمانة لدينا". وأردف: "ليس الأقصى فقط من يستوجب علينا الوقوف إلى جانبه، لكن أيضا العراق وسوريا وكل المسلمين المحتاجين للمساعدة، وأدعوكم جميعا للمشاركة في الفعالية الضخمة يوم الأحد (المقبل) في ساحة يني كابيه، في تمام الساعة الواحدة ظهرا (التوقيت المحلي) لنصرة القدس والأقصى". فيما اعتبر صالح تورهان، رئيس جمعية شباب الأناضول، أن "القضية أكبر من اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لاسرائيل، نحن لا نعترف أصلا بدولة اسمها إسرائيل، وهذا في صميم عقيدتنا وإيماننا بالقضية الفلسطينية". يذكر أن المنظمات والجمعية التركية الداعمة للقضية الفلسطينية تنظم، اليوم، أكثر من 40 مظاهرة في عموم الولايات التركية. ومساء الأربعاء، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اعتراف بلاده رسمياً بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :