في قاعة «نادي الخريجين»، التي صدحت بالأغاني الوطنية، وصوت الراحلة شادية، وهي ترددُ «يا بلادي، يا أحلى البلاد، يا بلادي..»، أقيمت الأمسية الشعرية «ليلة في حب مصر والبحرين»، بالتزامن مع احتفاء المملكة بعيدها الوطني، إذ نظمت «جمعية الصداقة البحرينية المصرية» أمسيةٌ أحياها الشاعرين البحريني حسن كمال، والمصري عبد الله الخميس، مساء السابع من (ديسمبر)، تحت رعاية الرئيس الفخري للجمعية، نبيل الحمر، وبحضور سفيرة جمهورية مصر، سهى رفعت، والسفير الإماراتي عبدالرضا الخوري، إلى جانب عدد من الجالية المصرية، والمواطنين البحرينيين. وانطلقت الأمسية، بكلمة لرئيس الجمعية، عادل العسومي، الذي أكد بأن الجمعية ترمي من تأسيسها لإلقاء الضوء على متانة العلاقة بين البلدين الشقيقين، وعمق الروابط بين الشعبين، موضحاً أن اختيار شهر (ديسمبر)، لإقامة هذه الأمسية جاء ليتزامن مع احتفاء المملكة بعيدها الوطني المجيد.من جهته، أطل الشاعر المصري عبدالله الخميس، على الجمهور، بقصيدة تحاكي عمق العلاقة بين البلدين والشعبين، باللهجة الدارجة المصرية، موجهاً فيها تحيته للبحرين، «بحرين الأم العربية، بحرين اختصرت مسفاتي»، ليتلوها بقصيدة أخرى، باللغة الفصحى، تضمنت النشيد التالي: «أبحر شهراً، أبحر دهراً.. أرضُ الكرام، مهد السلام، تحيا مصر، وعاشت مملكة البحرين». ولفت الخميس، قبل أن يتلوى عدداً من القصائد، بالدارجة المصرية، إلى أنه لمس الوحدة الوطنية في المملكة، «تماماً كما في مصر، حيث التعايش، والتسامح والحب والاحترام المتبادل بين مختلف المذاهب والأديان»، وأتبع قوله هذا بإلقاء عددٍ من القصائد التي تتمحور حول هذه المفاهيم. ليختتم قصائدهُ بقصيدة مهداة لجلالة الملك. من جانبه، لفت الشاعر البحريني حسن كمال، إلى علاقة الحب بين مصر والبحرين، «التي لابد للإنسان أن يتوقف عندها»، مبيناً أن هذه العلاقة امتازت بالعديد من المحطات، أبرزها تلك الثقافية، التي تمثلت بتكريم البحرين، لأمير الشعراء، الشاعر أحمد شوقي، في العام (1927)، إلى جانب تكريم الروائي، الحائز على (نوبل)، نجيب محفوظ، بمناسبة فوزه بهذه الجائزة. وأشار كمال في قصيدةٍ مقتضبة عن (النيل)، إلى أن «على ضفاف هذا النهر العظيم، وجد عشاق الفن والتاريخ والحضارة والتراث، الذين هم أهلُ مصر»، مضيفاً «كلنا تلقى الأدب المصري، واستمع للإذاعة، وشاهد الأفلام، فقد أخذتنا مصر بأدبها وثقافتها وإعلامها، وأخذتنا بكل ما فيها». كما ألقى كمال عدداً من القصائد في حب البحرين، وأهمها قصيدتهُ الشهيرة «وطني أيا روض الخليج النادي»، متوقفاً بين قصيدة وأخرى، ليستعرض محطات تبين أواصر المحبة التي تربط بين البلدين. وفي ختام الأمسية، كرم رئيس الجمعية، عادل العسومي، الرئيس الفخري، نبيل الحمر، فيما قام الحمر بتكريم سفيرة جمهورية مصر، سهى إبراهيم رفعت، والشاعرين حسن كمال، وعبد الله الخميس، كما كرم الحمر الصحفي حافظ عبد الغفار، الذي أشرف إقامة معرض للصور والمقتنيات والتذكارات التي تؤكد متانة العلاقة بين البلدين، إذ ضم المعرض عدداً من التغطيات الصحفية في الصحف المصرية عن البحرين، خلال القرن الماضي، إلى جانب عدداً من الكتب المدرسية المصرية التي تم تدريسها في البحرين خلال ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، بالإضافة لصور وأشرطة صوتية لكبار الفنانين، وعددٍ من المجلات البحرينية التي وضعت صور كبار الفنانين والساسة على أغلفتها، وتذاكر سفر للطيران المصري، وأخرى لطيران الخليج، وغير ذلك من المقتنيات التذكارية من مصر، والتي تشير لأبرز معالمها التاريخية والحضارية.
مشاركة :