القاهرة: «الخليج»، محمد عنتر أدانت الأحزاب والنقابات المهنية المصرية، قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، داعية إلى اتخاذ إجراءات عربية حاسمة ضد القرار الذي وصفوه ب«الكارثي».وطالبت الأحزاب والنقابات الدول العربية بتخفض التمثيل الدبلوماسي مع الولايات المتحدة الأمريكية، ومقاطعة البضائع الأمريكية، ووقف المعاملات التجارية، إلى جانب سحب أي سفراء عرب ومسلمين من «تل أبيب»، مؤكدة أن القرار الأمريكي، قضى تماماً على أية آمال لإحياء عملية السلام في المنطقة، فأمريكا بهذا القرار لم تعد تصلح بأي حال، كوسيط لعملية السلام؛ لأنها لا تريد أي سلام في المنطقة. لا بد من نصرة القدس وقال سامح عاشور، رئيس اتحاد المحامين العرب ونقيب المحامين المصريين، ل«الخليج»، إن الشعب الفلسطيني يجب أن يواجه العدوان بما يستحقه، وعلى الأمة العربية أن تتحرك لنصرة القدس والحفاظ على الأراضي الفلسطينية، وأن تتوحد لإعلان موقف عربي رافض لهذا القرار الكارثي، مضيفاً أن القرار الأمريكي بنقل سفارة واشنطن إلى القدس، لا يجعل هناك أي بادرة أمل لإحياء عملية السلام؛ بل يزيد المنطقة اشتعالاً وغضباً، ويجعل أي حديث عن السلام غير مقبول في الوقت الحالي. وقف المعاملات التجارية وقال عبد المحسن سلامة، نقيب الصحفيين ل«الخليج»: إن مجلس النقابة متمسك بقراره السابق بوقف التطبيع أو التعاون مع الكيان الصهيوني، مطالباً بوقف المعاملات التجارية مع أمريكا، ويجب على الدول العربية أن تتخذ نفس هذه الإجراءات في أسرع وقت، رداً على القرار الأمريكي المتهور.وأضاف سلامة: إن الجماعات والتنظيمات الإرهابية في المنطقة العربية ستستغل القرار الأمريكي التآمري، ضد الأنظمة والدول العربية، مشيراً إلى أنه لا توجد أي عملية إرهابية واحدة ضد «إسرائيل» والدول التي ترعى الإرهاب في المنطقة.وأكد نقيب الصحفيين أنه لا سلام في ظل الوضع المتردي الذي تعيشه المنطقة في الوقت الراهن، وفي ظل ضياع الحقوق العربية الفلسطينية المعترف بها دولياً، مشدداً على ضرورة استرداد هذه الحقوق، حتى تكون هناك مفاوضات حقيقية؛ لإحياء عملية السلام.وفي السياق، عبرت نقابة الصحفيين، في بيان لها أمس، عن استنكارها ورفضها التام للقرار الأمريكي بنقل السفارة إلى القدس؛ لأن القرار خول ل»إسرائيل» جعل القدس عاصمة لها، وهو ما يشكل تقويضاً خطراً لكل جهود السلام في منطقة الشرق الأوسط ويدمرها من أساسها، مؤكدة مساندتها الكاملة للشعب الفلسطيني في مواجهة هذا القرار الظالم، الذي يعيد إلى الأذهان ذكرى «وعد بلفور» المشؤوم الذي كان وراء زرع هذه الدولة اللقيطة في قلب الأمة العربية.ودعت النقابة المصرية اتحاد الصحفيين العرب في اجتماعاته، التي ستعقد خلال الساعات المقبلة في بغداد، لاتخاذ كل الإجراءات لمواجهة هذا القرار الأمريكي، بالتعاون مع المنظمات المماثلة والمنظمات الحقوقية الدولية، وجميع منظمات المجتمع المدني حول العالم؛ لإيجاد حالة رفض قوية ومستمرة ضد هذا الإجراء. مقاطعة الأدوية الأمريكية وأكد الدكتور محيي عبيد نقيب الصيادلة ل«الخليج»، رفضه للقرار الأمريكي الظالم، مشيراً إلى أن لجنة الحق في الدواء بنقابة الصيادلة، قررت البدء في حصر الأدوية الأمريكية المتداولة في الأسواق المصرية؛ تمهيداً لمقاطعتها على خلفية القرار الأمريكي، موضحاً أنه سيتم عمل منشور يتضمن قائمة الأدوية والشركات الأمريكية؛ لتوزيعه من خلال النقابات الفرعية على 73 ألف صيدلية في مصر؛ لمقاطعة هذه الأدوية، وصرف البدائل المصرية للمرضى.وأضاف، أنه ستتم دعوة نقابة الأطباء والأسنان إلى المشاركة في المقاطعة، وعدم وصف هذه الدوية للمرضى، لافتاً إلى أن أي دولة ستحذو حذو أمريكا في نقل سفارتها إلى القدس، سيتم مقاطعة منتجاتها نهائياً. مطلوب موقف عربي ودعا حسين منصور، عضو لنقابة المهندسين، إلى موقف عربي واضح وحاسم تجاه هذا القرار الأمريكي الظالم والكارثي، الذي يزيد المنطقة العربية صراعاً واشتعالاً، ولابد من الدعوة لمؤتمر عربي شامل يضم جميع الحكومات العربية، يتم خلاله اتخاذ قرار بتخفيض التمثيل الدبلوماسي العربي مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد هذا القرار. رفض عربي عام وقال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، ل«الخليج»: إنه لا بد أن يعلن العرب جميعاً رفضهم لهذا القرار الكارثي، ولا بد أن تراجع كل الدول العربية علاقتها بأمريكا، مشدداً على ضرورة تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع أمريكا؛ لأنها بهذا القرار فقدت مصداقيتها كوسيط في عملية السلام. قمة عربية طارئة وطالب نبيل زكي، المتحدث باسم حزب التجمع، ل«الخليج» بعقد قمة عربية طارئة، ودعوة مؤتمر التعاون الإسلامي، والاتحاد الإفريقي، وحركة عدم الانحياز، والشعوب الإفريقية والآسيوية، لاجتماعات عاجلة؛ لبحث هذا القرار الكارثي، وتأثيره على المنطقة، كما يجب أن تقوم جامعة الدول العربية بتقديم شكوى عاجلة لمجلس الأمن ضد القرار الأمريكي، مستغلة في ذلك الرفض، الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي أكدت فيه الجمعية رفضها المساس بالقدس. مواجهة عربية للقرار وقال باسم كامل، النائب الأول لرئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، ل«الخليج»، إن على الدول العربية أن تقوم باستدعاء سفراء الولايات المتحدة لديها، وتوجيه اللوم الشديد لهم على قرار الرئيس الأمريكي، إلى جانب اتخاذ قرار عربي موحد بتخفيض التعاون العربي الاقتصادي مع أمريكا، وسحب سفراء الدول العربية في «تل أبيب»، وعدم الاكتفاء بالإدانة والشجب. استهانة أمريكية بالعرب وقال حزب الوفد: إن أمريكا استهانت واستخفت بكل الدول العربية والإسلامية، وبمشاعر المسلمين وبقرارات مجلس الأمن، ومبادئ القانون الدولي؛ ولذا قررت نقل سفارتها إلى القدس المحتلة، واعتبارها عاصمه لكيان الاحتلال الصهيوني. وأضاف الحزب، في بيان له، أمس، أن الأمة العربية والإسلامية وقفت عاجزة بما آلت إليه أحوالها، ولم تقدم سوى كلمات الإدانة والشجب والاستنكار والرفض للقرار الأمريكي، فالضعف والاستسلام نتيجة طبيعية لتفرق كلمتنا طوال عقود مضت، واستسلامنا للتآمر والتدخل الأمريكي، بما يمس عزة وكرامة شعوبنا. وضع المنطقة في أزمة وأكد حزب المحافظين رفضه التام للقرار الأمريكي، قائلاً: إن القرار يؤكد أن أمريكا تتحدى كل القوانين والقرارات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة، التي تقر بأن القدس الشرقية هي عاصمة لدولة فلسطين. وقال الحزب، في بيان رسمي له أمس، إن قرارات الإدارة الأمريكية الحالية تثبت أنها طرف غير محايد ومتحيز، وغير مؤهلة للتدخل في القضية الفلسطينية، فقرارها يخالف جميع القرارات الشرعية الدولية، مؤكداً أنها بقرارها أنهت دورها كوسيط لحل القضية الفلسطينية. ودعا الحزب كل المنظمات الدولية والإسلامية والعربية بالتدخل فوراً لمنع تنفيذ هذا القرار، كما دعا مصر وكافة دول العالم إلى إعلان رفضهم لهذا القرار، والتعامل مع الولايات المتحدة باعتبارها دولة غير موثوق بها.وطالب الحزب جامعة الدول العربية بعقد جلسة طارئة ومفتوحة؛ لبحث هذا القرار واتخاذ إجراءات حاسمة، وتفعيل جميع قرارات الجامعة السابقة بشأن القضية الفلسطينية، وتأكيد حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، معلناً تضامنه مع الشعب الفلسطيني، وحقه في إقامة دولته المستقلة، التي يعترف بها العالم أجمع، وتقرها المنظمات الدولية والقانونية.
مشاركة :