القاهرة: «الخليج»يصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القاهرة بعد غد (الاثنين) في زيارة رسمية، قال الكرملين إنها سوف تبحث عدداً من القضايا الإقليمية، وسبل التعاون المشترك بين البلدين.وتعكس الزيارة الثانية للرئيس الروسي إلى مصر، في غضون عامين، دفء العلاقات التي تجمع بين القاهرة وموسكو، في السنوات الأخيرة، وهو ما تجلى بوضوح في التوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون العسكري والاقتصادي بين البلدين، وفي مقدمته صفقات التسليح الأخيرة التي حصلت مصر بمقتضاها على مجموعة متنوعة من المقاتلات من أبرزها المقاتلة «ميج 35 إم2» متعددة المهام، وهي من طائرات الجيل الخامس متعددة الأغراض، التي تتفوق على الطائرة الأمريكية إف 36، إلى جانب صواريخ كورنيت المضادة للدروع، ومروحيات مي 35 إم وميل مي17 فضلاً عن طائرات الميج 29 إم المقاتلة النفاثة متعددة المهام، والمقاتلة سو30 كا، ذات القدرات القتالية العالية، وهي إحدى مقاتلات الجيل الرابع من سلالة المقاتلات الروسية الشهيرة سوخوي.في فبراير/شباط من عام 2015 وقعت مصر، على هامش الزيارة الأولى للرئيس بوتين إلى القاهرة، ثلاث اتفاقيات اقتصادية كبرى، ربما كان من أبرزها اتفاقية محطة الضبعة النووية الخاصة بتوليد الكهرباء، وقد قال بوتين بوضوح خلال حفل التوقيع إن الاتفاقيات بين روسيا ومصر في مجال الطاقة الذرية، لن تتوقف عند حد إنشاء محطة كهروذرية، وإنما قد تمتد إلى ما وصفه ب«استحداث قطاع ذري في مصر» في حال تم الاتفاق بشكل نهائي بين البلدين.بحسب مصادر دبلوماسية، من المقرر أن يوقع الرئيسان عبدالفتاح السيسي وبوتين خلال الزيارة، العقود الخاصة بالطاقة ومفاعلات الضبعة النووية، إضافة إلى العقود الخاصة بالمنطقة الصناعية الروسية المقرر إقامتها في المنطقة الاقتصادية بقناة السويس، فيما يعول كثير من المراقبين أن تؤدي الزيارة، إلى عودة الطيران المباشر بين موسكو والقاهرة، بعد فترة توقف استمرت لنحو عامين بعد حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2015.التقديرات تذهب إلى أن اللقاء سوف يشمل إلى جانب ذلك، مناقشة العديد من التطورات الحاصلة في المنطقة، خصوصاً بعد إعلان الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى القدس، وما يلي ذلك من تطورات، وهو ما قد يفتح الباب أمام مناقشات واسعة ومستفيضة، حول طلبات كانت قد تقدمت بها وزارة الدفاع الروسية قبل فترة، لتوقيع بروتوكولات تعاون عسكرية جديدة، يُسمح بمقتضاها بعبور السفن الحربية الروسية من قناة السويس والمياه الإقليمية المصرية، واستخدام الطيران الروسي العسكري الأجواء والبنى التحتية المصرية، وهو ما يتزامن مع أنباء ترددت مؤخراً حول رغبة روسية في إنشاء قاعدة عسكرية لها في السودان، من أجل تأمين مصالحها في البحر الأحمر، وهو ما يعني بوضوح أن الزيارة تأتي في إطار خطوات واسعة بدأتها روسيا منذ فترة، باتجاه تعزيز وجودها في المنطقة، في ظل انسحاب أمريكي واضح تجاه الشرق الأدنى.
مشاركة :