قالت منظمة «سام» للحقوق والحريات، ومقرها في جنيف، إنها تتابع بقلق بالغ تدهور حالة حقوق الإنسان في اليمن إثر الصراع الدامي التي شهدته صنعاء، واستخدمت فيه الدبابات والأسلحة الثقيلة في الأحياء السكنية، الذي تركز حول عدة منشآت حكومية ومعسكرات ومنازل قيادات مؤتمرية. وامتدت المواجهات بين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح - قبل وبعد مقتله - إلى محافظات أخرى، بينها عمران (شمال صنعاء)، حيث دارت معارك عنيفة في منطقة خمر، كما شهدت محافظات المحويت وحجة وذمار والبيضاء مواجهات أخرى متقطعة. ودعت المنظمة الحوثيين للتوقف «فوراً عن التنكيل بالمعارضين، والإفراج عن جميع المعتقلين، وتسليم جثمان الرئيس اليمني السابق لذويه لتشييعه، وإعادة الجرحى المختطفين إلى المشافي، والتوقف عن مداهمة منازل سكان الحي السياسي بصنعاء وملاحقة قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام»، مشددة تأكيدها على ضرورة «اتخاذ الإجراءات العاجلة لتعويض المتضررين من المدنيين الذين أصيبت ممتلكاتهم جراء العملية العسكرية التي نفذتها عناصرهم لاحتلال منزل الرئيس السابق ومنازل أقاربه». وذكرت المنظمة، في بيان لها، أنه «بحسب المعلومات التي حصلت عليها، فإن العديد من القيادات العسكرية والمدنية وأقرباء الرئيس السابق يواجهون مصيراً مجهولاً، ويساور أهالي الضحايا قلق وتخوف إثر انقطاع أخبارهم وانتشار مزاعم عن عمليات قتل وتصفية لتلك الشخصيات». وأكدت أن الحوثيين ينفذون «حملة اختطافات بالجملة بحق كوادر وأعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام، في الوقت الذي حجبوا فيه الاتصالات والإنترنت عن المناطق المستهدفة، وتعرضوا بالقمع لمظاهرة نسائية طالبتهم بالإفراج عن جثمان الرئيس السابق علي عبد الله صالح». وقال توفيق الحميدي مسؤول فريق الرصد بالمنظمة، إن «مواطنين ينتمون لحزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء يتعرضون لجرائم قد ترقى إلى تصنيف جرائم ضد الإنسانية، ووصلت درجة الاستهداف إلى حد تنفيذ إعدامات ميدانية واختطاف جرحى وإخفائهم واحتجاز جثامين قتلى وإخفاء مصير مختطفين، أغلبهم مدنيون، من بينهم صحافيون وإعلاميون». الحوثيون فرضوا حالة من الرعب والخوف في جميع مناطق سيطرتهم، حيث رصدت المنظمة العديد من المداهمات والاقتحامات الممنهجة لمنازل قيادات مؤتمرية في صنعاء والمحويت وعمران وحجة وفي منطقة سنحان وفي المناطق المحيطة بمنزل صالح في العاصمة، إذ تم فيها تصفية جسدية لمدنيين لا يحملون السلاح، وحتى إصدار البيان ما زال العديد من القيادات المؤتمرية مطاردين، بعضهم لا يُعرف مصيره. وأشارت المنظمة إلى وجود خطابات كراهية وتحريض في مشاركات عديدة لأشخاص معروفين بانتمائهم لجماعة الحوثي على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو إلى القتل واجتثاث المعارضين السياسيين. كما استمعت «سام» لتسجيلات صوتية لرسائل تهديد وتحريض بثتها قنوات إذاعية حوثية ورسائل صوتية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأنصار جماعة الحوثي يتوعدون خصومهم بالقتل والتنكيل. وأوردت أنه جرى «وصول شاحنات مليئة بالعديد من المدنيين تم إدخالهم السجن المركزي في صنعاء وسجون أخرى خارج أمانة العاصمة، كما صرح بعض شهود العيان ومنظمي المظاهرات النسائية بأن الحوثيين اختطفوا العديد من النساء، واقتادوهن إلى جهة مجهولة».
مشاركة :