تنطلق غدا /السبت/ فعاليات درب الساعي، احتفالاً باليوم الوطني للبلاد الذي يوافق الثامن عشر من ديسمبر من كل عام ، وذلك برفع العلم في الساحة الرئيسية، وبحضور ممثلي الجهات العليا ورؤساء الفعاليات. وتأتي فعاليات درب الساعي تحقيقا لرؤية اليوم الوطني، وذلك بتعزيز الولاء والتكاتف والوحدة والاعتزاز بالهوية الوطنية القطرية، وهو ما تجسده احتفالات اليوم كل عام إحياءً لذكرى تولي مؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني الحكم في البلاد، وتقام الاحتفالات هذا العام تحت شعار "أبشروا بالعز والخير"، وهي مقولة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بهدف تعريف الجيل الحالي بالمواصفات غير العادية للنديب الذي اختير لأداء هذه المهمة الخاصة التي يتوقف عليها أمور جليلة وقرارات هامة، فالنديب يتحلى بالشجاعة والصبر والقوة والقدرة على التعامل مع الظروف الشاقة في الصحراء، وضرورة التحرك بسرعة لإيصال الرسائل في الوقت المناسب. ويحتضن درب الساعي هذه السنة العديد من الفعاليات والجهات المشاركة، لتفعيل المسؤولية الاجتماعية والإيمان بهذا الدور المهم ، في يوم وطني تتكاتف فيه هذه المؤسسات لتقديم ما لديها وما يستحق أن يعرض تكريماً لهذا اليوم ولشعب وحكومة هذا الوطن المعطاء، وأهمها فعالية وزارة البلدية والبيئة حيث تسعى من خلالها لرفع مستوى الوعي لدى جميع أفراد المجتمع من خلال الخدمات المقدمة التي من شأنها أن تخلق شعبا واعيا يثمن الحفاظ على الموروث البيئي في قطر. كما تتنوع الفعاليات والأنشطة التوعوية التي تعكس مفاهيم مرتبطة بالحفاظ على البيئة وعروضا متنوعة للأطفال تعكس مهارات وسلوكيات توعوية حول السلوك الأمثل للحفاظ على بيئة قطر وثروتها السمكية والبرية. ومن أهم الفعاليات رفع العلم والمسير، حيث يتجمع الجمهور في ساحة درب الساعي لمشاهدة فعالية رفع العلم الذي يرفع يومياً، إضافة إلى فعالية المسير المتنوعة يومياً بين خيول وهجن عربية أصيلة، ومن السيارات الكلاسيكية والقديمة والحديثة، ودوريات المرور القديمة، والدراجات النارية، ونموذج مصغر لمترو الريل، إلى جانب جولة المطوع والنهام مع الأطفال، وغيرها. وتعكس فعالية "مسيرة الصداقة" التي تنطلق في درب الساعي يوم 16 ديسمبر حالة من التكاتف المجتمعي بين المواطنين والمقيمين في دولة قطر، كما أنها تأتي انعكاساً لما عبر عنه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، باعتزاز سموه بشعبه القطري، ومعهم المقيمين على أرض قطر من مختلف الجنسيات والثقافات. أما فعالية الدوحة وهي فعالية لجميع مؤسسات الدولة بكافة القطاعات في أجنحتها حيث تعرض أنشطة تثقيفية وتوعوية وتفاعلية مع الجمهور، ولدى كل مؤسسة فكرتها الإبداعية المميزة التي تندرج ضمن رؤية موحدة واضحة للتعبير عن الوطنية والهوية القطرية سعيًا إلى تحقيق رؤية قطر 2030، حيث تستقطب أنشطتها الصباحية طلبة المدارس وتشمل برامجها كل أفراد الاسرة خلال الفترة المسائية، وفي فعالية سوق واقف يتم تقديم سوق شعبي يحتوي على متاجر لبيع منتجات المشاريع المحلية لرواد الأعمال القطريين. ومن الفعاليات التراثية بدرب الساعي فعالية "المقطر" التي تشير إلى بيوت الشعر المتقاطرة بخط مستقيم، وهي تحاكي نمط حياة البادية قديماً، فيما تعكس فعالية البدع البيئة التراثية البحرية بصورة مصغرة، حيث تجمع الفريج القديم المجاور للبحر، وتحتوي على بيت المطوع والمقهى الشعبي ومجلس النوخذة وعكاس الفريج، إضافة الى الألعاب الشعبية التراثية مثل شد الحبل، وخطف الشراع والمسابقات الثقافية المتنوعة ، ومنها أيضا فعالية الليوان "النسائية"، ويُقصد بالليوان: المنطقة الوسطى في البيوت القطرية القديمة بين الغرف في حوش المنزل حيث كانت العائلة تجتمع في ظل الليوان كل عصر وهي منطقة يسودها جو عائليّ.. وتهدف الفعالية لأن تكون مكان لاستراحة النساء لممارسة الأنشطة المتواجدة داخل الخيمة، وإضافة إلى وجود مسرح خاص لتقديم العروض النسائية المتنوعة، كما تم إضافة فعالية الشقب النسائية تحت مظلة فعاليات الليوان ولأول مرة هذه السنة التي هدفت إلى إشراك الفئة النسائية بتوفير مكان خاص لهن للركوب والتعرف على الخيل العربية مع احترام العادات والتقاليد القطرية. ومن أهم الفعاليات فعالية الشقب وتشتمل أنشطة وفعاليات متنوعة مثل ركوب الخيل والعربات وكذلك العروض الثراثية، وفعالية "العزبة" وتحتوي على معدات القنّاص التي يحتاجها في القنص والصيد، لذلك تجد كل ما يخص الهجن والخرج وأدوات ركوب الهجن، كما تعكس بيت الشعر القديم لاستقبال الضيوف من الرجال، وتقديم فعاليات لتعليم الاطفال كيفية طرق شد الذلول بالطريقة الصحيحة للرجال والنساء، وتأتي فعالية "النصع" بهدف إحياء رياضة الآباء والأجداد، وتقدم فعالية "الريل" نموذجا مصغرا لمترو الريل ، وهو مخصص للعائلات. وتشارك فعالية "البراحة" لأول مرة هذه السنة في فعاليات درب الساعي، وذلك بعد تدشين وزارة الثقافة والرياضة لها مؤخرا بهدف ربط أهل قطر بماضيهم العريق، وتبرز قيم الترابط والتواصل والتعارف بين أفراد المجتمع القطري، إحياءً للماضي الأصيل بين الجيل الحالي وترسيخ هذه المعاني والقيم و الثقافة في أبناء الجيل القادم، وتوفير أجواء تراثية لكبار السن للترويح عنهم وخلق روح المبادرة لدى فئتي الأطفال والشباب مما يعزز ثقتهم ويربطهم بقيمتي الانجاز وحب الوطن. وتتيح فعاليات "المسرح الرئيسي" للجمهور متابعة نهائيات فعاليات القطاع التعليمي في درب الساعي وهي فعاليات الخطابة ومناظرات قطر وعرضة هل قطر، وعد القصيد، وإعلامي المستقبل، ولمراداه، والمسرح، وتتضمن أيضاً عروضاً مختلفة، وتشارك مؤسسة قطر بخيمة خاصة تضم عددًا من الجهات والمراكز التابعة لها، بهدف إزكاء مشاعر الوطنية . وتقدم فعالية قرية "مرور قطر" مشاركة متميزة بهدف تقديم التوعية المرورية للجمهور بشكل عام والأطفال بشكل خاص عبر سلسلة من الأنشطة التفاعلية، وتتنوع فعالية "الإدارة العامة للدفاع المدني" عبر مجموعة من الورش والمحاضرات والعروض الميدانية لشرح تدابير الأمن والسلامة والتعلم على استخدام الطفايات اليدوية في الحرائق. وإلى جانب فعاليات "الميز" حيث توفر سلسلة مطاعم وأكشاك بهدف دعم المشاريع الناشئة والريادية ويتم تعزيز ابداع الشباب القطري، فهناك أيضا فعالية "اللجنة العليا للمشاريع الإرث" وفيها أنشطة تفاعلية وجذابة لتعريف الجمهور بمشروعاتها، وفعالية "بنك التنمية" وتعرف الجيل الصاعد بطريقة ترفيهية تفاعلية مسلية عن ريادة الأعمال.. فيما تقدم فعالية "وزارة الدفاع" فعاليات وأنشطة بعروض عسكرية حية، وعروض كتيبة الموسيقى والنزول المظلي، وعروض القتال بالأيدي.. كما سيتضمن الجناح على آليات قديمة وحديثة وأجهزة محاكاة عسكرية بحرية وجوية، إضافة إلى معرض القوات المسلحة. وتعكس فعالية كلية الشرطة معاني الاعتزاز والولاء لسمو أمير البلاد المفدى، من خلال إظهار ملامح التكاتف الشعبي للمواطنين والمقيمين، وذلك من خلال تدريب النشء على الانضباط و الالتزام، وعمل رجال الأمن في حماية الناس من الخارجين على القانون وتعزيز مشاركتهم في المحافل الوطنية. وفي فعالية الاتحاد القطري لكرة القدم يتم تقديم مبادرة رياضية لتطوير العادات الصحية والتغيير لسلوك إيجابي للشباب القطري، وتعمل فعالية "مروج قطر" على تحقيق واقع مستدام لبيئة خضراء، مساهمة فاعلة في تنمية الوعي المجتمعي بأهمية الأمن الغذائي، ويلتقي الأطفال في "مكتبة العجائب" مع مجموعة من المستكشفين ، وتهدف إلى إثارة حافز البحث والاستكشاف لدى الطفل بشكل كوميدي ، وتشارك المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي بهدف احتواء مختلف شرائح المجتمع ضمن أنشطتها وفعالياتها، حيث تتنوع الأنشطة التي تستقطب الأطفال وتعزز عملية التفكير الذهني لديهم، كما تتواجد فقرات متعددة توعوية تثقيفية، بالإضافة إلى فقرة مسابقات تعليمية وترفيهية . ويستقبل درب الساعي الجمهور ابتداء من الساعة الثالثة عصر غد /السبت/ استعدادا للافتتاح، حيث تتواصل الفعاليات حتى 20 ديسمبر الجاري، على فترتين الصباحية من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثانية عشرة ظهراً، أما الفترة المسائية من الرابعة حتى العاشرة مساء طوال أيام الأسبوع، ما عدا أيام الجمعة ستبدأ من الثانية ظهراً حتى الحادية عشر مساءً, ويوم 18 ديسمبر من الثامنة صباحاً، وحتى الثانية عشر ظهراً، حيث سيتواجد الجمهور في الكورنيش خلال الفترة المسائية للاحتفال باليوم الوطني والمسير والألعاب النارية والمفاجآت الاخرى، فيما خصص يوم 13 ديسمبر للنساء فقط. وخصصت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني هذا العام مواقف خاصة للجمهور، ولذوي الاعاقة مقسمة بالتساوي على مختلف بوابات درب الساعي، كما تعاونت اللجنة المنظمة مع مركز تمكين ورعاية كبار السن (احسان) لتقديم خدمة العناية بكبار السن حيث وفر المركز متطوعين لمرافقة كبار السن، كما تم وضع نقاط تجمع للعمال لتنظيم عملية الخروج والدخول إلى الموقع مع تقديم كافة التسهيلات والخدمات، كما حرصت اللجنة على توفير الخدمات الطبية والإسعافية للجمهور، وتم تدريب المئات من المنظمين والمنظمات على التعامل مع الجمهور، وتسهيل حركة الزوار. يذكر أن تسمية درب الساعي بهذا الاسم تعود الى الطريق الذي استخدمه (المناديب) الذين ائتمنهم المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني "رحمه الله" على رسائله وتوجيهاته الداخلية والخارجية، وقد عُرف هؤلاء الرجال بالولاء والطاعة والشجاعة والفطنة للقيام بهذا الدور الحساس جداً في أصعب الأوقات، وما كان لهؤلاء (المناديب) الشجعان أن يؤدوا مهمتهم الخطيرة إلا على ظهور الهجن القطرية الاصيلة.;
مشاركة :