وزير الخارجية الروسي يؤكد أنه لا يمكن القبول بالتوتر الناجم عن الخطوات الأميركية في شبه الجزيرة الكورية والتصعيد في الخطابات العدوانية.العرب [نُشر في 2017/12/09، العدد: 10837، ص(5)]لن يتجاوزا مجرد التهديد فيينا - قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف الجمعة، إن الإدارة الأميركية أهدرت فرصة لخفض التوترات مع كوريا الشمالية بإرسال إشارات مختلطة عبر الوسطاء الروس. وأضاف لافروف، على هامش اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بالعاصمة النمساوية فيينا، أنه ناقش مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون ملف كوريا الشمالية وتداعياته على السلم العالمي. وأكد أنه لا يمكن القبول بالتوتر الناجم عن الخطوات الأميركية في شبه الجزيرة الكورية، والتصعيد في الخطابات العدوانية، في إشارة إلى المناورات المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. وجدد تمسك بلاده بتسوية سلمية لقضية شبه الجزيرة الكورية، وذلك عن طريق الوسائل السياسية والدبلوماسية. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية، أن أي خيارعسكري محتمل لتطورات الأحداث في شبه الجزيرة الكورية قد يؤدي إلى كارثة شاملة وينطوي على فشل المجتمع الدولي. وألقت تصريحات لافروف المزيد من الضوء على سياسة الولايات المتحدة تجاه البرنامجين النووي والصاروخي لكوريا الشمالية، التي تشوبها خلافات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون. وقال وزير الخارجية الروسي، إن واشنطن أبلغت موسكو أنها لا تخطط لإجراء تدريبات عسكرية بالقرب من الجزيرة الكورية حتى الربيع المقبل، إلا أنها تراجعت عن ذلك، مما جعل بوينغ يانغ تسارع إلى إطلاق صاروخ عابر للقارات ردّا على ذلك. ونقلت روسيا هذا لبيونغ يانغ، معتقدة أن الولايات المتحدة مستعدة “لبدء تهيئة الظروف لحوار” في حال بقيت كوريا الشمالية هادئة،غير أنه بعدما نُقلت الرسالة، أعلنت الولايات المتحدة عن إجراء تدريبات عسكرية في مناسبتين. وأضاف “لقد تصرفت الولايات المتحدة كما لو أنها تريد الاستفزاز، وقد كان، والآن أيضا، من الصعب تهيئة الظروف لاستئناف الحوار”. وفي أواخر سبتمبر الماضي، قال تيلرسون علانية، إنه يجس النبض بحثا عن فرصة لإجراء محادثات، لكن الرئيس الأميركي ردّ بعد يوم، “إنه يضيع وقته”. وكشف الوزير الروسي أن كوريا الشمالية تسعى للحصول على ضمانات أمنية قبل بدء المحادثات بشأن برنامج الأسلحة النووية والبرامج الصاروخية. وبدأت الولايات المتحدة، الاثنين، تدريبات عسكرية مشتركة مع كوريا الجنوبية، تمتد على خمسة أيام، حيث ركز الجانبان على محاكاة الضربات الجوية الدقيقة للأهداف النووية والصاروخية الكورية الشمالية الوهمية والقاذفات المتحركة للصواريخ. وشملت التدريبات أكثر من 230 طائرة حربية من الجانبين، بما في ذلك طائرات متمركزة في الخارج وتشمل ست طائرات من طراز “إف22” رابتورس، وست طائرات من طراز “إف35”، حيث أنه من غير المعتاد أن تقوم واشنطن بنشر مثل هذه الطائرات المتقدمة في البلاد. وأدانت صحيفة “رودونغ” الناطقة باسم الحزب الحاكم، التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، متهمة الطرفين ” بالسعي إلى الحرب”. وكتبت الصحيفة “إنه استفزاز مفتوح ضد كوريا الشمالية يمكن أن يؤدي إلى حرب نووية في أي لحظة”. وأضافت أن “الولايات المتحدة ودميتها كوريا الجنوبية اللتين تنزعان إلى الحرب سيكون عليهما أن تبقيا في ذهنيهما أن تدريباتهما العسكرية التي تستهدف كوريا الشمالية ستكون عملا على القدر نفسه من الجنون لتدمير ذاتي”.
مشاركة :