مأرب (اليمن) ـ يواصل الحوثيون لليوم الثالث على التوالي حجب مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة الفورية، في اليمن، بعد أيام من مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، برصاص الميليشيا. ولا يقتصر الحجب على المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين فقط، بل يطال كل محافظات البلاد. وقال مسؤول في فرع المؤسسة العامة للاتصالات الخاضعة للحوثيين بمحافظة مأرب إن الجماعة تحاول منذ مساء الأربعاء الماضي اختراق تطبيقات التراسل الفوري من أجل مراقبتها. وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن التركيز يتم بشكل كبير على تطبيق "واتس آب"، حيث تجري عدة محاولات لاختراقه عبر المخدمات المركزية للمؤسسة في العاصمة صنعاء، الأمر الذي تسبب أيضا في ضعف سرعة الانترنت. ولجأ متصفحون إلى تبادل معلومات حول كسر الحجب عبر التطبيقات الوسيطة (البروكسي) التي تسمح بتصفح بعض المواقع المحجوبة. وقال الصحفي اليمني علي العقيلي إنه "بعد قتل مليشيا الحوثي لصالح وجدت نفسها أمام عداء حقيقي لكافة مكونات المجتمع اليمني حتى تلك التي كانت على خلاف وعداء مع الرئيس السابق". وأضاف العقيلي أن ذلك "هو ما دفع الميليشيا إلى حجب وسائل التواصل الاجتماعي باعتقادها أنها ستنجح في إسكات أصوات نشطاء التواصل الذين ثاروا ضدها بشكل اشبه بالإجماع". وأشار إلى أن جماعة الحوثي "تحاول إيقاف فيضان المنشورات المعادية التي انهالت عليها بشكل غير متوقع بعد قتلها لصالح". ولم يصدر أي تعليق من المؤسسة العامة للاتصالات الخاضعة للحوثيين حول بطء الانترنت وحجب المواقع، كما لم يتسن الحصول على تعليق فوري من الجماعة حول الأمر. وميدانيا أعلن مصدر عسكري في الجيش اليمني السبت، مقتل العشرات من الحوثيين بست غارات جوية استهدفت إحدى ثكناتهم المهمة، شرقي العاصمة صنعاء. وأوضح صالح القطيبي، نائب مدير المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية أن "طيران التحالف شن مساء الجمعة ست غارات جوية على مدرسة الفوز في منطقة مسورة بمديرية نهم (40 كم صنعاء). وأضاف أن "هذه الغارات أدت إلى مقتل العشرات من الحوثيين في المدرسة التي اتخذوها ثكنة عسكرية مهمة لهم"، دون ذكر رقم دقيق لذلك. وحول الاشتباكات الدائرة في المديرية بين الجيش والحوثيين، ذكر القطيبي أن "الهدوء الحذر يسود مناطق المديرية". ولم يتسن أخذ تعليق من قبل الحوثيين حول ما أفاد به القطيبي. ويشهد اليمن حربا عنيفة منذ حوالي ثلاثة أعوام بين قوات الجيش اليمني ومسلحي جماعة الحوثي، خلفت أوضاعا إنسانية صعبة، وأدت لنزوح ثلاثة ملايين مواطن، عاد منهم الثلث إلى منازلهم. ومنذ 26 مارس/ آذار 2015، تقود السعودية تحالفاً عربياً ضد مسلحي "الحوثي، تقول الرياض، إنه "جاء تلبية لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لإنهاء الانقلاب وعودة الشرعية في بلاده.
مشاركة :