حمزة عليان| قصة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي ــــ مؤثّرة وذات دلالة خاصة في وقتنا الحاضر، وما تشهده المنطقة من تقاتل وتجييش طائفي، يهدفان إلى إظهار معنى «المواطنة» في بلد، مثل سوريا ــــ تقول، وننشرها هنا بتصرّف: إن فارس الخوري السياسي المفكر السوري المولود عام 1873، في قرية الكفير وهي من قرى قضاء حاصبيا اللبناني حالياً، كان من الطائفة المسيحية، ويشغل منصب رئيس وزراء سوريا عام 1944، وفي الوقت نفسه وزيراً للأوقاف والشؤون الإسلامية! اعترض عليه البعض، وليخرج نائب الكتلة الإسلامية في المجلس آنذاك عبدالحميد طباع، متصدياً لهم، قائلاً: إننا نؤمّن فارس بك الخوري على أوقافنا أكثر مما نؤمّن أنفسنا. أحد الأيام أبلغه الجنرال غورو أن فرنسا جاءت إلى سوريا لحماية مسيحيي الشرق، فما كان منه إلا أن قصد الجامع الأموي في يوم جمعة، وصعد إلى منبره وقال: إن كانت فرنسا تدّعي أنها احتلت سوريا لحمايتنا نحن ـــ المسيحيين ــــ من المسلمين، فأنا كمسيحي من هذا المنبر أشهد أن لا إله إلا الله. فأقبل عليه مصلو الجامع الأموي وحملوه على الأكتاف، وخرجوا به إلى أحياء دمشق القديمة، في مشهد وطني تذكرته دمشق طويلاً، وخرج أهالي دمشق المسيحيون يومها في تظاهرات حاشدة، ملأت دمشق وهم يهتفون لا إله إلا الله. لم يكونوا مسلمين ولا مسيحيين، ولكن كانوا.. أبناء وطن واحد.
مشاركة :