أرادوا برياضتنا كيداً..

  • 12/10/2017
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

.. وأخيراً، انقشعت سحابة الظلام التي غطّت سماء الرياضة الكويتية لأكثر من عامين، كنّا فيها نجتر الألم والحسرة على شبابنا، الذين كانوا يعانون من الإحباط واليأس، بعد ان أغلقوا أمام وجوههم كل طموح وتطلع الى خدمة وطن ومجتمع؛ لم يتأخّر في يوم من الأيام عن تحقيق الفرحة لهم. انفرجت أزمة الإيقاف المفتعلة بفضل من رب العباد، وسعي مخلص ودؤوب من سمو أمير البلاد على كل صعيد، من اجل بلوغ الغاية التي انتظرناها جميعا، والتي تحقّقت بكل الجهود المخلصة من أبناء الكويت المخلصين الذين سعوا لرفع الظلم عن وطنهم وشبابهم الواعد، فما بعد العسر إلا اليسر، قال تعالى: «إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب»، وقال سبحانه: «وبشر الصابرين».. نعم، كان الصبر ملاذنا طوال الفترة الماضية، وكنا على قناعة بأن الله سيحق الحق لعباده، ويفرج عن رياضتنا التي اختطفت بإيقاف مدبّر، انكشف زيف كل اباطيله التي ادعاها نَفَر من أبناء ــــ بطنها ـــــ وللأسف، وهم الذين أرادوا لرياضتنا كيدا فكانوا هم الأخسرين، فما عساهم ان يقولوا اليوم، بعد ان حصحص حق الكويت امامهم، ثم تبينت لهم الخيوط البيضاء من السوداء ليقولوا كلمة الحق؟! فما يصح الا الصحيح والزبد يذهب جفاء. لم تكن مسألة تضارب القوانين الكويتية مع ما أسموه الميثاق الدولي لــ «الفيفا» سببا في ذلك الايقاف الجائر الذي سعى اليه بادعاء باطل ممزوج بالمناداة بعودتهم الى المكان الذي فقدوه، كشرط لرفع الإيقاف، وكلها لم تكن الا من نسج خيالهم؛ بدليل ما قاله رئيس «الفيفا» ان رفع الإيقاف جاء من دون اي شروط، فأين تلك الادعاءات والتباكي على «سالفة» القوانين وبقية ما كانوا يريدونه بعودتهم الى كراسيهم؟ وهم يَرَوْن اليوم ان القانون الجديد جاء نسخة من سابقه مع بعض «الرتوش» التي لا تكاد تُذكر بالصياغة القانونية. انتصار «الفيفا» للكويت ورفع الإيقاف لم يكونا إلا انتصاراً للحق الكويتي وللمبادئ التي عملت عليها البلاد منذ انضمامها الى الاتحاد الدولي عام ١٩٦٤ والتي جسّدت عمق العلاقة بين الكويت والاتحاد الدولي طوال اكثر من ستين عاما، كانت خلالها الفرق الرياضية حاضرة في المناسبات الرياضية الدولية تحت راية علم الكويت وخلفه كوكبة من شبابها الرياضي الذين رفعوا راية وطنهم بالمراكز المتقدمة بين دول العالم. وإذا كانت الفرحة تغمر كل النفوس المخلصة في رفع الإيقاف وعودة كرتنا الى المحافل التي يجب ان تكون فيها بين دول العالم فإن المهمة الكبرى قد بدأت، وهي على عاتق اتحاد الكرة والاندية على السواء، من خلال العمل المخلص والبعيد عن كل الغايات غير التي تهدف الى بناء منتخبات كروية قادرة على اعادة ما فقدناه من عصرنا الذهبي بنجومه السابقين الذين صنعوا للكويت تاريخا لا يزال بالذاكرة، علينا ان نحسن الاختيار بالاجهزة الفنية والإدارية، ونعمل بمبدأ الثواب والعقاب بعيدا عن المجاملات والتخبّطات في مفهوم الرجل المناسب في المكان المناسب التي كان التخبّط فيها عاملا أوليا بتأخرنا عن ركب من سبقونا في الميدان الكروي، في حين جلسنا نحن نتبادل الاتهامات ونلوم بعضنا بوسائل الاعلام المختلفة ونبكي على مجد كروي أضعناه بأيدينا مع سبق الإصرار، وربما من دون وعي، الأمل كبير في اشراقة كروية مبهرة لكرتنا، وهذه تتطلب عطاءات وجهوداً أتمنى ان نكون في مستوى تحدياتها، فإما الانتصار عليها وإما نبقى على «طمام المرحوم»، وهذا ما لا نتمناه ولا ننتظره. ● نغزة: يقول سيدنا علي بن ابي طالب (رضي الله عنه): «اللهم أعني على أصدقائي، اما أعدائي فأنا الكفيل بهم»، فكم من ابناء الكويت تعاني من سلوكهم بلادهم.. أضروها أكثر مما نفعوها. قالوا من زمان: الناس معادن وعليكم معرفة معادن الرجال بعد الذي تعرّضت له رياضتنا.. طال عمرك.يوسف الشهاب

مشاركة :