يعتبر مرض التصلب الجانبي الضموري من المشاكل المرضية العصبية سريعة التفاقم، وهذا المرض يصيب حوالي 13 ألف شخص في الولايات المتحدة وحدها، ولم تفلح محاولات العلاج للتخلص من هذا المرض، ولكن دراسة جديدة بثت الأمل في نفوس الكثيرين، من خلال محاولات تطوير علاج يساعد على الوقاية من الإصابة بهذا المرض، حيث نجح باحثون أمريكيون في التوصل إلى طريقة جديدة تعوق تكتل البروتين في الخلايا العصبية المسؤولة عن الحركة، مما يمنع تنكس هذه الخلايا، وهذا التنكس هو الذي يسبب أعراض المرض، المتمثلة في ضعف العضلات وفقدان التحكم في العضلات الإرادية، وتبدأ أعراض هذا المرض بالصعوبة في الكلام والبلع وحدوث تشنجات وتيبس العضلات، ووهن عضلات الساقين والذراعين، ثم تتطور الحالة بسرعة إلى فقدان تام للسيطرة على العضلات الإرادية مع صعوبة التنفس.صدر عن المعهد الوطني للاضطرابات العصبية بأمريكا بيان يوضح ظهور حوالي 91% إلى 96% من حالات التصلب الجانبي الضموري بصورة مفاجئة، دون ظهور عوامل واضحة للإصابة بهذا المرض، وفي الحالات المتبقية من المرضى تعد من الحالات الوراثية، وتحدث 22% منها نتيجة طفرات بأحد الجينات والذي يسبب تكتل البروتين وتسمم العصبونات الحركية، وأشار بعض العلماء إلى سمية تكتل البروتين بسبب هذا الجين، وبذل الباحثون مجهوداً كبيراً لمعرفة الطريقة التي تؤدي إلى استقرار الطفرة الجينية، حتى يتم منع حدوث هذا المرض، من خلال استعمال نماذج الحاسوب لاختبار سلسلة من التعديلات على هذا الجين، وذلك من أجل التوصل إلى ما يحفز هذا الجين أو يوقف تكتل البروتين.توصل الباحثون إلى أن إضافة مجموعة الفوفسفات لبروتينات هذا الجين يساعد في استقراره، وطور الباحثون طفرة جينية وإخضاعها لعملية الفسفرة بالعصبونات الحركية، وتبين من الفحص أن هذه الطريقة أدت إلى استقرار بروتينات هذا الجين ومنع تكتلها، وهو ما يقي من حدوث تنكس هذه العصبونات، وانتهت الدراسة إلى أن النتائج سوف تساعد في إيجاد استراتيجية دوائية لفسفرة الطفرة الجينية، ومن ثم الوقاية ومنع الإصابة بهذا المرض، ويفيد العلاج كذلك في الحالات الأخرى، لأن تكتل البروتينات السامة توجد أيضاً لدى المرضى من غير أصحاب الطفرات الوراثية بهذا الجين.
مشاركة :