طالب رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، أمس، بإجراء تحقيق بشأن ظهور فيديو لقائد ميليشيات «عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي، في جولة بمناطق حدودية لبنانية. وقال المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة في بيان: «تبين أن الفيديو جرى تصويره قبل ستة أيام، وهو يشكل مخالفة موصوفة للقوانين اللبنانية». وأضاف المكتب أن الأمر استدعى «قيام رئيس الحكومة، سعد الحريري، باتصالات مع القيادات العسكرية والأمنية المعنية، لإجراء التحقيقات اللازمة واتخاذ الإجراءات التي تحول دون قيام أي جهة أو شخص بأي أنشطة ذات طابع عسكري على الأراضي اللبنانية، ودون حصول أعمال غير شرعية على صورة ما جاء في الفيديو، ومنع الشخص المذكور من الدخول إلى لبنان». وجاءت هذه الخطوة بعد تداول فيديو بمواقع التواصل الاجتماعي، يظهر قائد ميليشيات «عصائب أهل الحق» التي تنتمي إلى «الحشد الشعبي»، قيس الخزعلي، أثناء تجوله بزيه العسكري، مع عناصر في ميليشيات «حزب الله» على الحدود مع إسرائيل. وبثت قناة «العهد»، التابعة لـ«عصائب أهل الحق»، شريطاً مصوراً يُظهر زعيمها قيس الخزعلي يقوم بجولة استطلاعية عند الحدود اللبنانية الجنوبية، ويقف عند «بوابة فاطمة» برفقة قياديين من «حزب الله». وكان للخزعلي تصريح من هناك أعلن فيه أن «المقاومة الإسلامية جاهزة لتلبية نداء الإسلام، والتمهيد لدولة العدل الإلهي دولة صاحب الزمان». وأثار الفيديو استياء اللبنانيين الذين فوجئوا بالخزعلي مستعرضاً «قواه» عند الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، إذ قال: «نحن هنا مع حزب الله نعلن جهوزيتنا التامة للوقوف صفاً واحداً مع الشعب اللبناني والقضية الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي». وإن كان هذا الإعلان من جنوب لبنان على الأقل، حتى الآن، مجرد وقفة تضامنية، إلا أنه اعتبر من قبل عدد من اللبنانيين تخطياً واضحاً لـ«الدولة» في لبنان، ولعل الأخطر من ذلك «توقيته». كما أنه اعتُبر مؤشراً خطراً لخطوات «إذا حصلت» واتخذها «حزب الله» في الجنوب اللبناني ستكون نتائجها «تدميرية» على لبنان، ولعل ما حصل في عام 2006 خلال حرب يوليو، التي دمرت فيها إسرائيل مناطق بأسرها، ليس ببعيد.
مشاركة :