عون يبلغ أردوغان حضوره قمة إسطنبول

  • 12/10/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يشهد لبنان اليوم وغداً تحرّكين احتجاجيين على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها. الأوّل اليوم ويتمثَّل بمسيرة إلى السفارة الأميركية في عوكر بدعوة من «الأحزاب والقوى الوطنية» والثاني غداً ينظّمه «حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية. ومواكبة لهذين التحرّكين أصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بياناً دعت فيه «جميع المتظاهرين والمعتصمين المتضامنين مع القضية الفلسطينية، إلى عدم التعرض بأي شكل من الأشكال لأمن المواطنين والأملاك العامة والخاصة والمصالح الأجنبية والبعثات الديبلوماسية، والتزام القوانين والأنظمة التي ترعى حرية التعبير والحفاظ على السلامة العامة». وتلقى الرئيس اللبناني ميشال عون أمس، اتصالاً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أطلعه «على الأسباب التي دفعته إلى الدعوة إلى إنعقاد مؤتمر قمة استثنائي للدول الإسلامية بصفته رئيساً لمنظمة الدول الإسلامية لعرض الوضع المستجد في القدس، بعد إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل». وتمنى أردوغان على الرئيس عون «المشاركة في القمة التي ستعقد الأربعاء المقبل في إسطنبول». وتم «خلال الاتصال عرض ردود الفعل الإقليمية والدولية على القرار الأميركي»، وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية. وأكد عون لنظيره التركي أنه «سيحضر القمة ويلقي كلمة تعبِّر عن موقف لبنان رئيساً وشعباً»، لافتاً إلى أنه «أكد دائماً وفي كل المحافل الإقليمية والدولية دعم لبنان للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية مقدسة، واليوم أكثر من أي وقت مضى، لا بد من التضامن مع الشعب الفلسطيني ومع القدس التي تحتضن معالم الأديان السماوية». وكان رئيس «كتلة المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة أكد خلال ندوة في مركز «بيال» للمعارض أن «لا عرب ولا عروبة من دون القدس ولا سلام من دون القدس، نحن في زمن خطر يبلغ ذروته الآن وينبغي أن نكون جميعاً على قدر المسؤولية»، داعياً إلى «العمل من أجل استعادة التوازن الإستراتيجي في المنطقة». وأشار إلى أن «هذا يحتاج منا إلى أن نحرص على ألا تنكسر إرادتنا وأن نتضامن جميعاً، عرباً مسيحيين ومسلمين». واعتبر أن «إسرائيل عرفت كيف تستميل وتنال دعم الولايات المتحدة عن طريق الرئيس ترامب، والتحدي الكبير بالنسبة إلينا هو أن نعرف كيف نحصل على الدعم الكامل من العالم العربي والدعم من بقية الأعضاء الدائمين وغير الدائمين في مجلس الأمن الدولي». ورأى أن «قرار ترامب الانفرادي المخالف للقرارات الدولية ذات الصلة والمهدد لعملية السلام في الشرق الأوسط برمتها، شديد الخطورة». وشدد الوزير السابق ألبير منصور في حديث الى «صوت لبنان» على «أهمية توحيد الموقف ضد القرار الأميركي». ودعا «مصر إلى لعب دورها المحوري». وحذر من «مخطط لإقامة دولة فلسطينية في سيناء». واستبعد «أي حرب بين لبنان وإسرائيل في هذه المرحلة». وشدد على أن «اعتماد مبدأ النأي بالنفس فيه استصغار للدور الذي يمكن أن يلعبه لبنان في إفشال المشروع الإسرائيلي في المنطقة». وقال رئيس الجامعة الأميركية في بيروت فضلو خوري، في رسالة إلى أسرة الجامعة في ما يتعلق بقضية القدس إن «الرئيس ترامب جعل مهمتنا بإنشاء قادة مفكّرين ومعتدلين ومتقبّلين أكثر صعوبة عندما اعترف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، مقوّضاً الجهود الأميركية لقيادة السلام في الشرق الأوسط في شكل فعّال». وذكر بأنه «في تموز(يوليو) الماضي أشاد بالعلاقات الأميركية اللبنانية وكان يقف إلى جانبه رئيس الوزراء سعد الحريري، وأثنى الرئيس ترامب على لبنان «المناصر للاستقرار» في منطقة مضطربة. وأشار إلى الجامعة الأميركية في بيروت ومهمتنا المستمرة منذ 150 عاماً «لتثقيف أجيال من القادة» بالدعم الأميركي». وأكد خوري أنه «منذ إنشاء الجامعة عام 1866 لتمكين الشعوب العربية بالتعليم وحرية الفكر والتعبير، دأبت على تأييد حق تقرير المصير لسكان هذه المنطقة»، مشدداً على أن «الالتزام بفلسطين هو واحدة من السمات المميزة للجامعة. ففيها صاغ المؤرخ الدكتور قسطنطين زريق مصطلح نكبة (كارثة) عام 1948. وفي الجامعة تشكّل الفكر السياسي والأدبي الفلسطيني بدرجة كبيرة». وقال: «هنا علّمنا العديد من الشخصيات الفلسطينية الأكثر تأثيراً، وسنواصل القيام بذلك. وهذا الأسبوع فُجعنا برحيل إحدى هذه الشخصيات، خريجنا وعضو مجلس أمنائنا عبد المحسن القطان. وهو، مثل آخرين كُثُر، حلم بفلسطين مزدهرة ومستقلة يمكن أن تتحقّق عن طريق العقلانية، والتعليم، والعمل الجاد». وأضاف: «نتّفق مع الرئيس ترامب على أن من الحماقة تكرار أخطاء الماضي. ولكن لا يسعنا الموافقة معه على أن حق إسرائيل في تحديد عاصمتها هو شرط ضروري لتحقيق السلام فيما يُمنع هذا الحق ذاته عن شعب فلسطين». ورأى أن «هذا لا يتّفق مع القِيَم الأساسية الأميركية للعدالة بالمساواة للجميع»، وقال: «نخشى أنه سيُبعدنا عن هدف الجامعة الأميركية في بيروت بأن تكون لشعوب المنطقة الحياة وتكون حياة أفضل. كرئيس للجامعة الأميركية في بيروت، أتبنّى هذه المبادئ الشاملة وأكرر مطالبة سَلَفي بشكل أفضل من المواطنة والحكم، ينبثق من المبادرة والإرادة الحرّتين للشعوب نفسها».

مشاركة :