نظّمت أكاديمية الحوار للتدريب مؤخراً دورة لتدريب 53 معلماً ومشرفاً على برنامج الحوار الفكري، قدمها د. عيسى بن ناصر الدريبي، بمقر مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني. وتهدف الحقيبة إلى تنمـية قـدرات المعلمين والمشرفين المشاركين في الوقاية من التطـرف من الناحية المعـرفية والمهارية والوجدانية، وإكسابهم مهارات الحوار الحضاري، من خلال تعزيز مبادئ الوسطية والتعايش وترسيخ القيم الإنسانية، والاعتزاز بالهوية والانتماء الوطني، وتكوين اتجاهات إيجابية نحو تقبل الآخر، والتعاون مع الأطياف الأخرى بفكر حضاري يحقق التلاحم الوطني والأمن الفكري. وركّز البرنامج على عدد من المحاور، منها تعريف التطرف بجانب بعض المفاهيم الأخرى ذات العلاقة، واستنباط موقف المنهج الإسلامي منه، إضافة إلى تحليل مكوناته وأسباب نشوئه، والتعرف على أضراره وأخطاره، وبيان خصائص ومهارات التفكير الناقد، إضافة إلى تثمين دور المملكة الريادي في الحد من التطرف، واقتراح طرق فعالة للوقاية منه. وأكد عدد من المستفيدين من هذا البرنامج أنه خطوة في الاتجاه الصحيح للوقاية من الفكر المنحرف، إضافة إلى المساهمة في تحقيق التعايش المجتمعي والتلاحم الوطني وتعزيز، موضحين أنهم استفادوا منها كثيرا واكتسبوا مهارات مميزة تمكّنهم من التعامل مع الطلاب الذين سيشكلون فيما بعد مستقبل الأمة، وهو ما يحتم علينا تحصينهم بالحوار ليكونوا منتبهين لما حولهم. الجدير بالذكر أن برنامج الحوار الفكري هو أحد المسارات التدريبية التي تبنتها أكاديمية الحوار إيماناً منها بأن الأمن الفكري يشكّل ركيزة مهمة لتهيئة أرضية راسخة تستوعب التسامح المُفضي إلى التعايش الإنساني، انطلاقا من تنوع المجتمع السعودي الذي يعتز بتلاحمه الوطني. ويهدف برنامج الحوار الفكري إلى التوعية والوقاية الفكرية من التطرف، وتعزيز وترسخ مفهوم التلاحم الوطني والتعايش والتنوع المجتمعي.
مشاركة :