صحيفة المرصد: أثارت لوحة “سلفاتور موندي” للفنان العالمي ليوناردو دا دافنشي، التي اعتبرت أغلى لوحة في العالم العديد من التساؤلات عن معني اسم اللوحة وسبب رسمها وذلك بعد أن اشترتها هيئة الثقافة والسياحة في أبوظبي بمبلغ 450 مليون دولار . معنى اسم اللوحة وتعني كلمة سلفاتور موندي باللاتينية القديمة، مُخلِّص العالم Savior of the World وهو موضوع اللوحة التي تصوّر المسيح كما رسمه دافنشي مطلع القرن السادس عشر الميلادي، وهو يرتدي لباساً من عصور النهضة، جالساً ورافعاً يده اليمنى في وضعية منح البركة، حيث يبدو أصبعان مرفوعان لأعلى هما السبابة والوسطى، في حين يحمل في يده اليسرى مفتوحة كرة من الكريستال البلوري ترمز إلى الكون والسماء.وفقاً لـ “العربية” ترميم ولفترة طويلة ظلت اللوحة الأصيلة التي رسمها دافنشي غير محددة، إلى أن تم اكتشافها وأعيد عرضها في العام 2011 في المعرض الوطني بلندن، بعد أن خضعت لعملية ترميم، ضمن معرض ضخم لأعمال الفنان دافنشي. وفي 15 نوفمبر من هذا العام عرضت اللوحة في مزاد من قبل كريستيز في نيويورك حيث اشترتها أبوظبي، مقابل 450.3 مليون دولار، وهو مبلغ ضخم. البداية رسمت اللوحة بين عامي 1506 و1516 لأجل الملك لويس الثاني عشر ملك فرنسا وآن بريتاني التي كانت حاكمة ودوقة بريتاني والملكة القرينة لفرنسا، وقد كانت ضمن المجموعة الفنية التي يملكها تشارلز الأول ملك إنجلترا في القرن السابع عشر. أما وصول اللوحة إلى إنجلترا فيرجح إلى أن ذلك حصل مع الفرنسية هنريتا ماريا عندما تزوجت من تشارلز الأول ملك إنجلترا في عام 1625، وأصبحت ملكة إنجلترا واسكتلندا وإيرلندا بهذا الزواج، وهي ابنة هنري الرابع ملك فرنسا وشقيقة لويس الثالث عشر. في غرفة الملكة ظلت اللوحة في غرفة الملكة هنريتا ماريا في إنجلترا، وقد قام الفنان وينسيسلاوس هولار بعمل نسخة منها ظهرت في عام 1650، وفي عام 1649 كان تشارلز الأول قد أعدم في نهاية الحرب الأهلية الإنجليزية وقد تم إدراج اللوحة الأصيلة ضمن مجرودات المجموعة الملكية . بيعت ممتلكات تشارلز تحت إشراف حكومة الكومنولث الإنجليزي، وفي عام 1651 تم بيع اللوحة لتسوية الديون، لكن أعيدت إلى تشارلز الثاني في عام 1660 وكانت ضمن مقتنيات قصر وايت هول في عام 1666م. من ثم ورثها جيمس الثاني ثم بيعت ببيع اللوحة في مزاد عام 1763 إلى جانب الأعمال الفنية الأخرى من بيت باكنغهام. اختفاء اللوحة وظهورها اختفت اللوحة بعد ذلك إلى أن اشتراها جامع اللوحات البريطاني، فرانسيس كوك، وهو نبيل وأحد أغنياء إنجلترا، وذلك في عام 1900، وقد ضمها لمجموعاته الفنية في دوتي هاوس في ريتشموند. بمرور السنين فقد تعرضت اللوحة للتضرر، ما أدى إلى صيانتها من قبل تلامذة دافنشي وأخيرا السير فرانسيس كوك، البارونيت الرابع، وهو حفيد فرانسيس الأول، الذي قام ببيعها بعد ذلك في مزاد عام 1958 بمبلغ 45 جنيها استرلينيا، وقد بيعت على أنها عمل لتلميذ دافنشي، جيوفاني أنطونيو بولترافيو، الذي ظلت اللوحة تعزى إليه حتى عام 2011. الرحلة قبل الأخيرة في عام 2005 لم تحقق اللوحة سوى 10 آلاف دولار في مزاد في نيو أورليانز من قبل مجموعة من تجار الفن من ضمنهم روبرت سيمون. وفي مايو 2013 قام الملياردير الروسي دميتري ريبولوفليف، الذي يعد أحد أغنى 20 شخصية روسية وفقا لفوربس، بشراء اللوحة مقابل 127.5 مليون دولار، من تاجر اللوحات الفنية السويسري إيفا بوفييه . وقبل أن تباع في المزاد الأخير بنيويورك فقد عرضت اللوحة خلال 2017 في هونغ كونغ ولندن وسان فرانسيسكو ومن ثم نيويورك، قبل أن تتخذ طريقها باتجاه أبوظبي.
مشاركة :