أعلن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش الأحد أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يمكن إن يعيق الجهود الأميركية للتوصل لاتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وتتعارض تصريحات غوتيريش مع ما قالته سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي بأن الخطوة ستدفع السلام “إلى الأمام”. وأدى القرار الأميركي الجديد، الذي تعرض لانتقادات دولية وعربية حادة باعتباره يقوض فرص السلام في الشرق الأوسط، إلى غضب ومظاهرات متزايدة في المنطقة خلال الأيام الأخيرة. ورحب غوتيريش لمحطة “سي إن إن” بلقاء صهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر مع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين في مسعى للتوصل لاتفاق سلام جديد بعد سنوات من تعثر المفاوضات. وقال غوتيريش “لا أقول أن ذلك سيحدث، لكن كان هناك أمل ممكن بالتوصل في النهاية لانهاء النزاع المروع بين إسرائيل والفلسطينيين”. وتابع أن “القرار الذي تم اتخاذه الأربعاء يمكن إن يقوض هذه الجهود”. لكن هايلي قالت أن هذه المخاوف مبالغ بها. وصرحت لمحطة “سي إن إن” أن ترامب هو أول رئيس أميركي يتحلى بـ”الشجاعة” لاتخاذ خطوة يدعمها العديد من الأميركيين وغيرهم في العالم. ولدى سؤالها بشكل متكرر حول كيف سيساعد القرار في عملية السلام، قالت هايلي إنه سيبسط المفاوضات بين الطرفين، وأضافت “الآن سيكون عليهم الاجتماع واتخاذ قرار حول كيف ستبدو الحدود (…) وكيف يريدون ان تكون القدس، والمضي قدما” وتابعت “كل ما فعناه هو القول +هذا ليس شيئا سنسمح بحدوثه اثناء المفاوضات بينكما+”. لكن معارضي القرار يرون أنه سيحدث اثرا معاكسا تماما. اذ تلتزم السياسية الأميركية منذ عقود بموقف يقوم على ترك الوضع الحساس للقدس، التي يطالب بها الاسرائيليون والفلسطينيون عاصمة لهم للمرحلة الأخيرة من مفاوضات السلام وليس استبعاده منها منذ البداية. وعملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين متعثرة منذ العام 2014. واندلعت احتجاجات، عنيفة أحيانا، في ارجاء المنطقة وعدة بلدان إسلامية أخرى منذ إعلان القرار الأميركي الصادم الأربعاء. ومذاك، قتل فلسطينيان في قطاع غزة في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية الجمعة، فيما قتل اثنان اخران في غارات جوية للدولة العبرية ردا على صواريخ اطلقت من القطاع نفسه. وفي بيروت، أطلقت قوات الأمن اللبنانية الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريف متظاهرين تظاهروا قرب السفارة الأميركية.
مشاركة :