كشف باحث في التاريخ أن أهل المدينة المنورة لم يعهدوا قبل حكم الملك عبد العزيز، حكاما يخاطبونهم بلهجة صادقة وبساطة، وحب لهم ولمدينتهم. واستعرض محمد بن صالح البليهشي في محاضرته أول من أمس بنادي المدينة المنورة (وقفات مع رسالة الملك عبد العزيز إلى أهل المدينة) جوانب من رسالة المؤسس -يرحمه الله- إلى أهالي المدينة المنورة التي بعثها في الـ 10 من ربيع الثاني 1346. واعتبر البليهشي تلك الرسالة وثيقة تاريخية كان لها أثرها الكبير فيهم حاضرة وبادية، وقد حمد المواطنون في طيبة الطيبة للملك عبدالعزيز-يرحمه الله- حرصه وتوجيهه بهذا الأسلوب الذي لم يعهدوه من قبل، كما حمدوا تمسكه بأوامر الشرع، وتأكيده على واليه الجديد على المدينة بتنفيذ شرع الله وتحديد صلاحياته بهذه الدقة في كل صغيرة وكبيرة، وقد عرفوا من خلال ذلك أن جميع المظالم والشكاوى سوف تجد الأذن الصاغية من الملك عبدالعزيز والإنصاف. وأضاف البليهشي في المحاضرة التي أدارها فهد السليمي أن أهل المدينة أدركوا عبر تلك الرسائل أنهم أمام ملك يعرف أقدار الرجال ويقدر مدينتهم العظيمة مأرز الإيمان ومنطلق الرسالة. وأدركوا كذلك أنهم أمام ملك قوي يمتاز بالعبقرية والديموقراطية وبعد النظر والحرص على مصالح العباد والبلاد، ويمتاز كذلك بالبساطة في خطاباته والشمولية في معالجة القضايا والإدراك لأمراض المجتمع وكيفية التعامل معها، وهو ابن الصحراء الخبير بقضاياها ويعرف لغتها ويجيد سياسة مجتمعاتها بفراسة وقوة وشفافية. وأكد البليهشي أن المدينة المنورة حفظت للملك عبدالعزيز رفقه بها حين سلمت المدينة إلى عهدها الجديد؛ حيث طمأن أهل المدينة بحفظ أموالهم ورعايتهم. وحفظت له كذلك كثرة زيارته لها وخدمتها وتعهدها بعدد من المشاريع بينها التوسعة الأولى للمسجد النبوي الشريف. وحفظ التاريخ للملك عبدالعزيز – يرحمه الله - مواقفه لهذه المدينة العظيمة. وقال رئيس نادي المدينة المنورة الدكتور عبدالله عسيلان في مداخلته إن مسيرة الملك عبدالعزيز كانت مثار إعجاب ودهشة كل من عرفه وكتب عن تاريخه مضيفا أن الكثير وقف أمامه وقفة إكبار وتقدير لما عرفوه عنه من تضحية وتقوى وصدق وكرم وعلم ومعرفة وحكمة وحرص على مصالح شعبه خاصة وأمته.
مشاركة :