يلف الغموض مصير مئات العسكريين العراقيين الذين يشك في أن مسلحي «داعش» تمكنوا من أسرهم في بلدة الصقلاوية، غرب بغداد، بعد يوم من إعلان الجيش تطهير المنطقة وفك الحصار عن الوحدات العسكرية المحاصرة فيها. لكن أحد شيوخ العشائر أكد أن التنظيم استعرض عشرات الأسرى وأعدم ضابطاً رفيع المستوى وسط الفلوجة. وأعرب رئيس الوزراء حيدر العبادي عن رفضه أي تدخل بري أجنبي في العراق خلال الحملة على «داعش». (للمزيد) وتجمع المئات من أهالي الجنود المحاصرين في بلدة الصقلاوية، قرب الفلوجة، عند نقطة تفتيش في أبو غريب أمس، مطالبين بمعرفة مصير أبنائهم، بعدما تضاربت الأنباء والتصريحات الحكومية عن فك الحصار عنهم، فيما أعلن «داعش» في تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أسر المئات منهم ونقلهم إلى داخل المدينة. وقال أحمد الجميلي، وهو أحد شيوخ عشائر الفلوجة، في اتصال مع «الحياة» أمس إن «تنظيم الدولة الإسلامية استعرض عصر (أول من أمس) عشرات الجنود الأسرى وسط المدينة، وأعدم ضابطاً ذا رتبة عالية في ساحة ميسلون أمام الأهالي». وأشار إلى أن «عدداً من وجهاء وشيوخ الفلوجة عقدوا مفاوضات مع عناصر التنظيم لإقناعهم بالعدول عن إعدام الأسرى، من دون جدوى». وأكد ضابط في «قيادة عمليات الأنبار» لـ «الحياة» أمس إن «أفواجاً تابعة للواءين 30 و31 من الفرقة الثامنة، واللواء 50 التابع للفرقة الرابعة تعرضت لهجمات عنيفة في قاطع عمليات السجر والصقلاوية»، وأشار إلى أن «المئات من العسكريين قتلوا وأصيبوا في المعارك». وأضاف أن «تقارير استخبارات الجيش كشفت أن عناصر من داعش سعوا لمحاصرة هذه الأفواج ولكن إعلان وزارة الدفاع أمس إرسال تعزيزات لفك الحصار عنهم دفع التنظيم إلى استعجال الهجوم عليها». وتابع أن «القوة العسكرية التي توجهت لفك الحصار عن الأفواج المحاصرة تعرضت لمكامن واضطرت إلى الانسحاب». وحذر من إقدام المسلحين على اقتحام معسكر طارق، شرق الفلوجة، بعدما انقطع خط إمداداته براً. ونشرت مواقع إلكترونية تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» صوراً لمدرعات وأسلحة، مؤكدة أنها غنائم من المعارك التي دارت في السجر والصقلاوية خلال اليومين الماضيين. وأقرت وزارة الدفاع في بيان أمس بأنها فقدت الاتصال ببعض الجنود في الصقلاوية وحذرت «من المساس بحياتهم». ولم تكشف عدد القتلى والمفقودين في المعارك. ولكن نواباً أكدوا قتل أكثر من 300 عسكري. من جهة أخرى، أعلن العبادي خلال استقباله وزير الدفاع الأسترالي ديفيد جونستون أمس رفضه أي تدخل بري في بلاده لقتال «داعش». وكان رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت أعلن الأسبوع الماضي أن كانبيرا سترسل 600 عنصر إلى الإمارات العربية للانضمام إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة «الدولة الإسلامية». ونقل بيان صادر عن مكتب العبادي قوله إن «اللقاء ناقش التعاون الأمني بين العراق وأستراليا لمواجهة خطر عصابات داعش الإجرامية، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب وتأثيره في العراق والمنطقة والعالم». وأضاف أن «العراق يتعرض لهجمة شرسة من داعش الإرهابية وباقي التنظيمات الإرهابية، وهذا يتطلب موقفاً موحداً من المجتمع الدولي لصد هذه الهجمة». وأكد العبادي أهمية «احترام سيادة العراق ووحدة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية التي تعد من ثوابت عملنا حالياً وخلال الفترة المقبلة». وجدد «تأكيده رفض أي تدخل بري في العراق»، موضحاً أن «قواتنا الأمنية وقوات الحشد الشعبي تمتلك القدرات البشرية لكسب المعركة من العدو».
مشاركة :