اعتبر الفنان الموسيقي أحمد فتحي، أن الفنان الراحل أبو بكر سالم، كان صاحب صوت نافذ إلى القلوب، ومتفرد، ليس له شبيه، من نبتة خاصة، ونكهة مميزة. وتعبيراً عن حزنه لرحيل أبو أصيل، قال في تصريح لصباح العربية الاثنين إن خبر وفاته كان صادماً. وأضاف فتحي، ضيف برنامج "صباح العربية"، من القاهرة، أنه تعرف على أبو بكر سالم (أبو أصيل)، عام 1975م، عندما كان طالبا بمعهد الموسيقى العربية، وجاء وقتها "سالم"، إلى القاهرة، راغبا في العودة إلى الفن، الذي كان قد تركه وعمل بالتجارة.مدرسة في الغناء وتقنيات موسيقية وأردف أن الفنان الراحل، كان بذاته، مدرسة خاصة في الغناء، لما لديه من أساليب وتقنيات أدائية غنائية وموسيقية، أجاد بها تأدية ألوان غنائية عديدة. واستطرد "فتحي"، الذي كان مقربا من الراحل أبو بكر سالم قائلاً: كانت البدايات الفنية الحقيقية لسالم، عام 1976، في أول مشوار فني يربطنا معا، وهو أول ألبوم غنائي له باسم "شوفوا لي حل"، وبعدها اشتهرت كل ألبوماته واغانيه.الزمالك والإبداع الفني والإنجاز وتحدث "فتحي"، وهو مغني وموسيقي من أصل يمني، عن علاقته الشخصية بأبو بكر سالم، الذي يشاركه الأصل اليمني، مشيراً إلى أنه كان يترك سكنه وهو طالب، ويذهب للإقامة مع "سالم"، في شقة الأخير، بحي الزمالك بالعاصمة المصرية، كي يواصلا الإبداع والإنجاز معا، إذ كان الفن مسيطرا عليهما، ما وطد العلاقة بينهما.الأداء الخاص والشاعر المحضار كما أكد أن أبو أصيل، صوت لن يتكرر، لأنه ليس له شبيه، وله أسلوبه وأداؤه الخاص، وهو مرتبط بالجذور، وأصوله العميقة، لافتا إلى أنه قدم اللون العدني، وعندما سافر إلى السعودية، قدم أعمالا مستقلة وكان ارتباطه بجذوره واضحا، ومعبرا عن أصالته، فقدم الأغنية الحضرمية أكثر، من كلمات الشاعر الحضرمي حسين المحضار، والذي كان بدوره صاحب كلمة نافذة إلى القلوب، مثل صوت أبو أصيل النافذ أيضا للقلوب. إلى ذلك، ذكر أن أبو أصيل كانت لديه كل عناصر القوة، كي يتصدر المشهد الفني لعقود، فلديه الأصالة والارتباط بالجذور، والإجادة الفائقة لمختلف الألوان الغنائية والموسيقية، بأسلوبه الفريد، بما يمتلكه من مساحات صوتية هائلة. وأفاد بأن أبو بكر تغلب على الصعوبات التي واجهت بداياته الفنية، فكان يعتمد على نشر كل شيء بنفسه، ولم تكن هناك جهة تتبناه، وكان يقيم الحفلات، كي ينفق من عوائدها على فنه.كلمات وألحان لوردة الجزائرية ودويتو كما كشف أن أبو بكر قدم لحنا للفنانة وردة الجزائرية، وكان يريد أن يسحبها من ساحتها الفنية إلى ساحته، وهذا ذكاء منه، حسب تعبير فتحي. يذكر أن الفنانة وردة الجزائرية، قدمت عام 1994 ألبوما غنائيا بعنوان "سيبوه" من كلمات وألحان أبو بكر سالم، وضم الألبوم خمس أغنيات، وهي "سيبوه ويا مروح بلادك، ويا بوي أنا، ويا زاد يا عواد".. كما جمعها معه دويتو "اللي أسر قلبي".ألحان لم تر النور من جهته، قال الفنان والملحن الإماراتي فايز السعيد لـ"صباح العربية"، في مداخلة تلفونية من الإمارات، بأنه ممن تربوا على سماع أغاني وألحان الراحل أبو بكر سالم، وإنه كان دائم السماع لأغنية "السُمّار" وذكر أن سمو الشيخ حمدان (يقصد الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم، ولي عهد دبي ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي)، من المغرمين بفن أبو بكر سالم، ونبه علينا بالعمل معه، وهو ما حدث بالفعل، غير أن الألحان لم تظهر للنور، وإنها ستظهر لاحقا، لكنه لم يحدد موعدا. وأبدى "السعيد"، حزنه العميق على رحيل أبو أصيل.
مشاركة :