سلطان بن سلمان: فتح التأشيرات السياحية نقلة نوعية في 2018

  • 12/11/2017
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن عناية المملكة بالسياحة والتراث الحضاري هي عناية بالتاريخ والتراث الإنساني العالمي كونها مهبط الوحي ومهد الإسلام وموطن الحرمين الشريفين وملتقى الحضارات، وموقع تقاطع عالميًا حضاريًا عبر التاريخ. ولفت إلى أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز  – رجل التاريخ والحضارة – تشهد طفرة كبيرة في الأعوام الأخيرة في المشاريع السياحية والتراثية تعكس اهتمام الدولة بقطاع السياحة والتراث كمولد رئيس لفرص العمل، وعامل مهم في تعزيز الهوية والوطنية وارتباط المواطن بأرضه وتاريخه وحضارته. وأشار سموه في كلمته اليوم، في مسقط في افتتاح المؤتمر الدولي الثاني للسياحة والثقافة الذي تنظمه وزارة السياحة العمانية بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية، ومنظمة “اليونيسكو” إلى اهتمام المملكة بالسياحة والتراث الحضاري  كقطاعين متزامنين، وذلك مع بدء عمل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة منذ اكثر من 17 عاما. اهتمام متزامن وأضاف: “نحن في المملكة العربية السعودية بدأنا في هذه الخطة  وهذا التزامن بين السياحة والتراث والثقافة منذ إقرار استراتيجية تنمية السياحة الوطنية في العام 2005م واستمررنا في تعزيز موقفنا من التراث الحضاري في بلادنا وتعزيز إمكانياتنا وقدراتنا، ونما ذلك عبر السنين حتى بدأنا في الضخ الأكبر في المشاريع، حيث تشهد المملكة طفرة كبيرة في الأعوام الأخيرة في المشاريع السياحية والتراثية، ما يعكس نظرة واهتمام الدولة للسياحة الوطنية كأحد ثلاثة قطاعات رئيسية لاقتصاد المستقبل المولدة لفرص العمل والتي تفتح المجال للمواطن لأن يعيش وطنه والزائر أن يعيش هذا الوطن الكبير الغني بالإمكانيات البشرية والتراثية والطبيعية وكل الإمكانيات التي تجعل من السياحة قطاعًا رئيسًا على جميع المستويات وصناعة وطنية كبيرة. السياحة صناعة انسانية وقال سموه: نحن حقيقة نؤمن بدور السياحة ليس فقط كصناعة اقتصادية ولكن أيضا كصناعة انسانية، وأن الثقافة تمثل المستقبل القادم للسياحة. فتح التأشيرات السياحية ونوه  إلى أن المملكة مقبلة على طفرة كبيرة من خلال عدد من المشاريع والبرامج التي ستسهم في تدفقات سياحية كبيرة وغير مسبوقة، من أبرزها فتح التأشيرات السياحية العام القادم 2018م، وإطلاق مبادرة (السعودية وجهة المسلمين) التي ينطوي تحت مظلتها عدد من المسارات التي تتيح للزائر الذي يأتي إلى العمرة أو الترانزيت أن يتنقل في مواقع التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية وطرق الهجرة وطرق التجارة القديمة وغيرها من المواقع التاريخية، إضافة إلى المشاريع الكبيرة تحت مظلة مبادرة خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة التي تمولها  الدولة حاليًا بخمسة مليارات ريال وتنطوي تحت مظلتها العديد من المشاريع منها 32 متحفًا رئيسًا في مناطق المملكة ومشاريع توسعة في المتاحف القائمة ومشاريع ترميم في المئات من مواقع التراث العمراني إضافة إلى مئات الفعاليات الثقافية والتراثية. علاقة المواطن بأرضه واعتبر  أن السياحة كقطاع وصناعة اقتصادية تقوم بدور رئيس في توثيق علاقة المواطن بوطنه وأرضه وتعزيز التعارف الإنساني الذي هو أساس للسلام بين الأمم وأساس التوافق بين الناس. وقال: “لم يعد من الكافي اليوم أن تقوم الدول – بلاشك مع أهمية ذلك – ببناء الجيوش وبناء الأمن دون أن يكون هناك انتماء للإنسان والمكان، ولم يعد هناك من يستطيع اليوم أن يتجاهل التزامن المهم بين التنمية والأمن ولذلك السياحة كقطاع وصناعة اقتصادية هي صناعة توثق التنمية والأمن للمواطنين، ولكنها أيضًا  في اعتقادي أهم توثق لعلاقة المواطن بوطنه وأرضه وأن يفتح قلبه لبلاده ولزوارها ويحدث التعارف الإنساني الذي هو أساس للسلام بين الأمم وأساس التوافق بين الناس”. برامج متكاملة وأضاف: “قمنا في المملكة من خلال الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني منذ بداياتها بتأسيس برنامج متكامل للسياحة الثقافية ثم تطور ذلك إلى تغيير مسمى الهيئة بإضافة كلمة التراث الوطني، وبإشراك مجموعة من الوزارات في مجلس إدارتها على مستوى وكلاء الوزراء ينتمون إلى قطاع الثقافة ، والمملكة أيضا أعلنت العام الماضي في تأسيس هيئة مستقلة للثقافة وقد بدأت العمل ونسعد بعضويتها في مجلس إدارة الهيئة، كما أن المملكة قد دعت في الكويت قبل ثلاث سنوات لاجتماع متزامن لوزراء السياحة ووزراء الثقافة وتم ذلك في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في الرياض بلقاء مشترك بين وزراء السياحة ووزراء الثقافة، وقمنا أيضا في القاهرة في اجتماع وزراء السياحة العرب الأسبوع الماضي بطلب اجتماع مشترك لوزراء السياحة ووزراء الثقافة في الدول العربية والذي سوف يتم قريبًا. جهود منظمة السياحة العالمية وقال: “نحن في المملكة عاصرنا تأسيس وتطور منظمة السياحة العالمية لتكون ضمن منظمة الامم المتحدة ونحن في المملكة أيضًا عاصرنا هذا الرجل المميز الذي ينتمي لهذه الأمة العربية وهذه البلاد التي حباها الله سبحانه وتعالى واختارها لتكون مهد الأديان وبلاد الحضارات ويكون لها دور رئيس في تأسيس التاريخ الإنساني والحضارات الإنسانية التي كما قلنا يجب أن يكون لها دور كبير  في بناء الحضارة الإنسانية العالمية. وعبر سموه عن تقديره لسلطنة عمان على استضافة المؤتمر، مبينًا أن عمان قامت بجهد ملموس في تأصيل التراث عمان الجميل، بالتزامن مع تنمية وتطوير المكان والإنسان. وقال: ” أحيي ما يقوم به جلالة السلطان قابوس يحفظه الله من جهود بدأت منذ أن تولى الحكم سنة 1970م ونحن نلحظ ونتابع هذا الاهتمام البالغ الذي استمر واستدام عبر السنين في تأصيل تراث عمان الجميل، وفي نفس الوقت تنمية وتطوير المكان والإنسان بهذا التزامن الجميل الذي نتج عنه إنشاء دولة ومجتمع يعيش تراثه ويعيش حضارته وينتمي بالهدوء العماني المعروف وبثقة إلى تراث بلاده ويعيش عالمية هذا البلد كونه عبر التاريخ كان موئلاً للاقتصاد وللتداول الحضاري.

مشاركة :