في وقت بدت فيه كرة القدم الإسبانية وكأنها تفقد بريقها وقدراتها في مواجهة نظيرتها ببلدان أخرى تحظى أنديتها بدعم كبير من أموال مستثمري الخليج أو عقود البث التلفزيوني الخيالية ، جاءت قرعة الدور الثاني لبطولة دوري الأبطال الأوروبي لتضع الكرة الإسبانية في الاختبار الحقيقي. وأسفرت قرعة الدور الثاني (دور الستة عشر) لدوري الأبطال ، والتي أجريت اليوم الاثنين في مدينة نيون السويسرية ، عن مواجهات صعبة للغاية بالنسبة للفرق الإسبانية الثلاثة التي بلغت هذا الدور وهي ريال مدريد وبرشلونة وأشبيلية. وأوقعت القرعة الريال حامل لقب البطولة في أصعب مواجهة ممكنة حيث يلتقي باريس سان جيرمان الفرنسي فيما يلتقي برشلونة فريق تشيلسي حامل لقب الدوري الإنجليزي ويصطدم أشبيلية بفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي والذي يقوده المدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو. ولهذا ، ستكون الفرق الإسبانية الثلاثة بحاجة إلى بذل كل ما بوسعها وتقديم أفضل ما لديها للتأهل من هذا الدور. ولم يكن الحظ حليفا للأندية الإسبانية في قرعة اليوم حتى وإن لم تكن القرعة الأسوأ لأي منهم. وواجهت الكرة الإسبانية في الفترة الماضية صراعا رهيبا مع أموال المستثمرين في الخليج والتي دفعت فرق مثل باريس سان جيرمان الفرنسي ومانشستر سيتي الإنجليزي إلى دائرة الترشيحات في مثل هذه البطولات القارية. كما تواجه الكرة الإسبانية صراعا آخر مع عقود البث التلفزيوني الخيالية التي تدعم بطولات دوري محلية أخرى في أوروبا وفي مقدمتها الدوري الإنجليزي. ورغم هذا ، تقف الخبرة إلى جانب ممثلي الكرة الإسبانية في البطولات الأوروبية وخاصة الريال وبرشلونة اللذين اقتسما فيما بينهما ستة من ألقاب دوري الأبطال في المواسم العشرة الماضية. وربما كان تألق البرتغالي كريستيانو رونالدو في صفوف الريال والأرجنتيني ليونيل ميسي في صفوف برشلونة سببا في هذه الهيمنة التي حظي بها الفريقان في المواسم الماضية. ولكن معظم لاعبي المستقبل لا ينشطون في صفوف أي من الفريقين حيث عانى الفريقان وباقي الأندية الإسبانية مؤخرا من الإغراءات المالية التي تقدمها فرق أخرى مثل باريس سان جيرمان الفرنسي ومانشستر سيتي وتشيلسي ومانشستر يونايتد الإنجليزية. وشهد الموسم الحالي خروج أتلتيكو مدريد الإسباني من دور المجموعات لدوري الأبطال للمرة الأولى منذ تولي الأرجنتيني دييجو سيميوني تدريب الفريق. وفي المقابل ، تأهلت جميع الفرق الإنجليزية الخمسة التي خاضت دور المجموعات إلى دور الستة عشر حيث تصدرت فرق ليفربول ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتوتنهام مجموعاتها فيما احتل تشيلسي المركز الثاني في مجموعته. ومع قوة المنافسين ، يصبح السؤال حاليا هو "ما هي النسخة التي سيقدمها الريال وبرشلونة وأشبيلية من مستواهم في وسط شباط/فبراير المقبل في فعاليات دور الستة عشر لدوري الأبطال ؟". وأثار الريال العديد من الشكوك خلال مسيرته في دور المجموعات كما أنهى هذا الدور في المركز الثاني بمجموعته خلف توتنهام الإنجليزي. والآن ، يخوض الريال فعاليات بطولة كأس العالم للأندية في أبو ظبي ويأمل في أن تكون نقطة انطلاق جديدة خاصة بعدما اكتسح أشبيلية 5 / صفر في الدوري الإسباني أمس الأول السبت قبل شد الرحال إلى أبو ظبي. وقال إيميليو بوتراجينيو مدير العلاقات المؤسسية بنادي ريال مدريد ، عقب إجراء القرعة اليوم ، : "ندرك أننا نستطيع منافسة أي فريق ، إذا كنا بأفضل مستوياتنا. سنرى كيف سنتعامل مع هذه المواجهة (أمام باريس سان جيرمان). ويتربع برشلونة بجدارة على قمة الدوري الإسباني حاليا ولم يتعرض الفريق لأي هزيمة منذ هزيمته في بداية الموسم أمام الريال في مباراتي كأس السوبر الإسباني. ورغم هذا ، اعترف مسؤولو النادي بوجود نقاط ضعف في الفريق. وقال جوسيب ماريا بارتوميو رئيس النادي : "للفوز بدوري الأبطال الأوروبي ، ربما يحتاج الفريق لبعض التصحيح والتعديلات". وكان هذا بمثابة اعتراف بأن رحيل البرازيلي نيمار إلى باريس سان جيرمان في بداية الموسم أضعف صفوف الفريق وتأكيدت على حاجة الفريق لتدعيم صفوف خلال فترة الانتقالات الشتوية في كانون ثان/يناير المقبل وليس كما حدث في الموسم الماضي والذي خسر فيه الفريق أمام يوفنتوس الإيطالي في دور الثمانية. ويبدو وضع أشبيلية أكثر تعقيدا بعدما أوقعته القرعة في مواجهة فريق قوي مثل مانشستر يونايتد. كما تسببت الهزيمة الثقيلة صفر / 5 أمام الريال في جرح كبير للفريق وجدل هائل بشأن قدرته على المنافسة محليا وأوروبيا. ويأمل أشبيلية بالتأكيد في تحسن مستواه خلال الشهرين الباقيين على بدء فعاليات دور الستة عشر الأوروبي لأنه بدون هذه التطويرات في مستواه ستكون فرصه هزيلة في التأهل لدور الثمانية الأوروبي.
مشاركة :