«بتكوين» تخطو أولى خطواتها في بورصة أميركية كبيرة

  • 12/12/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بسبب النشاط الكثيف خلال الدقائق العشرين الأولى تعطل الوصول الى موقع المنصة التي طمأنت الى أن «التعامل يتم على أنظمة منفصلة، ولم يتأثر بتاتا بمشاكل الموقع الالكتروني». خطت عملة بتكوين الافتراضية خطواتها الأولى أمس الأول في بورصة أميركية رئيسة، ووصلت الى مستوى 18 ألف دولار للوحدة، على أمل تحقيق الاعتراف بها، رغم المخاوف من عدم قدرتها على الاستمرار. بدأ التعامل بالعملة الافتراضية المثيرة للجدل، على عقود آجلة عند الساعة السادسة بالتوقيت المحلي (الساعة 23:00 ت. غ) على منصة «شيكاغو بورد أوبشينز اكستشنج» بسعر 15 ألف دولار. وبسبب النشاط الكثيف خلال الدقائق العشرين الأولى تعطل الوصول الى موقع المنصة التي طمأنت الى أن «التعامل يتم على أنظمة منفصلة، ولم يتأثر بتاتا بمشاكل الموقع الالكتروني». وقرابة الساعة 03:20 ت. غ، كان البتكوين يتداول بسعر 17750 للوحدة للعقود الآجلة المستحقة في 17 يناير، متجاوزا بذلك القيمة الأعلى التي حققها على منصات بديلة غير مضبوطة. وقد تجاوز أيضا مستوى 18 الفا. والعقود الآجلة هي آلية مالية تسمح للمستثمر بالمراهنة على تقلبات أسعار العملات نزولا أو صعودا. وقال بوب فيتزسيمنز المسؤول عن العقود الآجلة في شركة «ويدبوش سيكيوريتيز» للتعاملات المالية إن التداول بـ «بتكوين» بدأ «هادئا ومستقرا»، فيما أظهرت بيانات البورصة المعنية تسجيل حوالي ألف صفقة في أول ساعتين من التداول. وبعد طرح العملة في بورصة «شيكاغو بورد أوبشنز أكستشينج»، يتوقع أن تطرح في المنصة المنافسة «شيكاغو مركانتايل اكستشينج» بعد أسبوع من الآن. فرصة أولى ويشكل ذلك الفرصة الأولى للمتعاملين المحترفين من أجل الاستثمار في هذه العملة، رغم تحفظ البعض بسبب غياب الضوابط عليها. وأوضح نيك كولاس من شركة «داتا تريك ريسيرتش»، «هذا الأمر يمنحها شرعية واعترافا بها كأصول يمكن التداول بها». ومن أهم المرحبين بهذه الخطوة الجديدة الشقيقان التوأمان وينكلفوس اللذان باتا يعرفان بأول أصحاب مليارات بتكوين. ومن منتقديها جيم كريمر الذي يحذر من أن الأسعار قد تنهار عندما ستفتح البورصات الأخرى الباب أمام المراهنين على تراجع قيمة الاصول. وباتت هذه الخطوة ممكنة بعدما أعطت هيئة ضابطة رئيسة للأسواق المالية في الولايات المتحدة هي «كوموديتيز آند فيوتشرز ترايدينغ كوميشين» (سي إف تي سي) الضوء الأخضر للتعامل بالبتكوين في الأول من ديسمبر، محذرة في الوقت نفسه «من احتمال حصول تقلبات كبيرة جدا ومن خطر التعامل بهذه العقود الآجلة». وكان ترقب إدراج العملة الافتراضية للمرة الأولى في بورصة عادية أدى الى ارتفاع صاروخي في قيمتها. فقد بدأ البتكوين عام 2017 على ألف دولار، وانتقل الى عشرة آلاف للمرة الاولى الشهر الماضي، ووصل الخميس الى 16777 قبل أن يتراجع قليلا. ويشكل طرح البتكوين في المداولات العادية تحولا كبيرا عن المرحلة التي كانت فيها هذه العملة الرقمية مرتبطة بالاتجار بالمخدرات ونشاطات غير مشروعة أخرى. إجراءات وقالت «شيكاغو بورد أوبشنز اكستشينج» انها اتخذت إجراءات للحؤول دون حصول تقلبات عشوائية، إذ إن التداول بالبتكوين سيعلق لدقيقتين، إذ ارتفع سعره أو تراجع بنسبة 10 في المئة على سبيل المثال. وأكدت هذه المنصة: نحن ملتزمون الاستمرار بالعمل بشكل وثيق مع «سي إف تي سي» للإشراف على المداولات. ألا أن كثيرا من الأطراف الرئيسة في الأسواق وخارجها تتوخى الحذر بشأن البتكوين الذي لا يحظى بدعم مصرف مركزي أو سعر صرف قانوني. وانتقدت جمعية «فيوتشرز إنداستري اسويشيين» التي تشمل بعضا من أهم شركات الوساطة والمصارف، خطوة هيئة «سي إف تي سي» في رسالة وجهتها اليها، مؤكدة أن العقود تبرم بسرعة من دون تقييم المخاطر. وأضافت: «نحن لانزال قلقين حول غياب الشفافية والضوابط. ونسأل إن كان الإشراف على التداولات سيتم بطريقة مناسبة للتحقق من أن البتكوين ليس موضع تلاعب واحتيال». ولاتزال عدة شركات مالية كبرى تدرس البتكوين، من بينها «جاي بي مورغن تشايس» و»بنك أوف أميركا ميريل لينش» و»سيتي غروب» و»باركليز»، فضلا عن «مورغان ستانلي» و»سوسييتيه جنرال»، على ما أفادت مصادر مطلعة على الملف. تجنب المفاجآت ومن بين المصارف الكبرى وحدهما «غولدمان ساكس» و»إيه بين إن إمرو» يقومان بدور الوساطة في المداولات. ومن أجل تجنب المفاجآت غير السارة طلب من المتعاملين الأحد ان تتوافر لديهم 44 في المئة من الاموال المتداولة بالدولار فيما الضمانة المطلوبة عادة تكون 10 في المئة. ولا يمكن الوصول الى سوق العقود الآجلة إلا عبر المصارف الكبرى أو شركات الوساطة المرخص لها التي تتعهد تسديد المال المستحق الى المستثمرين بالدولار. وهي تواجه مخاطر كبيرة في حال تعذر على زبائنها الدفع. وقال فيتزسيمنز إن «ويدبوش سيكيروتيز»، «تسمح لمجموعة مختارة من الزبائن لها خبرة بالبتكوين فقط بالتعامل بهذه العملة». وقد أطلقت عملة بتكوين التي لا وجود ماديا لها عام 2009، وتقوم على نظام دفع من الند للند يستند إلى التقنية المعروفة بسلسلة السجلات المغلقة (بلوكتشاين). وباتت تستخدم كثيرا في مجال العقارات. واعتراف وول ستريت هو المرحلة الأولى للبتكوين الطامح إلى أن يكون من الأصول الشعبية مثل الذهب. وينوي المدافعون عن العملة الافتراضية الطلب من الهيئة الضابطة للبورصة الأميركية «اس إي سي» إتاحة المجال للمواطن العادي بنوع من الادخار المالي بالبتكوين. وستكون قيمة هذه المدخرات رهنا بأداء البتكوين. نقص شفافية ورفضت هذه الهيئة حتى الآن الموافقة على طلب كهذا، معتبرة أن ثمة نقصا في الشفافية في تحديد سعر بتكوين، إضافة الى إمكان التلاعب به بسهولة. ومن شأن المبادلات الأولى في السوق المالية أن تهدئ المخاوف من انفجار الفقاعة ومد العملة الافتراضية ببعض الاستقرار على المدى الطويل. ويتوقع أن تدرج بورصة «ناسداك» التي تعنى بأسهم شركات عملاقة في سيليكون فالي من أمثال «غوغل» و»فيسبوك»، عملة بتكوين في مداولاتها في عام 2018. وارتفعت قيمة بتكوين 15 ضعفا منذ مطلع العام، حين كانت تساوي ألف دولار، وهي لم تكن تتخطى بضع سنتات عند إطلاقها في فبراير 2009.

مشاركة :