القاهرة وموسكو توقعان اتفاق إنشاء محطة الضبعة النووية في مصر

  • 12/12/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: «الخليج»، وكالاتشهد الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي، والروسي فلاديمير بوتين، أمس، التوقيع على اتفاق بدء العمل في مشروع محطة كهرباء الضبعة النووية بمصر، وتزويدها بالوقود النووي اللازم، وذلك بعد ساعات قليلة من لقاء بوتين مع رئيس النظام السوري بشار الأسد في قاعدة «حميميم» العسكرية قرب اللاذقية، حيث أمر الرئيس الروسي بسحب قسم كبير من قوات بلاده العسكرية من سوريا، وذلك بعد أيام على إعلان موسكو «التحرير التام» لهذا البلد من تنظيم «داعش». ووقع الاتفاق عن مصر الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وعن روسيا اليسكي ليكاتشوف المدير العام لشركة «روس آتوم» الروسية. وكان بوتين قد وصل إلى مصر في زيارة استغرقت عدة ساعات، أجرى خلالها مباحثات مع السيسي، كما عقدا مؤتمراً صحفياً، عقب جلسة المباحثات، أكدا فيها قوة العلاقات بين البلدين. وأكد الرئيس السيسي، خلال المؤتمر الصحفي، قوة العلاقات التاريخية الوثيقة، التي تربط مصر وروسيا، مشيراً إلى أن العلاقات التي تجمع البلدين ذات تاريخ طويل، وتتسم بالقوة والاستمرارية. وأضاف: إن مصر تشهد من أدناها إلى أقصاها علامات راسخة على علاقات التحالف الاستراتيجي بين مصر وروسيا، من السد العالي في أسوان بجنوب مصر، مرورًا بمجمع الحديد والصلب في حلون، وصولًا لتوقيع عقد إنشاء أول محطة نووية في مصر على ساحل البحر المتوسط.وأشار إلى أن المباحثات المصرية- الروسية، تطرقت إلى كيفية دفع العلاقات الثنائية وتطويرها، سواء تلك التي تتصل بالتصنيع المشترك، أو الأمن الغذائي، أو تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، أو جذب الاستثمارات الروسية إلى مصر، من خلال إقامة منطقة صناعية روسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. وأضاف أن المباحثات أولت، إلى جانب القضية الفلسطينية، اهتماماً كبيراً أيضاً بالأوضاع في سوريا وليبيا، وسبُل ضمان التوصّل لتسوية سياسية لهذين الملفين في أقرب توقيت، مشيراً إلى أن الرؤى توافقت على عدد من المواقف الأساسية، على رأسها استمرار العمل المشترك للحفاظ على مناطق خفض التوتر وتوسيعها، لتهيئة الظروف المناسبة للمفاوضات السياسية، موضحاً أن الرؤى توافقت على دعم مسار المفاوضات، التي يقودها المبعوث الأممي إلى سوريا، للتوصل إلى حل سياسي شامل، يُحقق الطموحات المشروعة للشعب السوري الشقيق، ويحافظ على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية وتماسك مؤسسات دولتها. وأشار السيسي إلى أنه تم الاتفاق مع الرئيس الروسي على أهمية تعزيز تبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة، اتصالًا بجهود التصدي للإرهاب، خاصةً فيما يتعلق بانتقال الإرهابيين من مناطق عدم الاستقرار إلى دول أخرى، وارتكابهم أعمالًا إرهابية في تلك الدول، وضرورة منع الدول لمرور هؤلاء الإرهابيين عبر أراضيها، وتبادل المعلومات بشأنهم مع جميع الدول الأخرى والمنظمات الدولية المعنية.وأكد الرئيس الروسي أن المحادثات كانت بناءة للغاية، مضيفاً أنه تم تحديد خطط للعمل المشترك في المستقبل، مشيراً إلى أنه تم بحث القضايا الأكثر إلحاحاً دولياً وإقليمياً، ومؤكداً أن روسيا كانت دائماً تولي اهتماماً كبيراً للصداقة والتعاون مع مصر الشريك الموثوق به في المنطقة. وأضاف بوتين أن التعاون الثنائي يكتسب ديناميكية جديدة، نظراً لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، مشيراً إلى زيادة حجم التبادل التجاري ليتجاوز ٤٠٠ مليون دولار، مشدداً على أهمية مواصلة المفاوضات لإنشاء منطقة تجارة حرة بين البلدين، والتعاون في مجال الطاقة ومشروع إنشاء محطة الضبعة النووية التي تعد الأولى من نوعها في مصر، ومؤكداً أن مصر ستحصل على المحطة وعلى أحدث التكنولوجيا الأكثر أماناً. وقال إنه جرى أيضاً تبادل الآراء بشأن القضايا الإقليمية والدولية، مؤكداً أن المواقف بين البلدين متقاربة ومتطابقة بشكل كبير.وأضاف بوتين أنه اتفق مع الرئيس السيسي على تقديم الدعم للوصول إلى حل طويل الأمد في سوريا، معرباً عن امتنانه للجانب المصري لدعمه للمبادرة الروسية بشأن الحوار الوطني السوري، مؤكداً أنه يتم التخطيط لتحقيق المشاركة من جميع أطياف المعارضة خاصة منصتي موسكو والقاهرة. وكان بوتين قال خلال زيارة مفاجئة إلى قاعدة حميميم في سوريا إن بلاده ستحتفظ مع ذلك بوجود عسكري في البلاد، مؤكداً أن هذه القاعدة العسكرية التي تتمركز فيها القوات الروسية ستظل إلى جانب قاعدة طرطوس البحرية. وأضاف بوتين «خلال نحو عامين، قضت القوات المسلحة الروسية بالتعاون مع الجيش السوري على الإرهابيين الدوليين إلى حد كبير. بالتالي اتخذت قرار إعادة القسم الأكبر من الوحدات العسكرية الروسية الموجودة في سوريا إلى روسيا». وكان في استقبال بوتين في حميميم رئيس النظام السوري بشار الأسد ووزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو وقائد القوات الروسية في سوريا الجنرال سيرجي سوروفيكين. وفور وصوله إلى القاعدة، صافح بوتين حليفه الأسد بحرارة قبل أن يلقي كلمة أمام القوات الروسية. وأضاف بوتين في كلمته التي أعيد بثها بعد ساعات من إلقائها إن «هدف مكافحة المجرمين المسلحين في سوريا، هذا الهدف الذي تطلب تدخلاً على نطاق واسع للقوات المسلحة، قد تم تحقيقه بالكامل وبنجاح كبير». وتابع «لقد تمت المحافظة على سوريا كدولة مستقلة وذات سيادة»، قبل أن يتوجه بالشكر إلى الجنود على عملهم، لكنه أضاف محذراً «إذا عاد الإرهابيون إلى الظهور فسنضرب بقوة غير مسبوقة، ولن ننسى أبداً الموتى أو الخسائر الناجمة عن مكافحة الإرهاب في سوريا وفي بلادنا روسيا». ومما قاله بوتين أيضاً للأسد «أمامي فرصة للتحدث (عن الملف السوري) في القاهرة مع الرئيس المصري وبعدها مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان»، بحسب ما أوردت وكالة انترفاكس. وأكد بوتين أن «الشروط متضافرة من أجل التوصل إلى حل سياسي (للنزاع) تحت إشراف الأمم المتحدة»، في الوقت الذي تتواصل فيه جولة ثامنة من المحادثات في جنيف حتى 14 ديسمبر الحالي. من جهته، توجه الأسد بالشكر إلى بوتين على «مشاركة روسيا الفعالة في محاربة الإرهاب في سوريا» بحسب ما نقل الإعلام الرسمي السوري، مؤكداً أن «ما قام به العسكريون الروس لن ينساه الشعب السوري»، بحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام الرسمية. وقال الجنرال سوروفيكين إنه من المقرر أن تغادر 23 طائرة ومروحيتان روسيتان قريباً سوريا تليها وحدات من الشرطة العسكرية وخبراء نزع الألغام وأطباء ميدانيون، مشيراً إلى أن القوات الروسية قضت على أكثر من 32 ألف مقاتل عدو في سوريا.

مشاركة :