بدأ المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية، أمس، في بوينوس آيرس مناقشاته في أجواء أزمة، بينما أضعفت المنظمة أكبر قوتين تجاريتين في العالم الولايات المتحدة والصين.وتواجه منظمة التجارة العالمية انتقادات حادة من الولايات المتحدة منذ وصول الرئيس الجمهوري دونالد ترامب إلى السلطة. لكنها تشهد أيضاً نزاعات بين دول أعضاء فيها والصين.وأعرب المدير العام للمنظمة البرازيلي روبرتو ازيفيدو في مؤتمر صحفي مع افتتاح المؤتمر، ثقته في المنظمة. وقال، «أؤمن بهذا النظام، ليس لأنه يتسم بالكمال، بل لأنه أساسي وهو الأفضل المتوفر لدينا».وأشار إلى أن منظمة التجارة العالمية سمحت بتجنب «سياسات حمائية أحادية الجانب وحروب اقتصادية محتملة وكارثة اقتصادية».وحذر أزيفيدو بهذه التصريحات قبيل المؤتمر الوزاري للمنظمة التجارة العالمية من أن تهديد الحمائية لا يزال قائماً، قائلاً إنه في رأي بعض الناس، فإن التجارة تعتبر عاملاً يزعج أسواق العمل وينظر إلى التكنولوجيا على أنها السبب الرئيسي لهذا الاضطراب.وأضاف، «لكننا لا نستطيع أن ندير ظهرنا سواء للتكنولوجيا أو للتجارة، باعتبارهما يمثلان الحلول وليس المشاكل». وفي معرض حديثه عن الاجتماع المزمع مع الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر، الذي وجه انتقادات لمنظمة التجارة العالمية، قال أزيفيدو إنه سيطلب «التزاماً واستعداداً ومرونة» من واشنطن.وقال المدير العام، «إنني أتفادى الإشارة إلى الناس واتهامهم، لأننا نريد جهداً جماعياً للتغلب على المشكلات».من جانبها، أقرت مالكورا بأن المؤتمر الوزاري الراهن للمنظمة يُعقد في «سياق معقد، مع أسئلة يتم إثارتها، غير أن هذا يؤكد فقط التزامنا بالعمل على التوصل إلى توافق في الرأي».وأضافت، أن «هناك العديد من المهام المعلقة، والعديد من المواضيع التي لم يتم الانتهاء منها، ولكننا سوف نسعى للمضي قدماً بكل ما في وسعنا».وأكدت مالكورا مجدداً على «الالتزام التام والكامل من الرئاسة الأرجنتينية (للمؤتمر) تجاه بناء الجسور اللازمة للوصول إلى مكان مرضٍ للجميع».وأوفدت واشنطن إلى بوينوس آيرس وفداً بقيادة الممثل الأمريكي للتجارة روبرت لايتيزر المفاوض المعارض للمنظمة وخصوا لنظامها في تسوية النزاعات. وتريد الولايات المتحدة إعادة التفاوض حول الاتفاقات التجارية التي أبرمت بإشراف المنظمة، بعدما انسحبت من اتفاق التبادل الحر لآسيا المحيط الهادئ وأجبرت كندا والمكسيك على إعادة التفاوض حول اتفاق التبادل الحر لأمريكا الشمالية.وتشكك واشنطن بفاعلية هيئة تسوية النزاعات في منظمة التجارة العالمية وتعقد سير عملها، مع أنها واحدة من أسباب وجود المنظمة لأنها تنظر في الخلافات العديدة بين الحكومات حول قضايا الدعم المالي للسلع أو الرسوم الجمركية.وهي تلعب دوراً مهماً في الحرب التجارية بين المجموعتين الأمريكية والأوروبية للصناعات الجوية بوينج وإيرباص.وتواجه المنظمة اتهامات بعدم قدرتها على تسوية النزاعات بين عدد من الدول الأعضاء والصين التي انضمت إليها في 2001.ويأخذ الأوروبيون والأمريكيون على بكين دعمها المفرط لصناعييها، ما يتيح لهم بيع الفولاذ والألمنيوم مثلاً بأسعار زهيدة.وتسعى الصين للحصول على اعتراف بها «كاقتصاد سوق» لكن الولايات المتحدة والأوروبيين يتحفظون على ذلك. (أ.ف.ب)
مشاركة :