> بتفاؤل واقعي، قالت هيفاء فاهوم الكيلاني الرئيس المؤسس للمنتدى العربي الدولي للمرأة إنه «رغم التحديات الكبيرة، الفرص أمامنا أكبر». وتابعت: «مؤتمر هذا العام ركز بالأخص على المعلوماتية الجديدة، وإمكانية أن تستبدل بنا الروبوتات يوماً ما»، وأضافت في حوار أجرته «الشرق الأوسط» معها على هامش الفعاليات أمس: «التحديات تتحول إلى واقع، وعلينا أن نكون جاهزين لمواجهتها عن طريق اكتساب المعرفة والتواصل عربياً ودولياً بهدف التنمية».لم يتم تأسيس المنتدى النسائي بقرار فجائي. خلفية كيلاني في دراسات الاقتصاد والتنمية، ونشوئها في منزل منفتح شعاره العلم والعمل والعطاء، وهويتها الفلسطينية اللبنانية، ومهماتها كزوجة سفير أردني سابق لبناء جسور التفاهم، جعلت منها نائباً لرئيس الاتحاد العالمي للمرأة في لندن.كانت الانطلاقة من هناك، ثم قررت تأسيس المنتدى العربي الدولي للمرأة كمنظمة غير ربحية غير سياسية غير حكومية بأهداف تنموية للتعريف بالمرأة العربية في العالم العربي بالمجتمع الدولي، وكذلك لتعزيز التعاون بين المرأة العربية عربياً - عربياً، حسب وصفها. وأضافت: «نحن 22 دولة عربية وشؤون المرأة تختلف من دولة إلى أخرى، ولكل مجتمع عربي خصوصياته. يجب أن يستفيد العالم العربي من جميع طاقاته، لذا الهدف هو دعم المرأة العربية في منطقتها وضمن إطار دولي».ووفق ما أشارت جلسات المؤتمر، رغم إبداع الفتيات في المواد العلمية في المدارس والجامعات بالدول العربية، إلا أن ذلك لا يتمثل في سوق العمل. وحول هذه القضية قالت الكيلاني: «هذه الظاهرة صحيحة إلى حد ما. لكن مع التطور التكنولوجي استطاعت العديد من النساء العربيات الدخول إلى سوق العمل في مجال المعلوماتية، وأثبتت العديد منهن إبداعاً حقيقياً في المشاريع التقنية (الصغيرة والمتوسطة)». وأضافت: «هناك حكومات عربية بدأت بركوب الموجة أيضاً، حيث قامت دولة الإمارات بتأسيس خمس وزارات جديدة، واحدة تعنى بالذكاء الاصطناعي، وأخرى للأمن الغذائي، وهذه بوادر ممتازة تركز على مواضيع الساعة».التنمية شعار الكيلاني، لكن التوتر السياسي في بعض دول الشرق الأوسط همش المبادرات وحرم المرأة بالذات من المشاركة في الاقتصاد. تأتي هذه التحديات في صلب اختصاص الكيلاني كونها مفوض اللجنة العالمية المعنية بمستقبل العمل التابعة لمنظمة العمل الدولية. وحول ذلك تقول: «واحدة من أولى المبادرات التي أطلقناها كانت المرأة هي محرك للنمو الاقتصادي في العالم العربي». وأضافت: «ليس هنالك مساواة بين الجنسين في العالم العربي، ومرت الدول العربية بفترات كادت أن تفقد فيها الطبقة المتوسطة التي تحرك النمو والاستقرار في كافة المجتمعات». واستطردت: «وجدنا أنه علينا دعم المرأة العربية لكي تدخل المجال الاقتصادي ومجال الأعمال من خلال مشاركتها في تأسيس المشاريع الصغيرة والمتوسطة»، مشيرة إلى أنه «من الممكن أن تحرك المرأة العجلة وتخلق وظائف»، مؤكدة على أن «النمو الاقتصادي يمنع تفكك المجتمعات ويمنح الاستقرار الأمني والسياسي. ووسط الاضطراب الأمني في العالم العربي يجب أن نركز على دعم الطبقات التي هي بحاجة للدعم وزيادة التركيز على التعليم وخلق الوظائف، وألا ننسى القطاع الزراعي».ومن خلال دراساتها في جامعة هارفرد، تشرف الكيلاني حالياً على مشروع ينطلق من الأردن، ويوجه لجميع العالم العربي. «المشروع يوظف التكنولوجيا لتطوير النمو في مجال الزراعة المستدامة بالعالم العربي» وفق ما أوضحت. وأضافت أخيراً: «لدينا تحديات كبيرة في موضوع الأمن الغذائي والأمن المائي في العالم العربي. ونحن في وضع صعب، ويجب علينا شعوباً وحكومات أن نكون واعين لهذا الخطر، وأن نواجهه».
مشاركة :