كما هي العادة، تستغل قناة نظام الحمدين «الجزيرة»، الأحداث الكبرى في العالم العربي والإسلامي، من أجل إثارة الفتنة والإساءة لقادة العرب خصوصاً، وكما هو معروف، تنبري قناة الفتنة لتلك المهمة القذرة. ومنذ اليوم الأول لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، هاج الذباب الإلكتروني التابع لقناة الجزيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل الإساءة لقادة الدول، مختبئين وراء شعار القدس الكاذب، وتجد على سبيل المثال، أبواقاً مأجورة، مثل فيصل القاسم ومحمد الشنقيطي، تبث الفتنة وتحاول التحريض ضد القادة، وليس من أجل القدس. نسيت الأبواق القطرية المأجورة، أن أول اتصال للرئيس الأميركي بعد قرار القدس المشؤوم، كان مع أمير قطر تميم بن حمد، بل إن الجزيرة هي القناة الوحيدة التي لم تنقل هذا الخبر، في محاولة لإخفاء التنسيق المسبق، وحتى تخفي «الجزيرة» هذا الاتصال، نظّمت برامج من أجل القدس، في إطار المتاجرة الدائمة بالقضايا العربية. تناغم الأبواق اللافت في الأمر، ما رصدته «البيان» من تنسيق أبواق إيران في المنطقة مع قناة الجزيرة، فبينما بدأت إيران تستخدم القدس للإساءة إلى القادة العرب، تزامنت هذه الخطوة مع خطوات مماثلة في «الجزيرة»، حتى إن وسائل الإعلام التابعة لإيران، باتت تروج لقناة الجزيرة، التي كانت بالأمس عدواً لها، وصارت اليوم من أقرب الأصدقاء. فعلى موقع قناة المنار، يشير الموقع، إلى أن قناة الجزيرة «أول وسيلة إعلام عربية تخصّ القدس بخدمة إعلامية متكاملة». بهذه العبارة، احتفت القناة القطرية أمس، بتدشينها صفحة إلكترونية مخصصة للقدس على شبكتها العنكبوتية، وفق بيان القناة، فإنّ الصفحة ستهتم «بكافة الفنون الصحافية لمعالجة واقع وتفاصيل حياة المقدسيين اليومية». وبالطبع، ليست صدفة أن تبث جريدة الأخبار اللبنانية المدعومة من حزب الله، والمموّلة من إيران، ذات الخبر، وبنفس المفردات. لم يعد هناك شك أن التحالف القطري الإيراني أصبح على كل المستويات بدءاً من الإعلامي وانتهاء بالسياسي والأمني. إيران هي الأخرى اتخذت من قضية القدس للمتاجرة، وباتت تهاجم القادة العرب عبر أبواقها في لبنان، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، زاعمة أن القدس على رأس أولوياتها، إلا أنّ المغردين لم يفسحوا المجال لآلات الكذب والدجل، بدءاً من «الجزيرة» إلى «المنار» وغيرها من أبواق إيران. مغرّدون ورد المغردون، بالقول إنه بدلاً من أن ترسل إيران مليشياتها الطائفية إلى سوريا والعراق واليمن، من الأفضل أن تذهب إلى تحرير القدس. وانهال المغردون على الدوحة ونظامها بالقول، بدلاً من المزايدات في موضوع القدس، لماذا لا تقطع الدوحة العلاقات مع إسرائيل، ولماذا يستمر طيران قطر الهبوط في مطار «بن غوريون» في تل أبيب. ورد المغردون على المتاجر بالقدس، حسن نصر الله أمين عام حزب الله، قائلين: أين مقاومتك الكاذبة من الضربات الإسرائيلية على مواقع حزب الله في سوريا، وبدلاً من أن تذهب مليشياتك إلى دير الزور أقصى الشرق السوري، لماذا لا تتوجه إلى القدس؟. وقال المحلل السياسي السعودي، د. محمد الحربي لـ «البيان»، إن «من الطبيعي أن تقوم هذه القنوات التابعة للدوحة وطهران، بالمزايدة، فهي عاشت طوال السنوات الماضية على هذه المزايدات». وأضاف متسائلاً: «لماذا لا يقوم حزب الله بالرد على الأقل على الانتهاكات الإسرائيلية للبنان؟، ولماذا تقف إيران عند التنديد، فهل جرت مواجهة حقيقية مباشرة بين إسرائيل وإيران؟»، لافتاً إلى أن العرب هم من دفعوا فاتورة المواجهة مع إسرائيل، أما إيران فكانت من وراء الستار تحرّك أذرعها في المنطقة.
مشاركة :