بدأت في تركيا أمس محاكمة عشرات المشبوهين، بينهم المنفذ المفترض لمجزرة في ملهى ليلي في اسطنبول ليلة رأس السنة، ما أوقع 39 قتيلاً. ويُحاكَم 57 مشبوهاً، معظمهم أجانب، لا سيّما صينيون من الأويغور ومواطنون من دول آسيا الوسطى، و51 منهم موقوفون، قرب سجن في ضواحي اسطنبول. معلوم أن الأوزبكي عبدالقادر ماشاريبوف، المشبوه الرئيس في الملف، مُتهم بـ «محاولة تدمير النظام الدستوري» و «الانضمام إلى منظمة إرهابية مسلحة» و «قتل أكثر من شخص». ويطالب المدعي العام بإصدار أحكام عدة بالسجن المؤبد في حقه، علماً أن اتهامات وُجِهت أيضاً إلى زوجته زارينا نوراللهييفا، والتي يُشتبه في مشاركتها في الاعتداء، وقد تواجه العقوبات ذاتها التي يواجهها زوجها. وأفادت لائحة الاتهام بأن الأمر بتنفيذ الهجوم أصدره متشدد روسي بارز في سورية، يُدعى إسلام أطابيف ويُلقب بـ «أبو جهاد». ولم يُسمح للصحافيين بحضور الجلسة الأولى، لكن رسومات من الداخل أظهرت ماشاريبوف جالساً بين عنصرَي أمن أتراك. واعتبرت المحامية سامية مكتوف، التي تمثل ضحية فرنسية وزوجها التونسي، قُتلا في الهجوم، ان «من الضروري والقانوني أن تعرف العائلات الملابسات الحقيقية» لما حدث، وزادت: «تفكيك كل أذرع هذه الشبكة الدولية أمر مهم جداً»، في إشارة إلى «داعش». وأكدت المحامية أن بين المتهمين الـ57 مواطنين فرنسيين. وكان منفذ المجزرة التي أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنها، اقتحم ملهى «رينا» في اسطنبول فجر 1 كانون الثاني (يناير) الماضي، حيث كان مئات يحتلفون بالسنة الجديدة، وقتل بسلاح رشاش وبقنابل 39 شخصاً، بينهم 27 أجنبياً، كما أصاب 79 بجروح. وفيما فرّ الناجون، وسط ذعر دفع بعضهم إلى القفز في البوسفور، فرّ ماشاريبوف، لكنه اعتُقل في اسطنبول بعد مطاردة استمرت 17 يوماً، شارك فيها ألفا شرطي، راقبوا تسجيلات مصوّرة بلغت مدتها 7200 ساعة. وهدمت السلطات الملهى في أيار (مايو) الماضي، نتيجة «خرقه» قانون البناء. وقال مسؤولون أتراك إن المشبوه (34 سنة) تدرّب في أفغانستان، علماً أن محللين يشيرون إلى أن دليلاً قدّمه في اعترافاته، ساعد السلطات التركية على تفكيك شبكة واسعة من خلايا المتشددين في المدينة. وتعرّضت تركيا لهجمات وتفجيرات، منذ عام 2015، شنّها «داعش» وناشطون أكراد، وأوقعت أكثر من 300 قتيل. وكان ماشاريبوف، المعروف في «داعش» باسمه الحركي «أبو محمد الخراساني»، واحداً من أوزبكيين متورطين باعتداءات هذا العام. ففي تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، استخدم أوزبكي شاحنة لدهس أشخاص في نيويورك، ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص. كما أوقف أوزبكي بعد هجوم بشاحنة في استوكهولم في نيسان (أبريل) الماضي، أوقع 4 قتلى. على صعيد آخر، أعلن الجيش التركي أن مقاتلاته قصفت مواقع لـ «حزب العمال الكردستاني» شمال العراق، وقتلت 17 من مسلحيه. ورجّح أن يكون مسلحو الحزب يعدّون لشنّ هجوم على مواقع حدودية تركية، انطلاقاً من منطقة هاكورك في شمال العراق. وتابع أن الغارات دمّرت ثلاثة كهوف ومأوى كان المسلحون يستخدمونها.
مشاركة :