القوات المدعومة من الولايات المتحدة تناقش مع الطرف العراقي حماية أمن الحدود في المنطقة المتاخمة لمحافظة دير الزور.العرب [نُشر في 2017/12/12، العدد: 10840، ص(2)]ضمان أمن الحدود دمشق - كشفت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة عن إقامة مركز للتنسيق المشترك مع الجيش العراقي لحماية الحدود المشتركة بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية منها. وكان قادة قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف تقوده وحدات حماية الشعب الكردي، قد اجتمعوا مع قادة الجيش العراقي الأحد. وقالت قوات سوريا الديمقراطية في بيان “ناقش الطرفان موضوع حماية أمن الحدود بين العراق وسوريا في المنطقة المتاخمة لمحافظة دير الزور، وكيفية القضاء على مرتزقة داعش بشكل نهائي في تلك المنطقة”. وأضاف البيان “قرر الجانبان تشكيل مركز للتنسيق المشترك لضمان أمن الحدود”. ويرجح خبراء أن تكون مبادرة التنسيق المشترك بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش العراقي أميركية، فواشنطن تدعم كلا الجانبين في الحرب ضد داعش، كما أنها تريد أن تعزز التعاون بين شريكيها لعدم استفراد الميليشيات الإيرانية بالمنطقة الحدودية بين سوريا والعراق. ويشير هؤلاء إلى أن روسيا لن تمانع بإقامة غرفة تنسيق مشترك بين الطرفين لجهة أنها أيضا ترغب في كبح جماح حليفتها إيران في سوريا، فضلا عن أنها لا ترى في قوات سوريا الديمقراطية خصما لها، حيث سبق وأن تعاونت معها في تطهير شرق الفرات من عناصر تنظيم داعش. وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية الأسبوع الماضي النصر في هجومها على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة دير الزور الواقعة على الحدود مع العراق. وركز الهجوم على السيطرة على أراض شرقي نهر الفرات الذي يقسم المحافظة الغنية بالنفط. وذكرت القوات أن هذه العملية ما كانت لتنجح لولا الإسناد الروسي الأميركي، وكانت تلك المرة الأولى التي تعلن فيها عن وجود تعاون مع موسكو على الأراضي السورية، حيث سبق وأن نفت قبل أشهر هذا الأمر. ويقاتل تحالف قوات سوريا الديمقراطية منذ العام 2014 بمساعدة طائرات وقوات خاصة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وقد نجح في بسط نفوذه خلال الأشهر الماضية على محافظة الرقة التي أعلنها تنظيم داعش عاصمة لخلافته المزعومة، إلى جانب شرقي دير الزور. واستعادت قوات الحكومة السورية وحلفاؤها الإيرانيون، بدعم من القوة الجوية الروسية، السيطرة على أكثر المناطق الباقية في دير الزور وأغلبها بالجانب الغربي من نهر الفرات. وأقامت روسيا والولايات المتحدة قناة اتصال للحد من احتمال وقوع اشتباك بين الطرفين المتنافسين، لتتحول قناة الاتصال في الفترة الأخيرة إلى قناة تنسيق كان من ثمارها إنهاء داعش في دير الزور. وعلى الجانب الآخر استعادت القوات العراقية بدعم أميركي آخر جزء من الأراضي التي كان تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر عليها على امتداد الحدود مع سوريا السبت الماضي وأمنت الصحراء الغربية. وأعلن الأحد العراق نهاية الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية بعد ثلاث سنوات من سيطرته على نحو ثلث أراضي العراق. وشاركت في محاربة التنظيم المتشدد قوات من الجيش العراقي والقوات الجوية والشرطة الاتحادية والشرطة المحلية وقوات خاصة لمكافحة الإرهاب، فضلا عن فصائل شيعية وسنية وقوات البيشمركة الكردية. وتتوقع القوات التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا مرحلة جديدة من حرب العصابات. وأكد الكولونيل ريان ديلون المتحدث باسم التحالف أن القوات العراقية وقوات سوريا الديمقراطية أقامتا صلة بمنطقة الحدود المشتركة بينهما الأحد. وأضاف ديلون في تغريدة على تويتر “يحمي تأمين الحدود الدولية العراقيين والسوريين من دخول فلول حركة داعش إلى المنطقة وعبورها أثناء محاولة المقاتلين أو القادة الإرهابيين الفرار من أرض المعركة”. ويطرح التنسيق المعلن بين الجيش العراقي وقوات سوريا الديمقراطية جملة من الاستفهامات بينها كيف ستتعاطى كل من تركيا وإيران مع هذا المعطى، فالدولتان تعتبران أن تحالف سوريا الديمقراطية يشكل تهديدا لمصالحهما.
مشاركة :