المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية يستنكر الاعتراف بالقدس الشريف عاصمة للاحتلال الإسرائيلي

  • 12/12/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رفع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية خالص التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وإلى العائلة المالكة الكريمة، وحكومة وشعب مملكة البحرين، بمناسبة احتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية يومي 16 و17 ديسمبر إحياءً لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح دولة عربية مسلمة عام 1783 ميلادية، والذكرى السادسة والأربعين لانضمامها في الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى الثامنة عشرة لتسلم حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى مقاليد الحكم. وفي جلسته الاعتيادية المنعقدة صباح اليوم الثلاثاء برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وبحضور معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة نائب الرئيس، أعرب المجلس عن تمنياته لمملكة البحرين دوام الاستقرار والنماء، والتقدم والرخاء، وأن يحفظ الله مليكها وقائدها عزًّا وسندًا للبلاد والعباد، ويحفظ عليها شعبها ويديم عليه المحبة والإخاء. وبمناسبة يوم الشهيد، استذكر المجلس بخالص التقدير والامتنان دور شهداء البحرين وتضحياتهم الوطنية الكبيرة في سبيل أمن البلاد واستقرارها ونمائها، مؤكدًا أن الاحتفاء بالشهداء واجب وطني وأخلاقي لترسيخ قيم التضحية والوفاء. وفي سياق آخر، أكد المجلس أن قضية فلسطين المحتلة كانت ولا تزال هي القضية الرئيسية التي تشكل القضية الأولى والهاجس الأكبر للأمتين العربية والإسلامية، مستنكرًا قرار الاعتراف بالقدس الشريف عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، داعيًا الدول العربية والإسلامية وجميع الدول التي تناصر الحق والقضايا العادلة إلى مساندة الشعب الفلسطيني ودعمه للعودة إلى أرضه، وتمكينه من استعادة حقوقه المشروعة وأراضيه المحتلة. وندد المجلس في هذا الصدد باستمرار ممارسات الاحتلال الإسرائيلي لسياساته القمعية تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، وجرائمه المستمرة القائمة على القتل والحصار والاستيطان، مما يشكّل انتهاكًا صارخًا للحرمات والمقدسات، وخروجًا صريحًا على الأخلاق والأعراف والمواثيق، وتحدّيًا سافرًا للمجتمع الدولي بأسره، وتهديدًا واضحًا للأمن والسلم في العالم، شاجبًا في الوقت نفسه المخططات الإسرائيلية العنصرية التي تقوم على فرض واقع جديد لتغيير الطابع الديمغرافي لمدينة القدس المحتلة من أجل طمس هويتها ومعالمها، واقتحام المسجد الأقصى المبارك بشكل منهجي، ومنع أداء الصلاة فيه ورفع الأذان وإقامة الشعائر الدينية اليوميّة. وفي موضوع آخر، أدان المجلس بأشد عبارات الاستنكار الهجوم الإرهابي المسلح الذي استهدف المصلين الآمنين في مسجد الروضة في شمال سيناء بجمهورية مصر العربية الشقيقة، والذي أسفر عن سقوط مئات الشهداء والمصابين، معربًا عن بالغ تعازيه ومواساته إلى جمهورية مصر العربية قيادةً وشعبًا، ولأهالي الشهداء، وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين. واعتبر المجلس أن الإرهاب اليوم بات هاجسًا للعالم كله، مما يستلزم أن يقف الجميع صفًّا واحدًا لمواجهته بمختلف الوسائل، بما يجنِّب العالم شروره التي طالت كل شيء، وانتهكت جميع الحرمات والمقدسات. ودعا المجلس إلى مراجعة الخطاب الديني وتنقيته مما يشوبه من الأفكار الدخيلة والأفهام المغلوطة، وذلك بالرجوع إلى كتاب الله تعالى، وإلى الثابت الصحيح من سنة النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وإلى السيرة الحميدة لأهل البيت والصحابة والصالحين، منوهًا في هذا الصدد بإنشاء مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للحديث النبوي الشريف ومقره المدينة المنورة. واعتبر المجلس هذه المبادرة الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه منطلقًا مهمًّا لمواجهة الفهم المتطرف للدين، ولإرساء القيم الدينية الأصيلة والأخلاق الإسلامية الفاضلة عبر دراسات علمية رصينة تستند إلى النصوص الشرعية الصحيحة. بعد ذلك، انتقل المجلس لمناقشة الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال، واستهلها بتهنئة معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة نائب الرئيس على منح معاليه وسام الجمهورية للعلوم والفنون من الدرجة الأولى من قبل فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ضمن الاحتفال الرسمي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف في القاهرة؛ تقديرًا لدور معاليه في خدمة القضايا الدينية والثقافية، وجهوده في دعم أسس التعايش والوسطية والسلام. واعتبر المجلس هذا التكريم باعثًا على الاعتزاز، وتقديرًا لما يضطلع به المجلس من دور مهم في صون القيم والثوابت، وفي نشر الخير والاعتدال، انطلاقًا مما يحظى به المجلس من دعم ومساندة من لدن القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب الجلالة الملك المفدى أيده الله. ثم اطلع المجلس على اللائحة الداخلية لمعهد القراءات وإعداد معلمي القرآن الكريم ولائحة تنظيم عمل مجلس الإدارة بعد إعادة صياغتهما من قبل هيئة التشريع والإفتاء القانوني، وارتأى المجلس الموافقة عليهما وفقًا للإجراءات المتبعة، كما وقف على آخر المستجدات بشأن تجهيز مبنى المعهد، وأعرب عن تقديره العميق للجهود التي بذلها رئيس وأعضاء مجلس إدارة المعهد وأعضاء المجلس العلمي في إعداد التصورات والمسودات الأولية وصولاً إلى هذه المرحلة التي تمهد لعمل المعهد لخدمة القرآن الكريم ومعلميه وحفظته وقرَّائه. كما بحث المجلس خطته السنوية في إعمار الجوامع، ووقف على آخر المستجدات بشأن مشروعات المجلس في هذا الصدد، وبحث عددًا من مشروعات البناء والصيانة وطلبات البناء التي تخص سبعة جوامع في مناطق مختلفة من البلاد، واطلع على عدد من خرائط البناء، واتخذ بشأنها القرارات اللازمة، موجهًا الأمانة العامة إلى متابعة الجهات المختصة وحثها على تسريع الإجراءات المتعلقة بتلك المشاريع ليتم إنجازها في أسرع وقت ممكن لتكون في خدمة الأهالي. واختتم المجلس جلسته باستعراض الرسائل والطلبات الواردة من مجلس النواب ومن بعض المؤسسات الأهلية، واتخذ بشأنها القرارات اللازمة.

مشاركة :