يعيش النجم أحمد زاهر حالة من السعادة بعد النجاح الكبير الذي حققه عبر أحدث أعماله «الطوفان» من خلال شخصية عُمر التي نالت إشادات وتعليقات كثيرة من الجمهور ورواد مواقع التواصل. عن «الطوفان» وكواليسه وما حققه من نجاح وقضايا فنية عدة كان لنا معه هذا الحوار. كيف كانت ردود الفعل حول «الطوفان» وشخصيتك «عُمر»؟ من بداية التحضير للمسلسل يعلم المشاركون فيه جيداً أنه سيُحقق النجاح، لأنه يملك عناصر العمل الجيد ومقومات النجاح: 22 نجماً كل منهم قادر على إنجاح أي عمل، ومخرج كبير بحجم خيري بشارة، ونص متميز لوائل حمدي ومحمد رجاء، وشركة إنتاج واعية وجريئة لم تبخل على المشروع بأي شيء. من ثم، كنا واثقين من النجاح، ولكن لم نتوقع أن يكون بهذا الحجم، فهو نجاح لم يُحققه أي عمل درامي منذ سنوات، خصوصاً أنه خارج موسم رمضان. بعد هذا النجاح، هل يظلّ موسم رمضان بالأهمية نفسها؟ رمضان موسم استثنائي، هو السباق الذي ينتظره الجميع والمشاهدة العالية فيه لا يمكن أن نُنكرها ولن تنخفض يوماً. والنجاح الذي تتحدث عنه ليس وليد اليوم، بل نشهده من سنوات منذ «علاقات خاصة، وسلسال الدم، والأب الروحي، واختيار إجباري» وغيرها من أعمال. ربما يكون «الطوفان» الأعلى في النجاح، لكن الموسم البديل أصبح واقعاً وله جمهور كبير يريد أعمالاً جيدة وجديدة وليس إعادة لأعمال رمضان. شخصية «عمر» ماذا عن نجاح شخصية عُـمر؟ عُمر شخصية رومانسية، خفيفة الظل، رغم ما تمرّ به من تحولات من البداية. افتقد الجمهور إلى مثل هذه الشخصية في الفترة الأخيرة مع زيادة جرعة الأكشن والتشويق في الأعمال الدرامية وغياب الرومانسية. لذا لجأ إلى المسلسلات التركية والهندية. وكنت على يقين من أن الشخصية ستجذب شريحة واسعة من الجمهور، وهو ما حدث بدليل التعليقات التي وصلت إليّ واعتبار البعض أن عُمر زوج مثالي لأية فتاة. كيف كان اختيار شخصية عُمر والتحضير لها؟ «الطوفان» عمل استثنائي لا يمكن أن يرفضه أي ممثل. الشخصية التي أؤديها مكتوبة بحرفية شديدة، ولكن ليست بالشكل الذي ظهرت عليه، ولو قدمتها كما هي لما حققت أي نجاح، خصوصاً مع منافسة نجوم كبار بشخصيات لها صراعاتها ونقاط قوتها. من ثم، قررت البحث عن شكل ومدخل جديدين لشخصيتي وكانت الرومانسية والكوميديا الخفيفة الأنسب لها ومصدر قوتها لجذب انتباه الجمهور، وقد حدث ذلك وحققت النجاح الذي توقعته. شارة وتعاون جاء العمل من دون شارة في البداية. ما السبب؟ يشارك في العمل 22 نجماً، لكل منهم جمهور واسع وتاريخ كبير، ومن حق كل منهم أن يكون اسمه الأول وأنا أيضاً، وهذا الأمر بالتأكيد كان سيُحِدث مشاكل وخلافات، لأني لن أقبل بأن يسبق اسم نجم في حجمي وتاريخي اسمي وهو طبعاً لن يقبل، وكان الاقتراح من الشركة أن يكون لكل حلقة ترتيب أسماء بحسب الظهور فيها، منعا لأية خلافات قد تؤدي إلى انسحاب أحد، وفعلاً كان حلاً ذكياً. ما تقييمك للتجربة وللعمل مع خيري بشارة؟ «الطوفان» حالة فنية استثنائية في الدراما التلفزيونية، وأعتبره أهم عمل درامي في السنوات الأخيرة، وهو أعاد الأسرة المصرية إلى اهتمام صانعي الدراما وإلى محور الموضوعات والكتابة، بعدما سيطرت ثيمات الأكشن والفساد ورجال الأعمال في السنوات الأخيرة، وافتقدنا مشاكل الأسرة المصرية والطبقة المتوسطة. أما عن خيري بشارة فهو مخرج عظيم وشكّل إضافة إلينا جميعاً، ورغم اسمه وتاريخه الكبيرين فإنه لا يرفض أي اقتراح أو رأي من أي فرد من فريق العمل، ولا يجد أزمة في الرجوع في قرار أو توجيه قام به. ما رأيك في إعادة تقديم أعمال قديمة؟ أنا ضد إعادة تقديم عمل قديم نجح مع الجمهور وتعلّق به، لأني سأضع نفسي في مقارنة مع فنان تميز فيه، لذا من الأفضل أن أقدم عملاً وشخصية جديدين عليّ وعلى الجمهور، من وجهة نظري وبطريقتي. ما حمسني للمشاركة في «الطوفان» أن دوري لم يكن موجوداً في الفيلم، من ثم لا مقارنة أو منافسة مع أحد، كذلك مستوى العمل الفني بداية من الكتابة متميز، ولم يُفكر أي منا في مشاهدة الفيلم الأصلي بل اكتفينا بما لدينا من نص، بمعنى أننا تعاملنا مع المسلسل بمنطق العمل الجديد تماماً. أزمة وأدوار هل لدينا أزمة في الكتابة؟ إطلاقاً. لدينا مواهب شابة متميزة كثيرة، ولكن لدينا أزمة في منحها الفرصة، هي أزمة في المنتج الجريء الذي يُراهن على موهبة جديدة ويمنحها الفرصة بدلاً من الاعتماد على عدد محدود من الأسماء من دون تجديد أو تغيير. وهنا لا بد من الإشادة بشركة «فنون مصر» التي منحت الفرصة لمواهب شابة في الكتابة وحققت نجاحاً كبيراً، كذلك أعطت فرصة البطولة لطارق لطفي وياسر جلال وحققا النجاح أيضاً، وأعادت لنا الفنانة الكبيرة نادية رشاد بعد غياب عشرات السنين لتسد فراغاً كبيراً تركته لنا الراحلة كريمة مختار في أدوار الأم الطيبة الحنون. كيف تختار أدوارك وهل تميل إلى «ثيمة» مُحددة؟ أبحث عن الاختلاف وعما لم أقدمه سابقاً، عن التميز والجودة بغض النظر عن الحضور. وبعد قبول الشخصية أبحث لها عن إطار يزيد من قوتها وحضورها لتجذب الجمهور أكثر ولا تمرّ مرور الكرام، وإن لم أجد هذا المدخل أعتذر عن عدم تقديمها. لا أهتم بشكل الدور إذا كان شراً أو رومانسياً أو كوميدياً، المهم أن يكون جيداً ومختلفاً ويشكِّل إضافة لي. سينما حول جديده في السينما، يقول أحمد زاهر: «لا تختلف معايير الاختيار في السينما عن الدراما التلفزيونية. يجذبني الدور المختلف والجيد ولا يهمني الظهور في أعمال ضعيفة لمجرد الحضور، لأنها ستؤثر سلباً في مكانتي سواء في السينما أو التلفزيون. شاركت أخيراً ضيف شرف في «هروب اضطراري»، والآن أستعد لبطولة عمل سينمائي جديد، لكن لم يحن وقت الإفصاح عنه».
مشاركة :