مارلين سلوم الإبهار لا ينتهي، والبطولات الخارقة لا تنتهي، والأبطال لا يموتون، كذلك المنافسة بين قوتيّ الإنتاج السينمائي الأكبر عالمياً لأفلام القتال والأساطير الخرافية لا تعرف نهاية أبداً. كل عام تتجدد بين «دي سي كوميكس» و«مارفل كوميكس»، المنافسة «الأشرس» في صناعة البطولات الخارقة وأبطال الوهم، الذين صاروا جزءاً من ذاكرتنا وطفولتنا وشبابنا ومستمرون مع أبنائنا، وربما أحفاد الأحفاد. أبطال لا يشيخون، وصناعة تعرف كيف تجدد قماشة بضاعتها كي يبقى للسحر مفعوله وتأثيره على الجمهور، والأرباح في تزايد.. ومع وصول «حرب النجوم: الجداي الأخير» تضع «والت ديزني» قانوناً آخر للعبة، وترتفع حدة المنافسة لاختتام عام 2017 بكثير من التميز.هذا هو الموعد الذي ينتظره جمهور ومعجبو سلسلة «حرب النجوم»، الذين تهافتوا على حجز تذاكرهم مسبقاً، أي منذ أن أعلنت شركة ديزني انطلاق العد العكسي للفيلم الجديد وبدء بيع التذاكر في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. الليلة تشتعل «حرب النجوم: الجداي الأخير» في الصالات في الإمارات تزامناً مع «اشتعالها» عالمياً، ويتوقع البعض أن يحقق الفيلم في افتتاحه نحو 200 مليون دولار، ما يجعله رابع أضخم افتتاح لفيلم أجنبي عبر تاريخ السينما العالمية؛ حيث حقق الجزء السابق «حرب النجوم: يقظة القوة» أعلى إيرادات عند افتتاحه عام 2015، مع أكثر من 247 مليون دولار، بعده جاء «عالم جوراسك» 208.8 مليون، ثالثاً «المنتقمون» 207.4 مليون. لكن هناك فئة تراهن على أن تتمكن «ديزني» من تحقيق أعلى رقمين عبر التاريخ، بفيلميها «حرب النجوم» في الجزأين الأخيرين السابع والثامن، أي أن يأتي «الجداي الأخير» ثانياً لا رابعاً.الفيلم فاز بالجائزة الذهبية لأفضل «تريلر» خلال 2017، كما نال تقييماً عالياً في مختلف المواقع، قبل أن يتم عرضه على أي شاشة سواء في مهرجان أو في الصالات. هو الفيلم «الأكثر انتظاراً من قبل الجمهور والذي يتابع كل تطوراته وأخبار نجومه أولاً بأول. ويتميز هذا الجزء من حرب النجوم الذي أخرجه راين جونسون وشارك في كتابته مع مؤلف السلسلة الأساسي جورج لوكاس، بأنه يفسح المجال لبروز أبطاله الجدد والذين مهد لهم بقوة في الجزء السابق «يقظة القوة» قبل عامين، لاسيما البريطانية الشابة دايزي ريدلي التي نالت استحسان الجمهور والنقاد على السواء لأدائها شخصية راي المناضلة من أجل الوصول إلى «الجداي» وحمل الراية مجدداً. ومعها جون بويغا بدور فين، كذلك توم هاردي وأدام درايفر وأندي سركيس.. ديزني التي قدمت هذا العام أفلاماً ناجحة وحققت أعلى الإيرادات مع «الجميلة والوحش» في مارس/آذار الماضي، و «ثور: راغناروك» نوفمبر/تشرين الثاني (والذي مازال يحقق أرباحاً عالية)، تختتم العام بقمة أعمالها «حرب النجوم»، ناهيك عن اعتمادها على «قوتها الحديدية» الأخرى التي تنافس بها «دي سي كوميكس» من خلال «مارفل كوميكس» وأفلام البطولات الخارقة. حين تتحدث عن «دي سي كوميكس» و «مارفل كوميكس»، فأنت تتحدث عن الشركتين العملاقتين «ورنر بروس» و «والت ديزني». ما الفرق بينهما؟ في عام 1934 أطلقت «ورنر بروس» شركة «دي سي كوميكس»، لتجمع فيها كل أبطالها الخارقين في قصص اشتهرت في البداية على الورق، وانتشرت في كتب ومجلات قبل أن تتحول إلى مشاريع سينمائية ناجحة وتدر أموالاً خيالية. وبعدها بخمسة أعوام، أطلقت «ديزني» «مارفل كوميكس». طبعاً تلك الشركات الإنتاجية تضم شركاء آخرين غير العملاقتين، وهو أمر طبيعي في عالم الإنتاج السينمائي. «دي سي» أبطالها خارقون بكل معنى الكلمة، أشهرهم: سوبرمان، باتمان، المرأة الخارقة، وأيضاً الفتاة الخارقة، رجل الماء، «فلاش» أو البرق، شازام، السهم الأخضر.. يعتمدون على تنوع القوى التي يمتلكونها ويفردون عضلاتهم. بينما أبطال «مارفل» فهم يميلون أكثر إلى «النفحة الإنسانية»، ويعملون على ذواتهم كثيراً كي يصبحوا مميزين وقادرين على تحدي «المستحيل». ومن أبرز الشخصيات: كابتن أمريكا، الرجل العنكبوت «سبايدرمان»، الأرملة السوداء، الرجل الحديدي، هالك «الرجل الأخضر»، ثور، دكتور سترينج، «الرجل النملة» آنتمان، وطبعاً الشهير وولفرين.مع تطور الزمن وتصاعد التحدي بين هؤلاء «الخارقين» ومنتجيهم، شاهدنا ولادة تحديات جديدة، مع «عالَم مارفل» و «عالم دي سي»؛ حيث أطلقت كل منهما أفلاماً تجمع في كل منها أكبر عدد من أبطالها، لتجذب جمهوراً أكبر، وتشعل الحماس في الصالات. شهدنا عام 2012 البداية بفيلم «ذا آفنجر» الذي جمع أبطال مارفل «كابتن أمريكا والرجل الحديدي والرجل الأخضر وثور والأرملة السوداء»، ولحقتها منافستها «دي سي» بأفلام تضم عدة أبطال، وقررت تحدي نفسها بنفسها عبر «باتمان ضد سوبرمان» في 2016، ثم جاء «جاستس ليغ» والذي عرض الشهر الماضي في الصالات، كنوع من التتمة له ومع نفس مجموعة الأبطال باتمان وسوبرمان والمرأة الخارقة والبرق ورجل الماء.. علماً أن كل شركة ما زالت تخصص لكل من أبطالها فيلماً يتألق فيه وحيداً، مثل «المرأة الخارقة» (وورنر) الفيلم الذي شاهدناه في الصيف الماضي، بالتزامن مع «الرجل العنكبوت: العودة إلى الوطن» (مارفل). يطول الحديث عن الشركتين العملاقتين سواء وورنر بروس وديزني، أم دي سي ومارفل. أبواب الإنتاج مفتوحة على مدار العام، وكل شركة تطل بأعمال متنوعة، حتى ضمن الخيال العلمي، استطاعت كل منهما أن تبني عوالم سحرية مليئة بالإبهار، والتنافس فيها شديد، والجمهور مشدود، والإيرادات تحلق عالياً. كل شركة خلقت من عالمها الجديد عوالم أخرى ومجموعات من الأفلام المتسلسلة، مثل: حراس المجرّة، المذهلون الأربعة، ذا ديفندرز أو المدافعون، إكس مان وإنهيومنز.. وغيرها من أعمال مارفل، بينما تأتي سلسلة «حرب النجوم» من إنتاج والت ديزني لا مارفل كوميكس. في المقابل، تنتج «دي سي كوميكس» كما ذكرنا جاستس ليغ وأفلام متسلسلة أخرى منها: فرقة الانتحار، ومجتمع العدالة الأمريكي، والمراهقون الجبابرة، الجوكر وغيرها.. يعتبر 2017 من الأعوام التي شهدت كثافة في إنتاج أفلام «مارفل» و «دي سي»، والت ديزني وورنر بروس في إطار «البطولات الخارقة». حيث شاهدنا أعمالاً لاقت نجاحاً كبيراً، وأخرى متوسطة: الكرتون «ليغو الرجل الوطواط»، «لوغان» الذي شهد بطولة جديدة لشخصية «إكس مان»، «حراس المجرة» في الجزء الثاني، «المرأة الخارقة»، «سبايدرمان: العودة إلى الوطن»، «ثور: راغناروك»، و «جاستس ليغ». والمؤكد أن العالم يتجه أكثر فأكثر سينمائياً نحو العوالم الافتراضية والخيال العلمي، كما تتجاذبه رياح العنف والرعب والقتل، أكثر من القصص الرومانسية والدرامية والإنسانية. لكن هذه الأخيرة تكسب الرهان في الجوائز والمهرجانات، بينما الخيال العلمي يكسب الأرباح المادية وأكبر عدد من المشاهدين والمتأثرين بأجواء الأساطير والخرافات والبطولات والقتال. «فويد» مغامرة افتراضية تزامناً مع إطلاق فيلم «حرب النجوم: الجداي الأخير»، تطلق ديزني تجربة جديدة تحمل نفس اسم الفيلم، لتأخذ المعجبين بهذه السلسلة في رحلة من التواصل الافتراضي الحسي والمغامرة ومعايشة الأحداث، عبر ما يعرف ب «فويد» VOID. الحجوزات أيضاً بدأت مبكراً، ولا شك أن الكثير من الشباب يتهافتون للعيش داخل هذا العالم بفضل التكنولوجيا المتطورة التي تجعل من الخيال واقعاً محسوساً. الرحلة الأخيرة «الجداي الأخير» هو الرحلة الأخيرة لنجمة هذه السلسلة الأولى التي تلقب ب«الأميرة»، كاري فيشر التي أنهت تصوير كل مشاهدها ثم توفت في ديسمبر/كانون الأول 2016، أي قبل أن تشاهد العمل مكتملاً ومعروضاً في الصالات. فيشر (60 عاماً)، انطلقت مع «حرب النجوم» منذ أن كتبه وأخرجه جورج لوكاس عام 1977، وشاركها فيه النجمان الأساسيان للسلسلة، هاريسون فورد ومارك هاميل، قبل أن يصبحوا ضيوف شرف الأجزاء الجديدة. marlynsalloum@gmail.com
مشاركة :