في أكبر فرضية تشهدها منطقة مكة المكرمة، لقي أكثر من 200 شخص مصرعهم، وأصيب أكثر من 15 آخرين إصابات خطرة، نتيجة سقوط طائرة ركاب من نوع «آرباص 300» في حي المروة شمال محافظة جدة، نتج منه انهيار بعض المباني السكنية واحتجاز ساكنيها، واحتراق عدد من المركبات. وقال المدير العام للدفاع المدني في منطقة مكة المكرمة اللواء سالم المطرفي، في حديثه إلى «الحياة»، إن الفرضية نفذت صباح أمس (الثلثاء)، ووقعت الحادثة في الساعة العاشرة بمنطقة تقع خارج حدود مطار الملك عبدالعزيز في منطقة سكنية، إذ تعتبر الحادثة من اختصاص الدفاع المدني، الذي يقوم بمباشرتها بمساندة ومشاركة بقية الجهات الحكومية المعنية. وأضاف، خلال مباشرته الميدانية لمجريات التجربة الفرضية، التي وصفها بالأكبر على مستوى منطقة مكة المكرمة، أنها التجربة الأولى لمثل هذا النوع من الحوادث، التي تصنف ضمن الكوارث، مؤكداً أنها تتم وفق منهج علمي مدروس للتعامل مع الأخطار، مؤكداً أهمية مطار الملك عبدالعزيز وما يشهده من حركة جوية كبيرة على مدار الساعة، إذ نتج من هذه الفرضية عدد من الفرضيات، التي تم التعامل معها، وهي انهيار بعض المباني السكنية واحتراق عدد من المركبات ومحطة وقود. وأشار إلى وجود لجان تم تحديدها وقفت ميدانياً على مجريات الفرضية لتقويمها ودرسها والخروج بالنتائج والتوصيات والفوائد التي اكتسبتها القطاعات المشاركة من هذه الفرضية التي تختلف عن غيرها من الحوادث، باتساع نطاق الكارثة من حيث الأضرار البشرية والمادية في حال حدوثها. وأشار المطرفي إلى أن مسار وسيناريو الحدث يبدأ من عمليات مطار الملك عبدالعزيز، بعد تلقيها البلاغ وتمريره إلى مركز العمليات الموحد، وتوجيه جميع القطاعات المعنية، ومنها الشؤون الصحية والهلال الأحمر والجهات الأمنية المختلفة، والقطاعات الأخرى، بمشاركة مطار الملك عبدالعزيز. بدوره، قال مساعد الرئيس للمطارات مدير مطار الملك عبدالعزيز المهندس عبدالله الريمي إن الهدف من التجربة هو الارتقاء بكفاءة الأداء لمنسوبي المطار وتطوير مهارتهم في التعامل مع حوادث الطيران، في حال حدوثها، مشيراً إلى أن المطار شارك في هذه الفرضية ضمن برنامج الدفاع المدني للتدريب السنوي على رأس العمل. وأضاف أن سيناريو الفرضية بدأ بتلقي مركز عمليات الإطفاء في المطار بلاغاً في العاشرة صباحاً يفيد بنشوب حريق داخل مقصورة طائرة أجنبية من نوع آرباص 300، وعلى متنها 264 راكباً، إضافة إلى تسعة ملاحين، قبل وصولها إلى المطار وطلبها الهبوط الاضطراري فيه، وجرى على الفور تمرير البلاغ إلى مركز العمليات الموحد 911، ليتم استكمال بقية الإجراءات المتعلقة بتمرير البلاغ ومواجهة حال الطوارئ، مع الجهات المعنية، مضيفاً أن إدارة المطار قامت بإبلاغ مكتب تحقيقات الطيران للقيام بمهمة التحقيق وتقصي أسباب الحادثة. من جانبه، أشار المتحدث الرسمي لهيئة الهلال الأحمر في منطقة مكة المكرمة عبدالله أبوزيد، إلى أن 15 فرقة إسعافية وفرقة فرز شاركت في تنفيذ الفرضية، إذ انتقلت إلى موقع الحدث فور تلقي البلاغ، وقامت بنقل 15 حالة إلى مستشفيات جدة. في حين ذكر ممثل مطار الملك عبدالعزيز فهد البقمي أن ثلاث وحدات إطفاء وإنقاذ متطورة تابعة لمطار الملك عبدالعزيز شاركت مع فرق الدفاع المدني والقطاعات المشاركة في مباشرة الحادثة والقيام بمهماتها المساندة، مع الجهات الأخرى ذات العلاقة.
مشاركة :